افتتح المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، فعاليات مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتنظمه وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة. جاء ذلك بحضور 30 سيدة مصرية من النابهات الناجحات في الخارج ممن يمتلكن تجارب علمية وحياتية عظيمة، وممن شاركن في صياغة حياة أفضل لبلاد المهجر. يعد مؤتمر "مصر تستطيع بالتاء المربوطة" النسخة الثانية من المؤتمرات الوطنية للمصريين بالخارج التي تهدف لربط علماء وخبراء مصر في الخارج بقضايا الوطن، حيث كانت النسخة الأولى بعنوان " مصر تستطيع بعلمائها" والتي عقدت بالغردقة في ديسمبر الماضى بحضور 30 عالماً وخبيراً مصرياً في الخارج. وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس الوزراء: بسم الله الرحمن الرحيم سيداتِ مصرَ الفُضْلَيات الحضورُ الكريم يسرُّني في البدايةِ أن أنقلَ إليكم جميعاً تحياتِ السيدِ الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وإيمانَه العميقَ بأهميةِ دَوْر ِالمرأةِ المصريةِ فى الماضى والحاضرِ والمستقبل وتأكيدَهُ على أن تنميةَ مصرَ وتقدمَها واستقرارَها لم يكنْ ليتمّ لولا مشاركةُ المرأةِ المصريةِ فى كافةِ مجالاتِ الحياة. ويُشرِّفُنى أن أرحبَ بهذا الجمعِ المحترم ِ من سيداتِ مصرَ الفُضْلَيات على أرض ِ مصرَ الوطن ِ الأم وفى افتتاح ِ هذا المؤتمر ِ الوطنى المهم تحت شعار ٍ حقيقى ٍ ومؤكد وهو " مصرُ تستطيع بالتاءِ المربوطة " أى أن مصرَ قادرةُُ بسيداتِها النابغاتِ والمتفوقاتِ والمخلصاتِ أن تصلَ إلى مصافِّ أعظم ِ الدول. وكيف لا وقد أنجبتْ مصرُ على مدار ِ تاريخِها سيداتً عظيماتٍ استطعَن أن يساهمْنَ فى تقدُّم ِ الإنسانيةِ جنباً إلى جنبٍ مع الرجال. إننا نثمِّنُ غالياً جهدَ كلِّ مصرى ٍ بالخارج تحمّلَ مشاقَّ ومصاعبَ الغربةِ واجتهدَ لكى يحققُ نجاحاتٍ يُضْرَبُ بها المثلُ في الجديةِ والمثابرةِ والأخذِ بأحدثِ الأساليبِ العلمية. إن دورَكُنَّ لا يقتصرُ فقط على ما قدَّمتمُوه من عمل ناجح وما اكتسبتمُوه من خبراتٍ ومهاراتٍ عملية وإنما يمتدُّ ليشملَ تربيةَ جيل ثان مثقف ومتعلم لديه انتماءُ أصيلُ لوطنِه مصر. سيداتِ مصرَ الفُضْلَيات إن انعقادَ مؤتمرِكم هذا في وقتٍ يواكبُ احتفالاتِ مصرَ بذكرى ثورة 30 يونيو، لشئُ عظيم فتلك الثورةُ وإن كانت ملكاً للشعبِ المصري بأكملِهِ، إلا أن المرأةَ المصريةَ لعبت فيها دورًا بارزًا يؤكدُ عمقَ معرفِتها بمصلحةِ الوطن واستعدادَها للمشاركةِ الفاعلةِ في صياغةِ مستقبلِه. والحقيقةُ أن دورَ المرأةِ المصريةِ لم يقفْ عند حدِّ المشاركةِ الفاعلةِ في الثورة ولكنهُ امتدَّ بعد الثورةِ ليقدمَ التضحيةَ والفداءَ في معركةِ القضاءِ على الإرهابِ فلقد قدَّمتْ المرأةُ المصريةُ الإبنَ والأخَ والزوجَ شهداءَ في معركتِنا ضد قوى الجهل والظلام. ولكلِّ هذا ومن أجل ما قدَّمَتْهُ وستقدِّمُه المرأةُ المصريةُ لوطنِها مصر، كان إعلانُ القيادةِ السياسيةِ المصريةِ عامَ 2017 عاماً للمرأةِ المصرية. الحضورُ الكريم لقد مرتْ مصرُ بالعديدِ من التحدياتِ والمخاطر والتي كانت كفيلةً بأن تَعْصِفَ بأعتى الأمم، ولقد أرادَ اللهُ بفضلِهِ وبعزيمةِ وقوةِ وإصرار شعبِ مصر أن تجتازَ مصرُ معظمَ هذه التحديات. وأود أن أؤكدَ أن مصرَ قوية ولقد واجهتْ كلَّ التحديات بفكر التنميةِ والتقدم واتخاذِ السياساتِ الإصلاحيةِ الجذرية وتنفيذِ البرامج الجادة التي بدأتْ في وضع البلادِ في مسارِها الصحيح مسخِّرةً كلَّ إمكانياتِها لتحقيق تنميةٍ مستدامةٍ لصالح الأجيال الحاليةِ والأجيال القادمة. كما أؤكدُ أن الحكومةَ وهي تسيرُ في برنامج الإصلاح الاقتصادي بخطواتٍ جادةٍ ومدروسة، قد اعتمدتْ على تفهُّم المصريينَ لهذه الإصلاحاتِ وقناعتِهِم بجدواها ومساندتِهم لها. ولقد وضعتْ الحكومةُ نُصْبَ أعيُنِها الفئاتِ الأولى بالرعايةِ والفقراءِ ومحدودى الدخل وراعتْ ألا تؤثرَ برامجُ الإصلاح الاقتصادي عليِهم بل قررتْ أن تأخذَ من عائدِ برنامج ترشيدِ وتصويبِ الدعم للإنفاق على المستحقينَ الحقيقيينَ لهذا الدعم. إن المرأةَ المعيلةَ تأتي في مقدمةِ الفئاتِ الأولى بالرعايةِ ولهذا تهتمُّ الحكومةُ كثيراً بدعم المرأة وتمكينِها اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وذلك عن طريق ِ تنفيذِ عدةِ برامج تمكِّنُها من المشاركةِ الكاملة في صياغةِ مستقبل لمصرَ أكثرَ إشراقاً وازدهاراً. كما نهتمُّ بتنشيطِ السياحة وجذبِ الاستثماراتِ الأجنبيةِ ودفع ِ معدلاتِ النموِّ الاقتصادي وكلُّ هذا يؤدي إلى زيادةِ فرص العمل والقضاءِ على البطالة. ونهتمُّ كذلكَ بصياغةِ منظومةِ تعليم متطور ووضع منظومةِ تأمين صحي اجتماعي شامل، من خلال خدماتٍ صحيةٍ جيدة يستفيدُ منها القادرُ وغيرُ القادر. سيداتِ مصرَ الفُضْلَيات لقد تابعتُ بكلِّ الاهتمام مؤتمرَكُم الأول "مصرُ تستطيعُ بعلمائِها" وسعِدتُ بنتائِجِه التي رأيناها تتحققُ على أرض الواقع لتُضيفَ فكرًا جديدًا لمسار ِ التنميةِ الذي بدأناه ومشروعاتِه العملاقةِ التي ننفذُها. إن ما نسعى لتحقيقِهِ من تنميةٍ واستقرار لشعبِنا العظيم، لن يكتملَ إلا بتضافُر جهودِ الحكومة والمجتمع المدني ومؤسساتِه مع جهودِ أبناءِ مصرَ المخلصينَ في الداخل والخارج وذلك في منظومةٍ متكاملةٍ ومتحدةٍ تستفيدُ من جميع ِ الخبراتِ والقدراتِ إيماناً من الدولةِ بأن المصريينَ في الخارج هم جزءُ لا يتجزأُ من نسيج المجتمع المصري. ويعتبرُ مؤتمرُنا اليومَ حلقةً من حلقاتِ العطاءِ التي تقدمُها سيداتُ مصرَ في الخارج للوطن الأم، وأنا على ثقةٍ من أن مصرَ التي دعتْكُم فتسابقتُم ولبَّيتُم نداءَها ستجني من هذا الجمع بعقولِهِ وخبراتِه ما يفتحُ لها آفاقاً جديدةً وما يُفيدُ أجيالاً من الرجال والنساءِ في وطن يحتاجُ إلى جهدِ كلِّ المخلصينَ والمخلصاتِ من أبنائِه. وفي النهاية أؤكدُ سعادتي بوجودي معكُم اليومَ، في هذا الجمع الكريم وأشكُرُكُم لحرصِكُم على التواجُدِ معنا اليوم، وأتمنى أن ينجحَ هذا المؤتمرَ المهمَّ في تحقيق أهدافِهِ وبلورةِ أفكار من شأنِها تعزيزُ التعاون القائم، مع المصريينَ في الخارج، والاستفادةُ من خبراتِهِم وتجارِبِهم وأن يكونَ نواةً للتواصُل ِ المستمر بينهم وبين أقرانِهم في الداخل من الأجيال الحالية والأجيال القادمة.
وفقنا اللهُ جميعًا للمساهمةِ في تقديمِ كلِّ ما فيه الخيرُ لبلدِنا الحبيبِ مصر وتحقيقِ الرخاءِ لأبنائِه. والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته