بالرغم من الإجراءات العديدة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم، للتصدي لتسريب امتحانات الثانوية العامة هذا العام، إلا أنها فشلت في مواجهة ذلك، وتمكن "شاومينج" من اختراق الوزارة ونشر ورقة امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوي، وهو ما يؤكد عجز "التعليم" في تطوير نظامه والنهوض به، وفقًا للمختصين في الشأن التربوي. ونشرت صفحة " شاومينج بيغشش طلاب الثانوية العامة"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ورقة امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوي، بإدارة أبو النمرس التعليمية بمحافظة الجيزة، زعمت أنها الورقة الحقيقة للامتحان.
جاء ذلك، تحديًا لوزارة التربية والتعليم، التي أعلنت تطبيق نظام "البوكليت"، في ورقة الإجابة، إضافة إلى تأكيدها اتخاذ جميع الإجراءات لإبلاغ وزارة الداخلية، بصفحات تسريب الامتحانات؛ لإغلاقها قبل بدء الامتحانات.
شاومينج: "دي قرصة ودن" عقب التأكد من صحة امتحانات مادة اللغة العربية للصف الأول الثانوي، وجهت "صفحة شاومينج بيغشش ثانوية عامة" رسالة إلى وزارة التربية والتعليم قائلا: الامتحانات اللي بتنزل دي قرصة ودن ليكم".
صحة ورقة الامتحان المسرب من جانبها أكدت غرفة عمليات المديرية لمتابعة امتحانات النقل، صحة ورقة امتحان اللغة العربية للصف الأول الثانوي، مشيرة إلى أنها تعمل الآن على التوصل للجنة الامتحانات والمدرسة التي خرجت منها الورقة، موضحة أن ما تم محاولة للغش وليس تسريبا للامتحانات لأن الورقة تم خروجها بعد بدء لجنة الامتحان.
تحويل الواقعة إلى الشئون القانوينة وتابعت غرفة العمليات، أنه تم تحويل الواقعة إلى الشئون القانوينة للتحقيق فيها، ومحاسبة كل مقصر في عمله دون التهاون مع أحد، كما سيتم اتخاذ الإجراء القانوني ضد الطالب الذي صور ورقة الامتحان وفق ما تضمنه القرار الوزاري المنظم لأعمال الامتحانات وعقوبة الإخلال بها، وذلك في تصريات صحفية لها اليوم.
"التعليم": شاومينج ده ولا في دماغي تعليقًا على خروج ورقة امتحان اللغة العربية لطلاب الصف الأول الثانوى من لجنة امتحان وتصويرها على صفحات الغش الإلكتروني بعد بدء اللجنة، قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم: "شاومينج ده ولا في دماغي".
وأضاف في تصريحات صحفية على هامش اجتماع مجلس الوزراء اليوم الأربعاء، أن الدراسة التي تعمل عليها الوزارة لتطوير الثانوية العامة سيقضي على ظاهرة تسريب الامتحانات نهائيًا.
البوكليت ليس الحل يعتبر النظام "البوكليت"، الجديد، الذي اعتبره الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، الحل للانتهاء من تسريب الامتحانات، ما هو إلا ضياع للوقت وليس حلاً، وتسريب شاومينج الامتحانات اليوم تؤكد ذلك، وفقًا لما أكده بعض التربويون.
"البوكليت"، عبارة عن دمج ورقتي الأسئلة والإجابة، بحيث يتم طبع الأسئلة على ورقة بيضاء، وترك مساحة بيضاء للإجابة، مع توفير صفحة أو صفحتين إضافيتين في نهاية كراسة الأسئلة؛ لاستخدامها كمسودة للطالب.
العملية التعليمية بحاجة لهيكلة كاملة و يقول الدكتور محمد رياض أحمد، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، إن اجتهاد وزارة التربية في الفترة الأخيرة ووضع نظام "البوكليت" للأسف لم يفلح في التصدي لظاهرة الغش التي استفحلت في الآونة الأخيرة، متوقعًا أن امتحانات الثانوية العامة سوف تشهد نفس الأزمة المتكررة من كل عام.
أضاف "أحمد"، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن الوزارة بحاجة لإعادة نظر كاملة، وكان لابد من وجود آلية علمية تتم بالمشاورة مع المختصين في هذا الأمر، للتصدي للعملية الغش، ولكن وضع تجارب امكانياتها لا يدركها الطالب وغير مؤهل لها، هذا فشل أثمرت الوزارة نتائجه بسرعة شديدة.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن آليات سير العملية التعليمية نفسها، بحاجة لهيكلة من جديد، وليس عن طريق اصدار قرارات سريعة في وقت سريع دون دراسة.
الوزارة عاجزة عن تطوير نظام التعليم فيما يرى الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن تسريب اليوم يؤكد أن وزارة التربية والتعليم، تسير على نفس الآليات القديمة، وأن الوزارة لم تتاخذ استعدادتها على محمل الجد، فضلاً عن عدم وجود ضمان لسرية الامتحانات تأكدت منها الوزارة.
وأضاف "مغيث"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن وزارة التربية والتعليم عاجزة، في تطوير نظام التعليم بما فيها الامتحانات، من أجل الحفاظ على حقوق الطلاب.
آراء السوشيال ميديا أبدى محمد حسين، أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، سخريته من تسريب امتحان اللغة العربية اليوم للصف الأول الثانوي، معلقًا:" أنا شايف اننا نتحدي شاومينج ونلغي الامتحان السنه دي".
في سياق متصل ارسل زياد حفني، رسالة ل"شاومينج"، قائلاً: "امتى هتترقى وتوصل للجامعة.. احنا محتاجينك جدا".
وقالت سارة عبد الباسط، "شاومينج طمنا إن الثانوية العامة مضمونة، وكلية الطب بقيت في جيوبنا.. بس هو يشد حيله معانا.. واوعى يتقبض عليك.. صحصح وأمن نفسك ما هي الحكومة مش عارفة تأمن كنيسة هتأمن امتحانات".