أطلع الدكتور خالد العناني وزير الاثار، منذ قليل، علي خطة ترميم المسجد العباسي الاثري ببورسعيد علي الطراز المعماري القديم الذي انشئ به خلال تفقده ومتابعته لاعمال الترميم التي تتم بالمسجد. ومن جانبه قال وزير الآثار إنه من المقرر إن يتم افتتاح المسجد بعد انتهاء أعمال ترميمه في 23 ديسمبر القادم تزامنًا مع احتفالات عيد بورسعيد القومي. وأكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد لوزير الاثار ان تكلفة ترميم المسجد يتكفل بها احد رجال الاعمال بالمحافظة علي نفقته الخاصة مشيرا الي انه تم افتتاح ترميمات الملحق الجديد بالمسجد في ديسمبر الماضي بحضور مفتي الجمهورية ووزير الاوقاف ولفيف من الشخصيات العامة والدينية بمصر. جدير بالذكر أنه يبلغ المسجد العباسى من العمر 112 عامًا، ويمثل حقبة تاريخية معمارية مميزة، حيث أقامه الخديوى عباس ضمن 102 مسجد على هذا الطراز فى مختلف المحافظات، وقد خضع المسجد للعديد من التجديدات منذ نشأته بواسطة وزارة الأوقاف التى يتبعها المسجد، كان آخرها عام 2000، بالإضافة إلى افتتاح الملحق الخاص به بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، والدكتور على جمعة، مفتيا الجمهورية الحالى والسابق، ولفيف من القيادات التنفيذية والتشريعة بالدولة. و قد أصدر الخديوى عباس حلمى الثانى، أوامره إلى ديوان الأوقاف، ببناء المسجد عام 1904 ميلاديًا والموافق 1322 هجريًا؛ وتخصيص 4000 متر لبنائه، وتم إرسال المهندسين من قبل الأوقاف الذين قاموا ببنائه على عشر المساحة المخصصة؛ ليكون المسجد الثانى ببورسعيد بعد إنشاء المسجد التوفيقى "أقدم مساجد المحافظة"وتم افتتاحه عام 1905 بحضور مدير الأوقاف، ومحافظ القنال، محمد محب باشا، وقاضى بورسعيد الشرعى، وكبار رجال الإدارة والأعيان، وبعض ممثلى قناصل الدول، وعين الخديوى الشيخ عبد الفتاح الجمل إمامًا للمسجد، وألقى خطبة الافتتاح. يحتفظ المسجد بمعظم عناصره المعمارية والزخرفية التى بنى عليها، على الرغم مما تعرض له من تجديدات، وهو عبارة عن مستطيل الشكل تبلغ مساحته 766 متر مربع؛ فقد حلى النقش الكتابى في كل ركن من أركانه بزخرفة نباتية بسيطة من طراز الأرابيسك داخل تكوين هندسى بشكل محور. و كان المسجد العباسى شاهدًا على تاريخ بورسعيد؛ حيث كان مكانًا لتجمع المجموعات الفدائية وأبطال المقاومة الشعبية فى التصدى للعدوان الثلاثى حتى الجلاء في 23 ديسمبر 1956. و كان المسجد الرسمى الذى يقيم فيه جمال عبد الناصر الصلاة عند زيارته لبورسعيد بأعياد النصر، وكان يحتمى فيه الأهالى والفدائيين أيام العدوان الثلاثى.