الشقافة.. الناضورة.. الدكة.. أسماء لثلاثة أكوام تضمها أحياء الإسكندرية والتي مازال بعضها يضم العديد من الأثار. فكوم الشقافة موجود بمنطقة كرموز وهي خلف مدافن المسلمين الحالية وهي جزء من الإسكندرية القديمة ويتوافد عليها السياح في موسم الشتاء.. أما كوم الناضورة فهو مهمل سياحياً رغم كونه في موقعه المتميز بالقري من ميناء الإسكندرية وغير مفتوح للسائحين ولا المصريين والثالث كوم الدكة ويتوافد عليه السياح من جميع الجنسيات. يرجع تاريخ مقابر كوم الشقافة إلي القرن الثاني الميلادي وهي مقابر رومانية منحوتة من الصخر نحت الأرض وتتميز بالنقوش البارزة وتعتبر من أهم مقابر الإسكندرية لأنها مزيج من الفن المصري واليوناني والروماني وسميت بهذا الاسم نسبة إلي الشقف وهو كسر الأواني الفخارية والتي كونت ما يشبه التل "الكوم". يقول الأثري كريم محمد إن مقبرة كوم الشقافة نوع من مقبرة الكاتاكومب التي انتشرت في القرون الثلاثة الأولي الميلادية في إيطاليا مشيرا إلي أن الكاتاكومب كانت تقتصر علي دفن الموتي إلا أنها نشأت خلافا لما هو متبع في ايطاليا كمقبرة لأسرة واحدة من الأسر الغنية التي كانت تعيش في الإسكندرية ويغلب علي جنابه كوم الشقافة الجمع بين الفنين الروماني والفرعوني. يقول هشام علام مفتش آثار بكوم الناضورة إن جبلاية كوم الناضورة يرجع تاريخها إلي العصر الفاطمي وارتفاعها 25 متراً فوق سطح الأرض ومساحتها 25 ألف متر مربع مشيرا إلي أن ارتفاعها ناتج عن المقابر التي كانت تحتويها ومخلفات الهدم التي كانت تلقي بها وفي أثناء العصر المملوكي كان يوجد برج مكان البرج الحالي كان يستخدم لمراقبة الميناء في عام 1925 وهدم وبني بدلا منه البرج الحالي عام .1926 أضاف أنه في عهد الحملة الفرنسية تم بناء طابية أعلي البرج عرفت باسم طابية كافاريللي نسبة إلي أحد قواد نابليون الذين أشرفوا علي الأعمال الهندسية وذلك تخليدا له أما في عهد محمد علي تم تجديد المنطقة وترميمها وأنشيء بها برج مثمن الشكل استخدم لمراقبة البحر وتحركات السفن الداخلية والخارجية وعرفت المنطقة في ذلك الوقت بكوم الناضورة. كوم الدكة تقول مي إبراهيم مفتشة آثار بكوم الدكة إنها سميت بهذا الاسم لأنها كانت عبارة عن كوم من التراب المضغوط الموجود بمنطقة كوم الدكة وتشير إلي المسرح الروماني تم اكتشافه في عام 1960 ويأخذ شكل حرف "U" أو حدوة الحصان ويتكون من 16 درجاً وبني في نهاية القرن الثالث الميلادي ويحتوي الآن علي 13 درجاً فقط من الرخام وفقدت ثلاثة درجات أثناء الزلزال الذي حدث في القرن الخامس وهو المبني الدائري الوحيد بين آثار مصر الرومانية ويتسع إلي 600 فرد.