في قلب جامعة العريش، يبرز اسم الدكتور حاتم سلامة كأحد الرموز الأكاديمية والمجتمعية الملهمة في مصر، فهو أستاذ الأدب الإنجليزي، ورئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، ووكيل كلية الآداب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. كما أنه مرشح حالي لرئاسة جامعة العريش، مدفوعًا بإيمانه بأن القيادة الجامعية يجب أن تُبنى على الكفاءة والرؤية، لا على القيود الشكلية. ترشح الدكتور حاتم سلامة لا يُعد استثناءً، بل هو امتداد لسلسلة من النماذج العالمية التي أثبتت أن فقدان البصر لا يُشكل عائقًا أمام التميز والقيادة. من أبرز هؤلاء، المفكر المصري العظيم الدكتور طه حسين، الذي حمل لقب "عميد الأدب العربي" وكان وزيرًا للمعارف في خمسينيات القرن الماضي، حيث قاد حركة التعليم المجاني في مصر وأثرى الحياة الثقافية والأكاديمية رغم فقدان بصره منذ الطفولة. وفي بريطانيا، يبرز اسم ديفيد بلانكت، السياسي البارز الذي تولى ثلاث وزارات مهمة: هي "التعليم والداخلية والعمل "في الفترة من مايو 1997 حتي نوفمبر 2005، يُعد بلانكت أول وزير كفيف يتولى مناصب سيادية بهذا المستوى في بريطانيا، وقد تميز بقدرته على استخدام التكنولوجيا وتجاوز التحديات البصرية في أداء مهامه الوزارية. كما يمكن الإشارة إلى جوديث هيويمان، الناشطة الأمريكية البارزة في مجال حقوق ذوي الإعاقة، والتي كانت مكفوفة جزئيًا، وتولت مناصب استشارية في وزارة الخارجية الأمريكية، وأسهمت في صياغة قوانين تضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الولاياتالمتحدة والعالم. تُثبت هذه النماذج أن القيادة الحقيقية لا تعتمد على الحواس الظاهرة، بل على العزيمة والرؤية والقدرة على إحداث تأثير إيجابي في المجتمع، ويأتي الدكتور حاتم سلامة في هذا السياق نموذجًا وطنيًا حيًا، يجمع بين الطموح والابتكار والإرادة الصلبة. وقد تم اختياره من قبل المجلس الأعلى للجامعات محكمًا لفحص الإنتاج العلمي لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين في تخصص اللغة الإنجليزية وآدابها، وهو ما يعكس مكانته العلمية الرفيعة. وُلد الدكتور حاتم سلامة في محافظة الشرقية في 24 يناير 1971، وبدأت رحلته مع فقدان البصر تدريجيًا منذ عام 1983، ورغم إجراء العديد من الجراحات الدقيقة في المملكة المتحدة، لم يستعد بصره، لكن هذه التجربة كانت بداية تعلقه باللغة الإنجليزية. التحق بكلية الآداب جامعة الزقازيق، وتخرج في قسم اللغة الإنجليزية عام 1992، ثم حصل على الماجستير عام 1997، والدكتوراه عام 2002. عُين أستاذًا مساعدًا عام 2008، ثم نال درجة الأستاذية عام 2013، ليصبح أول أستاذ في كلية الآداب بجامعة العريش، وهو الآن ثاني أقدم أستاذ على مستوى الجامعة. يُعرف الدكتور سلامة برؤيته المتكاملة التي تجمع بين التميز الأكاديمي وخدمة المجتمع. فقد أنشأ مركز اللغات والترجمة، ومركز التدريب والاستشارات الاجتماعية بالجامعة. كما أنشأ برنامج الترجمة الفورية في اللغة الإنجليزية بنظام الساعات المعتمدة، والذي يمنح درجة ليسانس الآداب في الترجمة الفورية، وأشرف على العديد من الندوات التوعوية التي تناولت قضايا مثل التحول الرقمي، المبادرات الرئاسية، الحوار الوطني، ومؤتمر المناخ. اقرا ايضا | أستاذ جامعي يحذر من «المجلات العلمية المفترسة»: خطر صامت يهدد البحث الأكاديمي كما أطلق حملة توعوية بعنوان "في حب مصر" استهدفت المدارس والمجتمع المحلي، بهدف تعزيز الوعي الوطني ومواجهة الشائعات. رغم فقدانه للبصر، يمتلك الدكتور سلامة مهارات تكنولوجية متقدمة، قام بتطوير وتعريب تطبيقات أندرويد، وشارك في فحص تطبيق EZ Notes، مما دفع مطوره الأمريكي إلى الإشادة به في مقطع فيديو رسمي. كما يُعد مقاطع فيديو تعليمية وتوعوية بنفسه باستخدام أدوات المونتاج على هاتفه المحمول، ويكتب بسرعة تصل إلى 50 كلمة في الدقيقة باللغتين العربية والإنجليزية، كما أطلق مبادرة "مع النحو الرقمنة" لدعم التحول الرقمي، والتي تسعى إلى تعزيز مهارات اللغة والتكنولوجيا لدى الطلاب ورفع كفاءتهم في التعامل مع الوسائط الحديثة. نال الدكتور سلامة إشادة من اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء السابق، الذي وصفه بالإعجاز الحقيقي، وكرّمه المجتمع السيناوي بدرع الإبداع المجتمعي، كما حظي بلقب "طه حسين القرن الحادي والعشرين" و"عميد الأدب الإنجليزي" لما يجمعه من تحدٍ وإبداع وبصيرة نافذة. ومن سماته القيادية أيضًا، إنشاؤه لملتقى "قادرون باختلاف" بشمال سيناء، الذي يُعد حلقة الوصل بين ذوي الاحتياجات الخاصة والمسؤولين بالمحافظة، حيث يمثل هذا الملتقى نافذة لعرض قضاياهم والعمل على حلها. كما أطلق في أبريل 2025 مبادرة وطنية بعنوان "إنجازاتنا فخرنا"، لتسليط الضوء على إنجازات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتوعية بما تحقق من مشروعات قومية وإنجازات في مختلف المجالات. الدكتور حاتم سلامة ليس مجرد أكاديمي بارز، بل هو نموذج للإرادة والابتكار والالتزام الوطني. ترشحه لرئاسة جامعة العريش لا يمثل طموحًا شخصيًا فحسب، بل هو رسالة أمل لكل من يواجه التحديات، بأن القيادة الحقيقية تنبع من البصيرة، لا من البصر. اقرأ أيضا | تنفيذ 3 قرارات إزالة لتعديات على الأراضي الزراعية خلال حملة مكبرة بالأقصر