تفقد الدكتور خالد العناني منطقة كوم الناضورة عصر اليوم الخميس بالاسكندرية للوقوف علي مدي استعدادها لاستقبال الجمهور. ويقع تل كوم الناضورة الأثرى فى شارع بحرى بك بحى الجمرك قسم اللبان، ويحد المنطقة من الجهة الشمالية شارع ورشة الطوبجية ومن الجهة الجنوبية شارع بحرى بك ومن الجهة الغربية شارع الباب الأخضر. ويقول د. أيمن عشماوي أن تل الناضورة أحد أهم تلين بمدينة الإسكندرية ويرجعان لنهاية العصر العثمانى وهو عبارة عن تل ترابى تراكمي تكون عبر عدة عصور ابتداء من العصر الأيوبى ويعرف بكوم وعلة نسبة الى عبدالرحمن بن وعلة السبئى المصرى، والذى دفن فيها وقت استخدام التل كمقابر خلال العصر الفاطمى كما دفن بها عدد من الشخصيات الاسلامية مثل الحافظ السلفى وأبو بكر الطرطوشى وعبدالرحمن بن هرمز التابعي، وفى خلال العصر الأيوبى بدأ تراكم التل بعد انتهاء استخدام المنطقة كمقابر. وخلال العصر المملوكي كان يوجد برج أعلى هذا التل ولكن كان على أساس غير متين، وكان يستخدم فى مراقبة البحر بعد أن انتهت المراقبة عن طريق منارة الإسكندرية القديمة وظل البرج قائما حتى العصر العثماني. وأوضح مفتش أثار المنطقة انه أثناء الحملة الفرنسية تم بناء طابية أعلى البرج عرفت باسم طابية كافاريللى نسبة الى احد قواد نابليون الذين أشرفوا على الأعمال الهندسية بالمبنى. وأكمل أنه فى عصر محمد على تم تجديد المنطقة وترميمها وأنشئ بها برج مثمن الشكل استخدم لمراقبة البحر وتحركات السفن الداخلة والخارجة وعرفت المنطقة منذ ذلك الوقت بكوم الناضورة. وفى عام 1926 م تم بناء برج مثمن مكان البرج القديم بعد تهدمه كما بنيت ثكنه للمأمور الانجليزي وأسرته ، كما بنيت ثكنة للمأمور المصرى . وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة كوم الناضورة.
حوالى 6 فدادين أي ما يقرب من 26 الف متر مربع، وقد تعرضت بعض أجزاء من التل الأثرى للتجريف من جانب محافظة الإسكندرية عام 1981 م ، وكانت هناك محاولات لاستغلال الموقع كمساكن. اعترضت هيئة الآثار على هدم التل الأثرى وتم تشكيل لجنة مشتركة من الهيئة وجامعة الاسكندرية والتي أوصت بالحفاظ على التل الأثرى والمبانى القائمة عليه والتى تعتبر أحد المعالم ذات القيمة التاريخية وتشكل نموذجًا فريدًا للعمارة خلال النصف الأول من القرن العشرين. وفى عامى 1928 و 1983 تم إجراء حفائر علمية أسفرت عن كشف العديد من المقابر الفاطمية على عمق ستة أمتار من المستوى الحالى ، كما كشفت عن كميات كبيرة من الفخار ترجع لعصور مختلفة ، ومعظمها يرجع الي العصر المملوكي. المعالم الاثرية بالتل البرج بني علي شكل مثمن مكان البرج القديم بارتفاع حوالى 25 متر ، ويتكون من أربعة طوابق يربط بينها درج حلزونى من الخشب ويفصل بين كل ضلع وآخر من الشكل المثمن للبرج دعامة بارزة من ثلاثة مستويات ويفتح فى جدرانه نوافذ معقودة ويزخرف البرج مجموعة من الزخارف الهندسية المتنوعة منها الأطباق النجمية والأضلاع المتقاطعة ، كما يعلوا البرج شرفات مسننة ويرجع تاريخة إلى عام 1926 م . ويمكن أعلى البرج مشاهدة معالم الإسكندرية مثل قلعة قايتباي - عامود السواري- قصر رأس التين - الميناء ومسجد أبى العباس المرسى وغيرها. طابية كارفيللي تم بناء الطابية فى عهد الحملة الفرنسية ويمكن الوصول إليها عن طريق درج هابط وتتكون من حاصلين مقببين بقبو برميلى الشكل يمكن الوصول إليها عن طريق ممر ويفتح بكل منها مزغل يطل على الواجهة الغربية. مرصد محمد علي بنى أعلى الطابية فى عصر محمد على من الحجر الجيرى والآجر ويتكون من حجرات ويعلو البناء مرصد صغير مثمن الشكل. ثكنة المأنور الانجليزي كانت مخصصة لسكن المأمور الإنجليزى وأسرته وتتكون من ثلاث حجرات وصالة وتتميز بطراز العمارة الانجليزية. ثكنة المأمور المصري وهى أحدث المبانى المنشأة أعلى التل والتى قامت هيئة الميناء ببنائها وتتكون من خمس حجرات وصالة. وقد تم عمل ترميم لجميع هذه العناصر عام 1993 م ، حيث تم تجهيز المنطقة وإنهاء أعمال النجارة والدهانات وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحى وتجميل المنطقة وتمهيد التربة وزراعة بعض النباتات والإعداد للمرحلة التالية من التطوير ، وذلك تمهيدا لإعدادها كمزار سياحى باعتبارها أحد المعالم الأثرية والتاريخية الهامة بمدينة الإسكندرية. وأفاد د. خالد العناني ان كوم الناضورة مستهدف تحويله إلي مزار عالمي حيث انه من فوق الفنار او البرج يمكن ان تري الاسكندرية كلها. وقال انه من المقرر افتتاحة للزيارة بمجرد الانتهاء من اعمال ترميم السلم والذي سيكون وسيلة الزائر للوصول إلى أعلى التل.