قرية بحر البقر هي إحدى القرى التابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية و في 8 إبريل 1970 قامت الطائرات الفانتوم الإسرائيلية بقصف مدرسة بحر البقر الربتدائية المشتركة ب5 قنابل وصاروخين، فأسفر هذا القصف عن استشهاد 30 طفلا وطفلة، وكانت المدرسة تقع في طابق واحد يضم 3 فصول يبلغ عدد تلاميذها 150 تلميذا كما أسفر القصف عن إصابة 50 طفلا بإصابات بالغة وإصابة 11 من العاملين بالمدرسة وقد جاء هذا القصف ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر لإرغامها على إنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز، ولم يكن بغريب أو جديد على إسرائيل أن تزيف الحقيقة، وتؤكد أنها قصفت أهدافا عسكرية، وليس مدرسة، وقد تزامن القصف مع مساع دولية لوقف حرب الاستنزاف. فى صباح هذا اليوم المشؤوم حلقت 5 طائرات فانتوم إسرائيلية على إرتفاع منخفض وقامت تمام الساعة التاسعة وعشرين دقبقة من صباح يوم الأربعاء لإستهداف المدرسة بشكل مباشر بخمس قنابل تزن ألف رطل وصاروخين مما أدى إلى تدميرها بالكامل . وبثت الإذاعة المصرية وقتها بيانًا ينعي شهداء الحادث : "أيها الأخوة المواطنون، أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية، وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران". نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشى يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية وأتهمت إسرائيل بتعمد تدمير المدرسة وقصفها عن قصد بهدف الضغط على مصر لوقف حرب الإستنزاف وقتها وردت إسرائيل كما عهدناها بالكذب الفج فى كل أقوالها أنها ما كانت تستهدف إلا إهدافاً عسكرية فقط وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية. وأثار الهجوم حالة من الغضب والإستنكار على مستوى الرأى العام العالمى أجبر الولاياتالمتحدة ورئيسها على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة وأدى أيضاً إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية على المواقع المصرية كافة فأستطاعت مصر فى هذا الوقت إنشاء حائط الصواريخ المصرى الذى أسقط العديد من الطائرات الإسرائيلية حتى وقف حرب الإستنزاف. جاء بأقوال الطيار الإسرائيلي امي حاييم الذي شارك في تلك الجريمة وأسرته القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973 وقد اقر واعترف بأنهم قصفوا المدرسة الابتدائية عن عمد وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية. وقد قامت الحكومة المصرية بعد الحادث الأليم بصرف التعويضات لأسر الضحايا التى بلغت وقتها 100 جنيهاً للشهيد و10 جنيهات للمصاب .وتم إقامة متحف لبقايا متعلقات الأطفال وما تبقى من الملفات فضلاً عن أجزاء من القنابل والمتحف هو حجرة من إجمالى 17 فصلاً تضمها مدرسة بحر البقر الإبتدائية تعلوا الحجرة عبارة مكتوبة بخط اليد مكتوب عليها"متحف شهداء بحر البقر "وتم نقله بعدها إلى متحف الشرقية القومى بالزقازيق عام 1973 م. بدأت وتيرة الغضب الشعبي بكلمات صلاح جاهين "الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللى على ورقهم سال.. فى قصر الأممالمتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال.. إيه رأيك فى البقع الحمرا.. يا ضمير العالم يا عزيزى.. دى لطفلة مصرية وسمرا.. كانت من أشطر تلاميذي" شارك أيضا في التوثيق مجموعة من الأطفال غير المعروفين، بتقديم أغنية "بلادي يا بلادي"، التي أُدخلت فيما بعد ضمن لحن من ألحان أغاني ثورة 25 يناير. بعد مرور 43 عاماً على الحادث وتحديدا في أكتوبر 2013 قام العديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة مادياً ومعنوياً بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا. وأكدت الدعوى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، وتم بموجبها إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وأن حق الضحايا أيضاً لا يسقط بالتقادم طبقاً للأصول والتعويضات التي استقر عليها المجتمع الدولي، حيث أن إسرائيل حصلت على مليارات الدولارات من ألمانيا مقابل ما أصابها مما تسمى بالجرائم ضد الإنسانية، والمعروفة باسم تعويضات الهولوكوست، وان ضحايا حادث مدرسة بحر البقر لهم الحق نفسه في الحصول على تعويضات تعادل التعويضات نفسها.