يعتبر الشاي بالحليب من أكثر المشروبات المحبوبة لدى المصريين، لا سيما مع وجبة الإفطار أو في الصباح الباكر، حتى أصبح جزءًا من الثقافة الشعبية. اقرأ أيضًا | فوائد تناول الشاي بالحليب.. الطريقة الصحيحة في التحضير ومع ذلك، تصاعدت في الآونة الأخيرة تحذيرات عديدة على لسان بعض أطباء التغذية حول هذا المشروب، ووصل الأمر إلى وصفه بأنه "خطر على الصحة وقد يسبب حصوات بالكلى". فهل هذا صحيح؟ أم مجرد مبالغة؟ ويؤكد د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، هناك فرقًا كبيرًا بين الضرر الصحي وانخفاض القيمة الغذائية، وهو ما يغيب عن فهم كثيرين. يشير د. عماد إلى أن الشاي يحتوي على مادة الكافيين المنبهة التي تنشط الذهن، بالإضافة إلى مركبات توسع الأوعية الدموية، مما يعزز صحة القلب ويقلل من فرص الإصابة بتصلب الشرايين كما يتميز الشاي بوجود مضادات أكسدة تحمي الخلايا العصبية من التلف، وتقلل من خطر الإصابة بالزهايمر. أما الحليب، فهو مصدر غني بالكالسيوم اللازم لصحة العظام، كما يحتوي على البروتينات التي تسهم في دعم العمليات الحيوية داخل الجسم. ولكن المشكلة ليست في وجود ضرر مباشر، ولكن في تداخل المكونات؛ إذ تتفاعل بروتينات الحليب مع مضادات الأكسدة في الشاي، ما يقلل من فاعلية تلك المضادات، كما أن الكالسيوم الموجود في الحليب قد يتحد مع مركبات الشاي مكوِّنًا مركبات يصعب على الجسم امتصاصها. وهذا ما يجعل الشاي بالحليب "قليل القيمة الغذائية"، لكن ليس ضارًا صحيًا، ولم يثبت علميًا وجود أي خطر مباشر منه على الكلى أو الصحة العامة، كما يشاع. بحسب د. عماد، لا توجد أبحاث علمية موثقة تؤكد أن الشاي بالحليب يتسبب في تكوين الحصوات، ولكن في حالات وجود تاريخ عائلي للإصابة بحصوات أوكسالات الكالسيوم، ينصح بالتقليل من المشروب، والحرص على شرب كميات كافية من الماء لتقليل فرص ترسب الأوكسالات. ويؤكد د. عماد أنه لا داعي للتخلي عن المشروب، لكن يجب فهم طبيعته، ولا يمكن اعتباره مصدرًا للكالسيوم، ولا يُنصح بتقديمه للأطفال على أنه مفيد للعظام. لكن من يحب الشاي بالحليب، يمكنه الاستمتاع به مع تعويض القيمة الغذائية من مصادر أخرى غنية بالكالسيوم ومضادات الأكسدة.