بالرغم من أن وزارة الطيران نفذت جميع الشروط التي طلبتها موسكو لاستئناف الرحلات الروسية إلى شرم الشيخ، في مطلع فبراير الماضي، لاسيما عقب زيارة الخبراء الروس إلى مصر لبحث إجراءات الأمن والسلامة في جميع مطارات مصر، إلا أنها تواصل تماطلها لحد الأن، وهو ما أرجعه بعض الخبراء في الشأن السياحي، إلى وجود بعض الأسباب السياسية، فضلاً عن وجود تخوفات روسية من هجمات إرهابية على أراضيها. وأشارت في الآونة الأخيرة، عدة وكالات روسية لمماطلة الجانب الروسي في استئناف الرحلات الروسية في مصر، حيث كشفت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، وجود جدل بين موسكووالقاهرة، بشأن وجود الخبراء الروس في المطارات المصرية، مشيرًا إلى أن المفاوضات لم تتوقف ولكنها مستمرة، ولكن هناك بعض الاختلافات فيما يتعلق بالوجود الدائم للخبراء الروس في المطارات في البلاد.
السبب في تعليق الرحلات علقت روسيا منذ الواحد والثلاثين من أكتوبر 2015، حركة الملاحة الجوية مع مصر، وفرضت حظرًا على رحلات شركات الطيران الروسية إليها، بعدماتحطمت طائرة "إيرباص-321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" الروسية للطيران، والتي سقطت أثناء قيامها بالرحلة رقم "9268" خلال مغادرة مدينة شرم الشيخ إلى مطار مدينة سان بطرسبورج الروسية، وتحطمت في شبه جزيرة سيناء، وكان على متنها 217 راكبًا وسبعة من أفراد الطاقم، لقوا حتفهم جميعًا، وتوصلت لجنة التحقيق الروسية إلى أن عملا إرهابيًا كان وراء تحطم الطائرة. ولا شك أن انقطاع السياحة الروسية عن مصر، أدت إلى تدهور الأوضاع في شرم الشيخ والغردقة، وخاصة أن قطاع السياحة في مصر يعتمد بشكل كبير على السياحة الروسية، التي كادت تصل إلى 3 مليون سائح سنويا بحلول عام 2016.
وكثيرا ما تشير التقارير الإخبارية الروسية، إلى اقتراب عودة السياحة الروسية لمصر، وذلك بسبب تصريحات المسئولين الروس حول الوضع الأمني في مصر، وزيادة مستوى الأمن في المطارات المصرية، خاصة مطار القاهرة الدولي الذى سيستقبل أول رحلة طيران بين موسكووالقاهرة، حيث ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، أن مصر تستعد يوم 23 فبراير الماضي، لاستقبال أول وفد سياحي روسي، وعودة رحلات الطيران بين موسكووالقاهرة، وذلك بعد نحو عام و4 أشهر من توقف رحلات الطيران بين الجانبين، ولكن الوضع كما هو عليه.
وجود تخوفات روسية من هجمات إرهابية على أراضيها في سياق ما سبق قال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن بعد دراسة من الموقف وتواصل مع بعض الأطراف الروسية في مجلس النواب الروسي وسفير روسيا في القاهرة، توصلنا إلى أنه ليس هناك سبب واضح، مشيرًا إلى أن السلطات المصرية تعاونت إلى أبعد الحدود في كافة الإجراءات المتعلقة بكافة السياحة، ولكن الموقف الروسي لازال موقفه غريب في استمرار تجميد الرحلات الروسية. وأضاف "الخولي"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن الذي تستشفه مصر من الموقف الروسي، أن هناك تخوفات روسية من وقوع أي هجمات أو تكرار حادث الطائرة، وأن ذلك إذا تم سيكون عليه تابعيات سالبية على بوتين والنظام الروسي، في ظل أن روسيا تمارس معارك خارج حدودها لاسيما في سوريا، وأن تكون رعاياها محل استهداف من عدد من الأطراف الذي رفضت التدخل الروسي في سوريا، وهذا السبب الواضح لمصر"وجود تخوفات روسية". وأشار أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن تخوفات روسيا من هجمات إرهابية على أراضيها، لم يعد مبرر منطقي لتعليق السياحة الروسية، مؤكدًا أن مصر لديها كبيرياء ولم تستمر في الحديث مع الجانب الروسي، أو الإنجليزي عن عودة السياحة، لافتًا إلى مصر لديها أسواق أخرى لتسد الفجوة التي تركتها السياحة الروسية.
قرار سياسي وقال النائب إبراهيم حمودة، عضو لجنة السياحة بمجلس النواب، إن مصر قامت باجراء كافة الاستعدادات الأمنية لتأهيل انتعاش السياحة الروسية في مصر، وأشادت اللجان الروسية المتمثلة في بعض الخبراء بالاحتياطات الأمنية المصرية عقب معاينة المطارات، ودراسة كاملة عن الوضع الأمني، لكن القرار النهائي في يد روسيا. وأضاف "حمودة"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن روسيا موقفها غامض في هذا الشأن، مشيرًا إلى لجنة السياحة ناقشت هذا الأمر بحضور وزير الطيران، وحاولنا الوصول لفهم سبب مماطلة روسيا، ولكن دورها مبهم في هذه القضية.
وأرجح عضو لجنة السياحة بالبرلمان، أن طالما جميع الإجراءات الأمنية سليمة، إذًا السبب يرجع لأمور سياسية، وليس شىء يخص السياحة.
أسباب سياسية وهو ما أكده النائب أسامة هيكل، عضو مجلس النواب، أن هناك استعدادات مكثفة غير عادية لعودة السياحة الروسية لمصر، مشيرًا إلى أن هناك 1400 شركة روسية تعمل في مصر. وأضاف "هيكل"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "رأي عام"، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، على قناة "تن"، في الرابع من مارس الماضي، أن هناك جزء سياسي في ملف عودة السياحة مع موسكو يعد السبب في تأخر رجوع الروس مجددًا إلى مصر.