شهد النصف الأول من شهر مايو الجاري نشاطًا دبلوماسيًا لافتًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، شمل زيارات رسمية إلى كل من اليونان وروسيا. وخلال زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو، التقى الرئيس السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك على هامش مشاركته في احتفالات "عيد النصر". وعقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أعرب الرئيس بوتين في مستهل اللقاء عن تقديره الكبير لمشاركة الرئيس السيسي في الاحتفال هذا العام، مؤكدًا أن هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات التاريخية والراسخة التي تجمع بين البلدين والشعبين الصديقين. كما تناولت المباحثات مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب الرئيسان عن أهمية استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في قطاع غزة، وضرورة تكثيف العمل على تفادي التصعيد الإقليمي. وفي هذا السياق، استعرض الرئيس الجهود المصرية المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع لمواجهة الأزمة الإنسانية. وشدد على أهمية التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، باعتباره الضمان الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة. رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس كما التقى الرئيس السيسى بمقر رئاسة الوزراء في أثينا، برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. وتناولت المباحثات مجمل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما في ذلك تكثيف التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط، وآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص، وتطرقت إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة، حيث شدد الجانبان على أهمية استئناف تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى القطاع بالكميات الكافية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما أكدا أهمية تنفيذ حل الدولتين بإعتباره الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم وإستقرار مستدام في المنطقة، مشددين على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحيلولة دون تصعيد أو توسع دائرة الصراع في المنطقة. وتطرقت المباحثات كذلك إلى تطورات الأوضاع في منطقة شرق المتوسط، حيث رحب الرئيس بجهود التهدئة الحالية في المنطقة، معرباً عن تطلعه إلى إستثمار هذه الأجواء الإيجابية لحل أي خلافات قائمة، بما يتيح تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية لصالح شعوب المنطقة، كما بحث الجانبان تطورات الأوضاع في سوريا، لبنان، ليبيا، السودان وأمن الملاحة في البحر الأحمر، بالاضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية. وفي أعقاب المباحثات، وقّع الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليوناني الإعلان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، كما شهدا توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات عدة، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين. تطوير آليات إختيار وتأهيل الكوادر التعليمية كما إجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والفريق أشرف سالم زاهر مدير الأكاديمية العسكرية المصرية. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أطلع خلال الإجتماع على الجهود المبذولة من جانب أجهزة الدولة المعنية لتطوير آليات إختيار وتأهيل الكوادر التعليمية، بهدف الوصول بالكوادر المنتقاة للتدريس إلى أعلى المستويات العلمية والفنية والشخصية، والإستعانة تحقيقًا لهذا الغرض بموارد الدولة، حيث شهد الإجتماع في هذا الصدد استعراضًا لعدد من محاور التأهيل لمكونات العملية التعليمية، وعلى رأسها دعم وبناء قدرات ومهارات المعلمين. وأشار السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس أكد على الأولوية التي توليها الدولة لتطوير المنظومة التعليمية، وخاصة العنصر البشري، من خلال عمليات إختيار وتأهيل دقيقة تضمن أعلى درجات الموضوعية والكفاءة، مما ينعكس إيجابيًا على جودة التعليم، كما أكد على ضرورة الإهتمام بالمعلم بإعتباره حجر الأساس في العملية التعليمية. كما إجتمع الرئيس السيسي، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس استعرض خلال الاجتماع محاور عمل المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتي تشمل خطوات تنفيذ المشروع القومي لبناء الإنسان، بما في ذلك زيادة عدد الحضانات للأطفال دون سن السادسة، وإنشاء 300 مركز متكامل للتنمية البشرية في مختلف المحافظات، بهدف تعزيز القدرات الثقافية والتعليمية والرياضية، وتحسين الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية، وتأهيل الأجيال القادمة لسوق العمل المستقبلي. وفي ذات السياق، قدم الدكتور خالد عبد الغفار عرضًا تفصيليًا حول الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية، في إطار المبادرة الرئاسية "بداية"، والتي تهدف إلى تحسين الخصائص السكانية، وخفض معدلات التقزم والسمنة وفقر الدم بين الأطفال، إلى جانب استعراض ما تحقق في ملف الزيادة السكانية حيث انخفض المتوسط السنوي للزيادة السكانية خلال عام 2025 بنحو 1,34٪ مقارنة ب 1،4% في عام 2024. وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، ان الرئيس قد اطلع خلال الاجتماع على المشروعات القومية الجاري تنفيذها في قطاع الصحة في جميع محافظات الجمهورية، والتي تشمل الانتهاء من تطوير وإنشاء 20 مستشفى في 11 محافظة خلال العام المالي 2025 بتكلفة تقدر بحوالي 11،7 مليار جنيه، وتضيف حوالي 2649 سرير ا منها 458 سرير رعاية مركزة و442 حضانة و1749 سرير إقامة داخلي، بالإضافة إلى 542 ماكينة غسيل كلوي، و95 غرفة عمليات. كما تم الانتهاء من تطوير وإنشاء 11 مستشفى في عشر محافظات منهم مجمع الفيروز الطبي بمحافظة جنوبسيناء ومستشفى طنطا بمحافظة الغربية ومستشفى العدوة بالمنيا ومستشفى أبو تشت ونجع حمادي بمحافظة قنا ومستشفى منفلوط بأسيوط ومستشفى القنطرة شرق والتل الكبير بالإسماعيلية ومستشفى السباعية بأسوان، وكذلك تم إمداد المستشفيات القائمة التابعة لوزارة الصحة والجهات والهيئات التابعة بجميع التجهيزات الطبية وذلك حتى الربع الثالث من العام المالي 2024-2025. واضاف المتحدث الرسمي ان الرئيس استمع إلى شرح حول خطة تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل، التي تشمل محافظات (دمياط، وكفر الشيخ والمنيا ومطروح، وشمال سيناء) وتتضمن تطوير 11 مستشفى، وإنشاء 19 مستشفى جديد، ليصبح إجمالي عدد المستشفيات 65 مستشفى بسعة سريرية 10517 سريرا، بالإضافة إلى إنشاء 534 وحدة ومركز رعاية أولية، ليصل إجمالي الوحدات والمراكز إلى 669 وحدة ومركز رعاية أولية بتكلفة تقديرية 115 مليار جنيه شاملة التجهيزات الطبية وغير الطبية، حيث وجه الرئيس في هذا الصدد بسرعة الانتهاء من المرحلة الثانية والالتزام بالجداول الزمنية للتنفيذ، مع العمل على تحقيق أعلى معدلات الجودة في التنفيذ. وأوضح المتحدث الرسمي أن وزير الصحة استعرض ايضًا خطوات تطوير منظومة صحية رقمية متكاملة تتماشى مع رؤية "مصر 2030"، بهدف تحسين جودة الرعاية الصحية، وتيسير الوصول إلى الخدمات، وزيادة الكفاءة التشغيلية، تشمل إنشاء سجلات صحية إلكترونية، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء منصة وطنية لتبادل المعلومات الصحية، وتكثيف الشراكات الدولية لضمان استدامة التحول الرقمي. وفي ذات السياق، وجه الرئيس الحكومة بدراسة امكانية ادراج الذكاء الاصطناعي كمادة الزامية في المناهج الدراسية. واستمع الرئيس إلى عرض حول المبادرات الرئاسية المعنية بتحسين الصحة العامة للمواطنين والتي تستهدف المراحل العمرية منذ الولادة وحتى سن 5 سنوات، ومن سن 5 سنوات إلى 15 سنة، ومن سن 18 سنة إلى 65 سنة بإجمالي عدد 15 مبادرة رئاسية للصحة العامة قدمت ما يزيد على 234 مليون خدمة صحية من خلال 3527 وحدة صحية، وكذلك مبادرة إنهاء قوائم الانتظار والتي تم من خلالها علاج 2 مليون و690 ألفا مواطن منذ إطلاقها في يوليو 2018 بتكلفة اجمالية 24,746 مليار جنيه، بالإضافة إلى علاج 2٫1 مليون مواطن على نفقة الدولة خلال عام 2025 بتكلفة إجمالية بلغت 23,2 مليار جنيه. وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس اطّلع أيضًا على جهود الدولة في توطين صناعة الأدوية والأجهزة الطبية، مؤكدًا أهمية توفير التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات لهذا القطاع الحيوي، مما يسهم في تلبية احتياجات السوق المحلي وزيادة الصادرات المصرية للأسواق العالمية، كما وجه الرئيس باتخاذ إجراءات لتحسين أوضاع العاملين في المجال الصحي، وتعزيز مشاركتهم في البرامج التدريبية الحديثة، والاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. كما التقى الرئيس عبد السيسي، بالدكتور أكينوومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أعرب عن تقدير مصر لجهود رئيس البنك الأفريقي للتنمية في تعزيز دور البنك وتوفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنمية في الدول الأفريقية خلال فترة ولايته التي امتدت لعشر سنوات، متمنياً له التوفيق في مهامه المستقبلية، ومؤكداً على استمرار دعم مصر للبنك، بما في ذلك التعاون مع رئيسه المقبل. من جانبه، ثمّن رئيس البنك هذا الدعم وأشاد بدور مصر المحوري في تعزيز جهود البنك في خدمة التنمية في أفريقيا خلال السنوات الماضية. وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول العلاقات بين مصر والبنك وسبل تعزيزها، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات، خاصة الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية، وتعزيز دور القطاع الخاص في تحقيق التنمية، وتوفير فرص العمل، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، وتعزيز كفاءة الطاقة، وتطوير القدرات التصنيعية، ودفع التحول الرقمي. كما تم التشديد على ضرورة استمرار دعم البنك لجهود مصر في تحقيق النمو والتنمية والإصلاح الاقتصادي، إلى جانب تنفيذ المشروعات المدرجة ضمن المنصة الوطنية لبرنامج "نوفي". كما إجتمع الرئيس السيسي،مع الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناةالسويس، ومصطفى الدجيشي رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة جنوبالبحر الأحمر. وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أطلع على تطورات حركة الملاحة بقناةالسويس، والجهود المبذولة للحفاظ على مستوى الخدمات البحرية والملاحية، رغم التحديات الدولية والإقليمية الراهنة، بما في ذلك عن طريق إضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة، وإستكمال مشروعات تطوير المجرى الملاحي بالقناة. وفي هذا السياق، تمت الإشارة الى الإنتهاء من تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبي من القناة الذي دخل مرحلة التشغيل الكامل في فبراير 2025، وكذا محطة مياة الإسماعيلية التي تم الإنتهاء من إنشائها بطاقة اجمالية 180 الف متر مكعب، وادخال وحدات بحرية جديدة في الخدمة، وتم كذلك إستعراض تطورات المشاريع التي تقوم بها الهيئة والشركات التابعة لها، ونشاط مركز الأبحاث التابع للهيئة، والموقف بالنسبة لبناء الكباري العائمة الجديدة، وإستكمال تطهير بواغيز بحيرة البردويل، وأعمال رفع كفاءة مراسي الصيد. وذكر السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الإجتماع تناول أيضاً إستعراض جهود تطوير الأسطول البحري لهيئة قناةالسويس، وتعزيزه بوحدات جديدة ومتطورة لضمان إستمرار كفاءة وسلامة الملاحة، ومواكبة النمو المتزايد في حركة التجارة العالمية، مع التركيز على توطين الصناعات البحرية لتلبية إحتياجات المجرى الملاحي للقناة ومحيطها، كما تم إستعراض خطة بناء القاطرات ومراكب الصيد أعالي البحار في مصر بإستخدام التكنولوجيا المتقدمة، بهدف إنشاء منظومة متكاملة لصيد الأسماك وإنتاجها وتغليفها. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس شدد على ضرورة تعزيز التواصل الفعّال بين هيئة قناةالسويس وعملائها، وتوطيد علاقاتها الإستراتيجية مع الخطوط الملاحية الكبرى والمنظمات الدولية ذات الصلة، خاصة في أوقات الأزمات. كما وجه الرئيس بمواصلة تطوير الخدمات الملاحية والبحرية وفق أعلى معايير الجودة، وتعظيم قدرات القناة التي تُعد محوراً أساسياً في حركة التجارة العالمية، مع التركيز على خلق فرص عمل جديدة في قطاع صناعة السفن. كما كشف رئيس الهيئة عن دراسة تخفيض بنسبة 15% على رسوم عبور بعض الشركات لفترة محددة وذلك بهدف تشجيع المزيد من السفن على استخدام قناةالسويس وأشار إلى أن هذا القرار سيعلن عنه خلال الأيام المقبلة بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي.