بعد إقرار مجلس النواب اللبناني لمشروع قانون الانتخابات النيابية بإجماع 115 نائبا وباعتراض كتلة نواب الكتائب والنائب بطرس حرب، واصلت القوى والأحزاب والنواب اللبنانية ردود أفعالها تجاه قانون الانتخابات النيابية. وفي السياق ذاته، قال سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية إن القانون الجديد هو نتاج تعاون كل الفرقاء بشكل مباشر أو غير مباشر، معربا عن أمله أن يستمر هذا التعاون لتحقيق مزيد من الإنجازات لأن لبنان بأمس الحاجة إليها .
وأوضح جعجع أنه لم يكن من الممكن الوصول إلى القانون الجديد لولا الموقف الواضح والصارم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ لحظة عدم توقيعه مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وحتى لحظة إقرار القانون وكذلك الإيجابية الكبيرة التي تصرف بها رئيس الحكومة سعد الحريري .
وأضاف أنه لم يكن الوصول إلى قانون جديد لولا القرار السياسي الواضح عند أكثرية الفرقاء بالوصول إلى قانون انتخاب جديد، مشيرا إلى أنه لم يكن من الممكن إنجاز القانون على الرغم من كل النوايا الطيبة لولا الاستراتيجية الواضحة والدقيقة التي وضعتها القوات اللبنانية وخطة التحرك الذكية والفعالة التي ترجم بها النائب جورج عدوان هذه الاستراتيجية على أرض الواقع.
من جانب آخر، هنأ رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اللبنانيين بقانون الانتخاب الجديد، لافتا إلى أن هذا القانون به بعض السيئات لا سيما تقسيم بيروت، معتبرا أن الذي حدث في دوائر بيروت يعيد إلى الأذهان مرحلة انقسام بيروتالطائفي، مشيرا إلى ضرورة أن تكون الملفات الاقتصادية والاجتماعية على رأس اهتمامات مجلس النواب والحكومة الفترة المقبلة.
ودعا السنيورة إلى إعادة الاعتبار لعملية تنفيذ باقي بنود اتفاق الطائف وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وإعادة الاعتبار للكفاءة والجدارة والإنجاز في من يتولى المسؤولية بالإدارة العامة ومحاسبته على أساس الأداء والتأكيد على توسيع دائرة المناقصات في تعزيز الشفافية وفي استعادة ديوان المحاسبة دوره بالمراقبة اللاحقة بدلا من الاكتفاء بالملاحقة المسبقة.
بدوره ، أعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني الأسبق تمام سلام عن أمله في أن يكون المناخ أفضل وأن يحدث تحضيرات في مدة 11 شهرا لنقبل على قانون متماسك ويساعد المواطن على ممارسة حقه مضيفا أن طموحنا الكبير هو إلغاء الطائفية السياسية وطالما لا يوجد هناك قانون يلغي الطائفية السياسية فنحن لدينا مشاكل.
وقال وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون إن إقرار قانون الانتخاب محطة لتحصين الاستقرار السياسي وإنجاز للعهد والحكومة.
و رحب أعضاء مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان بقانون الانتخابات النيابية الجديد معتبرين ذلك خطوة إضافية نحو إعادة تفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية والحياة السياسية الطبيعية في لبنان الأمر الذي يؤدي بدوره إلى معالجة الشؤون الملحة للمواطنين اللبنانيين وإلى تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي. كما لفتت المجموعة إلى أهمية التوصل إلى مشاركة جدية للمرأة المرشحة في العملية الانتخابية على النحو المتوخى أيضا في أهداف التنمية المستدامة المعتمدة في عام 2015 بهدف زيادة تمثيل المرأة في هيئات صنع القرار في المؤسسات اللبنانية.
من جانبه ، اعتبر رئيس المرصد اللبناني للعلاقات الدولية والاستراتيجية الدكتور وليد عربيد إنجاز قانون جديد للانتخابات إنجاز طوى صفحة القانون الأكثري القديم وبداية الدخول في مرحلة التطوير والحداثة.
وأكد عربيد أن اعتماد النسبية يشكل الخطوة المتواضعة الصغيرة على طريق النظام السياسي بدءا من مجلس النواب لأن النسبية تقضي من حيث المبدأ على ثقافة المحادل والإلغاء والإقصاء ويمكن أن تشكل في المستقبل نهاية النظام القديم.
من جانبه أكد عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب آلان عون أن كل الناس ستتعامل بطريقة مختلفة مع القانون الجديد وما حدث هو أمر كبير ولا احد يعلم ما ستكون النتائج.
و اعتبر أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان أن قرار قانون انتخاب جديد هو إنجاز تاريخي في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، مؤكدا أن موقف رئيس الجمهورية واستخدامه لصلاحياته الدستورية شكل قوة دفع للوصول إلى هذه الخاتمة مع التفاف الكتل الأساسية حوله.
وشدد على أن المسيرة ستستمر وسنحاول ألا تقتصر الإصلاحات على النظام الانتخابي بل أن تنتقل أيضا إلى النظام المالي والموازنة في وقت قريب ولن يتم القبول بأي تسوية على المال العام وهو التحدي الثاني لعهد الرئيس ميشال عون بعد قانون الانتخاب.
وبدوره أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار أن هذا القانون أنقذ البلد على كل المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية في اللحظة الأخيرة بهذا القانون التسوية.
وأضاف أن هذا القانون أخذ بعين الاعتبار مصالح كل المكونات السياسية والطائفية في البلد وهذا القدر الممكن وما نطمح له هو أن نتجاوز منطق المحاصصة وما نريده قانونا عصريا يكون مدخلا لإحياء المواطنة.
واعتبر عمار أن الرابح الأكبر في الحدود الممكنة التي تحققت هو لبنان وعدم وقوع البلد في الفراغ الذي كان سيدخل لبنان في متاهات لا تحمد عقباها.
وأشار النائب جورج عدوان أنه أصبح لدينا قانون انتخاب جديد، ولا شيء يمنع من إصلاح في بعض الثغرات الموجودة فيه، مؤكدا أن الإنجاز الكبير هو الوصول لقانون انتخاب جديد أنهى الخوف من الفراغ إلى الاستقرار.