مصير مجهول يواجه كأس العالم "قطر 2020"، بعد قطع عدد كبير من الدول الخليجية والعربية للعلاقات مع الدوحة إعتراضًا على سياستها في دعم الكيانات الإرهابية التي مارستها خلال السنوات الأخيرة. ضغوط لسحب تنظيم البطولة ويواجه الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" ضغوطاً دولية من أجل سحب تنظيم بطولة كأس العالم 2022 من قطر، بعد أعلنت العديد من الدول العربية قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة الخليجية، وعلى رأسها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، بسبب تورطها فى دعم المنظمات الإرهابية. وتعالت الأصوات فى الساعات الأخيرة مطالبة "فيفا" باتخاذ موقف حاسم ضد قطر، بعدما أبدت العديد من الدول رفضها المشاركة فى البطولة حال نجاحها فى التأهل لنسخة 2022، لاسيما أنها ستقام فى دولة تدعم الإرهاب. ليس هذا فحسب، بل إن فوز قطر بتنظيم مونديال 2022 تحوم حوله العديد من شبهات الفساد، وهو ما لعب دوراً كبيراً فى إنهاء عصر السويسرى جوزيف بلاتر، الذى تربع على عرش الاتحاد الدولى لكرة القدم لسنوات طويلة، وكذلك تعرض العمال المشاركين فى تشييد المنشآت الرياضية هناك للعديد من الانتهاكات.
3 دول بديلة حال سحب التنظيم وتعد اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدةالامريكية أبرز المرشحين لتنظيم مونديال 2022، حال إعلان الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" سحب تنظيم بطولة كأس العالم من قطر، فى حين تبدو حظوظ إنجلترا فى استضافة المونديال صعبة، لاسيما أن نسخة 2018 ستقام فى دولة أوروبية وهى روسيا.
عرقلة استعدادات المونديال ولم تكن تلك هي الأزمة وحسب، بل قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن الأزمة الدبلوماسية التى تعانى منها قطر بعد قطع مصر والسعودية والإمارات وغيرهم للعلاقات معها، تهدد بعرقلة برنامج البناء الذى يقدر ب160 مليار جنيه إسترلينى وتحتاجه الدوحة للانتهاء من خطط الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم فى 2022. وأضافت الصحيفة أن الإمارة الغنية بالنفط والغاز كانت تخطط لبناء أكبر عدد من المبانى المزمع إنشاؤها فى ثمانية من أحدث الملاعب الخاصة بكأس العام بالإضافة إلى البنية التحتية الداعمة لها مثل نظام مترو الدوحة الجديد، خلال العامين الجارى والمقبل. كما تحتاج قطر لتوفير 60 ألف غرفة للوفاء بشروط الفيفا لاستضافة دورة الألعاب، فى الوقت الذى أبطأ فيه هبوط أسعار النفط الاقتصاد القطرى، وتقدر الدوحة بأنها تحتاج إلى 36 ألف عامل مهاجر للعمل فى مشروعات الملاعب فقط خلال العامين الجارى والمقبل. واعتبرت "التليجراف" أن قيود السفر والضوابط المفروضة على الحدود من قبل جيران قطر خلال الأيام الأخيرة، ألقت بالشك وأثرت على الخطط القطرية، لاسيما وإن الإمارة تحتاج لعشرات الآلاف من العمال المهاجرين والكثير من مواد البناء المستوردة للوفاء بتعهداتها. وأشارت الصحيفة إلى أن كبرى شركات البناء البريطانية تعمل فى برنامج البناء مقبل "فوستر أند بارتنرز" و"مهندسو زها حديد المعماريون" و"Arup" بالإضافة إلى الشركات التى تصمم ملاعب كأس العالم، ومتعاقدين مثل FTSE 250 وغيرها يعملون فى مشروعات ذات صلة.
الدوحة تنتظر مونديال 2022 وفي هذا السياق، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو الأحد أنه "واثق من أن المنطقة ستعود إلى وضع طبيعي" بعد حصار السعودية والإمارات والبحرين لقطر التي من المقرر أن تستضيف نهائيات كأس العالم عام 2022. وقال إنفانتينو -في مقابلة مع صحيفة "لو ماتان ديمانش" السويسرية- إن "كأس العالم ستقام عام 2022. بعد خمسة أعوام.... بالتأكيد... إذا كان بإمكان كرة القدم تقديم مساهمة صغيرة في أي شكل من الأشكال، من أجل تحسن للوضع، فإنني لن أتردد لتقديم مساعدتي". وفي معرض رده عن سؤال عما إذا كان مونديال 2022 في خطر، نفى إنفانتينو وأكد أنه لا يخوض عادة في التكهنات "ولن أفعل ذلك هذه المرة أيضا".وتابع أن "الدور الأساسي للفيفا، كما أراه، هو الاهتمام بكرة القدم وعدم التدخل في الجغرافيا السياسية". وأردف قائلا "ومع ذلك، صحيح أن الفيفا يجب أن يظل متنبها لما يحدث، وبالتالي فنحن نتابع بعناية تطور الوضع. نحن أيضا على اتصال منتظم مع السلطات العليا في قطر واللجنة المنظمة".ورفض إنفانتينو بشكل غير مباشر دعوات من بعض رجال السياسة الألمان لسحب ملف مونديال 2022 من الدوحة. وأعلنت السعودية والعديد من حلفائها قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية مع قطر.