افتتح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء أمس فعاليات مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة «،تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وتنظمه وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، بحضور 30 سيدة مصرية من النابهات الناجحات فى الخارج ممن يمتلكن تجارب علمية وحياتية عظيمة، وممن شاركن فى صياغة حياة أفضل لبلاد المهجر. ونقل رئيس الوزراء تحياتِ الرئيس السيسى ، وإيمانَه العميقَ بأهميةِ دَوْر ِالمرأةِ المصريةِ فى الماضى والحاضرِ والمستقبل، وتأكيدَهُ أن تنميةَ مصرَ وتقدمَها واستقرارَها لم يكنْ ليتمّ لولا مشاركةُ المرأةِ فى جميع مجالاتِ الحياة. وقال إسماعيل أرحبَ بهذا الجمعِ المحترم ِ من سيداتِ مصرَ الفُضْلَيات على أرض الوطن الأم ،فى افتتاح ِ هذا المؤتمر ِ الوطنى المهم تحت شعار ٍ حقيقى ومؤكد وهو «مصرُ تستطيع بالتاءِ المربوطة « أى أن مصرَ قادرة بسيداتها النابغات والمتفوقات والمخلصات أن تصلَ إلى مصاف أعظم الدول . وتساءل «وكيف لا وقد أنجبت مصر على مدار ِ تاريخها سيدات عظيمات استطعن أن يساهمن فى تقدم الإنسانية جنبا إلى جنب مع الرجال». وأضاف أننا نثمن غاليا جهد كلِ مصرى ٍ بالخارج تحمل مشاق ومصاعب الغربةِ واجتهد لكى يحقق نجاحاتٍ يضرب بها المثل فى الجديةِ والمثابرةِ والأخذِ بأحدثِ الأساليب العلمية . ووجه رئيس الوزراء كلامه اليهن « إن دورَكُنَّ لا يقتصر فقط على ما قدَّمتنه من عمل ٍ ناجح وما اكتسبتنه من خبرات ومهارات عملية وإنما يمتدُّ ليشمل تربية جيل ثان مثقف ومتعلم لديه انتماءُ ُ أصيلُُ لوطنِه مصر» . وقال إن انعقادَ مؤتمرِكم هذا فى وقتٍ يواكبُ احتفالاتِ مصرَ بذكرى ثورة 30 يونيو لشيء عظيم ، فتلك الثورةُ وإن كانت ملكاً للشعبِ المصريِّ بأكملِهِ فإن المرأةَ المصريةَ لعبت فيها دوراً بارزاً يؤكدُ عمقَ معرفِتها بمصلحةِ الوطن واستعدادَها للمشاركةِ الفاعلةِ فى صياغةِ مستقبلِه . وأكد أن دورَ المرأةِ المصريةِ لم يقفْ عند حدِّ المشاركةِ الفاعلةِ فى الثورة ولكنهُ امتدَّ بعد الثورةِ ليقدمَ التضحيةَ والفداءَ فى معركةِ القضاءِ على الإرهابِ ، فلقد قدَّمتْ المرأةُ المصريةُ الابنَ والأخَ والزوجَ شهداءَ فى معركتِنا ضد قوى الجهل ِ والظلام . ولكلِّ هذا ومن أجل ِ ما قدَّمَتْهُ وستقدِّمُه المرأةُ المصريةُ لوطنِها مصر كان إعلانُ القيادةِ السياسيةِ المصريةِ عامَ 2017 عاماً للمرأةِ المصرية . وأشار إلى أن مصر مرتْ بالعديدِ من التحدياتِ والمخاطر ِ التى كانت كفيلةً بأن تَعْصِفَ بأعتى الأمم ولقد أرادَ اللهُ بفضلِهِ وبعزيمةِ وقوةِ وإصرار ِ شعبِ مصر أن تجتازَ مصرُ معظمَ هذه التحديات . وأكدَ رئيس الوزراء أن مصرَ قوية واجهتْ كلَّ التحديات بفكر التنميةِ والتقدم واتخاذِ السياساتِ الإصلاحيةِ الجذرية وتنفيذِ البرامج ِ الجادة التى بدأتْ فى وضع ِ البلادِ فى مسارِها الصحيح مسخِّرةً كلَّ إمكاناتِها لتحقيق ِ تنميةٍ مستدامةٍ لمصلحة ِ الأجيال ِ الحاليةِ والأجيال ِ القادمة. وأوضح أن الحكومةَ وهى تسيرُ فى برنامج ِ الإصلاح ِ الاقتصادى بخطواتٍ جادةٍ ومدروسة اعتمدتْ على تفهُّم ِ المصريينَ لهذه الإصلاحاتِ وقناعتِهِم بجدواها ومساندتِهم لها. ولقد وضعتْ الحكومةُ نُصْبَ أعيُنِها الفئاتِ الأولى بالرعايةِ والفقراءِ ومحدودى الدخل وراعتْ ألا تؤثرَ برامجُ الإصلاح ِ الاقتصادى عليِهم بل قررتْ أن تأخذَ من عائدِ برنامج ِ ترشيدِ وتصويبِ الدعم للإنفاق ِ على المستحقينَ الحقيقيينَ لهذا الدعم . وقال إن المرأةَ المعيلةَ تأتى فى مقدمةِ الفئاتِ الأولى بالرعايةِ ولهذا تهتمُّ الحكومةُ كثيراً بدعم ِ المرأة وتمكينِها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وذلك عن طريق ِ تنفيذِ عدةِ برامج تمكِّنُها من المشاركةِ الكاملةِ فى صياغةِ مستقبل ٍ لمصرَ أكثرَ إشراقاً وازدهاراً. كما نهتمُّ بتنشيطِ السياحة ، وجذبِ الاستثماراتِ الأجنبيةِ، ودفع ِ معدلاتِ النموِّ الاقتصادى وكلُّ هذا يؤدى إلى زيادةِ فرص ِ العمل والقضاءِ على البطالة . ونهتمُّ أيضا بصياغةِ منظومةِ تعليم ٍ متطور، ووضع ِ منظومةِ تأمين صحى اجتماعيٍ شامل من خلال خدماتٍ صحيةٍ جيدة يستفيدُ منها القادرُ وغيرُ القادر . إن ما نسعى لتحقيقِهِ من تنميةٍ واستقرار ٍ لشعبِنا العظيم لن يكتملَ إلا بتضافُر ِ جهودِ الحكومة والمجتمع ِ المدنى ومؤسساتِه مع جهودِ أبناءِ مصرَ المخلصينَ فى الداخل ِ والخارج ِ ، وذلك فى منظومةٍ متكاملةٍ ومتحدةٍ تستفيدُ من جميع الخبراتِ والقدراتِ إيماناً من الدولةِ بأن المصريينَ فى الخارج هم جزءُ ُ لا يتجزأُ من نسيج ِ المجتمع ِ المصري. ويعتبرُ مؤتمرُنا اليومَ حلقةً من حلقاتِ العطاءِ التى تقدمُها سيداتُ مصرَ فى الخارج ِ للوطن ِ الأم وأنا على ثقةٍ من أن مصرَ التى دعتْكُن فتسابقتُن ولبَّيتُن نداءَها ستجنى من هذا الجمع ِ بعقولِهِ وخبراتِه ما يفتحُ لها آفاقاً جديدةً وما يُفيدُ أجيالاً من الرجال ِ والنساءِ فى وطن ٍ يحتاجُ إلى جهدِ كلِّ المخلصينَ والمخلصاتِ من أبنائِه . وأكدت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة أن المؤتمر ترجمة عملية لإعلان الرئيس السيسى عام 2017 عاما للمرأة المصرية، كما أنه نموذج للتعاون بين الوزارة والمجلس القومى للمرأة صاحب مبادرة « التاء المربوطة». ويستهدف المؤتمر الاستفادة من تجارب النابهات المصريات فى مختلف المجالات لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة « مصر 2030». وأضافت الوزيرة أنها لمست تسابقاً من المصريات فى الخارج للمشاركة فى المؤتمر، ورغبة واستعداداً أكيدا للتعاون مع مصر وتقديم خبراتهن لخدمة خطط التقدم والنمو كل منهن فى تخصصها. وشهد المؤتمر جلسة خاصة للوزيرات فى الحكومة بعنوان ( المرأة وصنع القرار ) وهن غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى ،وهالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإدارى ،ونبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج بالإضافة للمهندسة نادية عبده محافظة البحيرة حيث أجمعت الوزيرات خلال الجلسة أن مصر تشهد طفرة فى دعم المرأة وذلك بفضل دعم القيادة السياسية التى اعطتها المزيد من الفرص للمشاركة الحقيقة فى صنع القرار، تولت الوزيرات لأول مرة فى تاريخ الحكومة أربعة ملفات وحقائب محورية فى صنع القرار . وأشارت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط إلي أن الإستراتيجية القومية لمصر 2030 تتضمن وضع مرصد للمرأة يستهدف تحسين حياتها من جميع جوانب حياتها وذلك بناء على توجيهات القيادة السياسية التى تطالب باهمية دعم المرأة المصرية مؤكدة ان نهضة مصر تصنعها المرأة والرجل معا. وقدمت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الشكر للسفيرة نبيلة مكرم، والدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومى للمرأة على تنظيمهما لهذا المؤتمر المتميز، بمشاركة سيدات حققن نجاحات كبيرة فى حياتهن العملية.