قام الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، اليوم الإثتين، بزيارة المسجد "العباسي" أحد أقدم المساجد الأثرية بمحافظة بورسعيد. وكان الوزير يرافقة اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد قام بزيارة المسجد الأثري خلال جولة لتفقد عدد من المناطق الأثرية بالمحافظة. ويبلغ المسجد العباسى من العمر 112 عامًا، ويمثل حقبة تاريخية معمارية مميزة، حيث أقامه الخديوى عباس ضمن 102 مسجد على هذا الطراز فى مختلف المحافظات، وخضع المسجد للعديد من التجديدات منذ نشأته بواسطة وزارة الأوقاف التى يتبعها المسجد، كان آخرها عام 2000، بالإضافة إلى افتتاح الملحق الخاص به بحضور الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام، والدكتور على جمعة، مفتيا الجمهورية الحالى والسابق، ولفيف من القيادات التنفيذية والتشريعة بالدولة. وأصدر الخديوى عباس حلمى الثانى، أوامره إلى ديوان الأوقاف، ببناء المسجد عام 1904 ميلاديًا والموافق 1322 هجريًا؛ وتخصيص 4000 متر لبنائه، وتم إرسال المهندسين من قبل الأوقاف الذين قاموا ببنائه على عشر المساحة المخصصة؛ ليكون المسجد الثانى ببورسعيد بعد إنشاء المسجد التوفيقى "أقدم مساجد المحافظة وتم افتتاحه عام 1905 بحضور مدير الأوقاف، ومحافظ القنال، محمد محب باشا، وقاضى بورسعيد الشرعى، وكبار رجال الإدارة والأعيان، وبعض ممثلى قناصل الدول، وعين الخديوى الشيخ عبد الفتاح الجمل إمامًا للمسجد، وألقى خطبة الافتتاح. يحتفظ المسجد بمعظم عناصره المعمارية والزخرفية التى بنى عليها، على الرغم مما تعرض له من تجديدات، وهو عبارة عن مستطيل الشكل تبلغ مساحته 766 متر مربع؛ فقد حلى النقش الكتابى في كل ركن من أركانه بزخرفة نباتية بسيطة من طراز الأرابيسك داخل تكوين هندسى بشكل محور. وكان المسجد العباسى شاهدًا على تاريخ بورسعيد؛ حيث كان مكانًا لتجمع المجموعات الفدائية وأبطال المقاومة الشعبية فى التصدى للعدوان الثلاثى حتى الجلاء في 23 ديسمبر 1956. وكان المسجد الرسمى الذى يقيم فيه جمال عبد الناصر الصلاة عند زيارته لبورسعيد بأعياد النصر، وكان يحتمى فيه الأهالى والفدائيين أيام العدوان الثلاثى.