"شاومينج بيغشش ثانوية عامة"، صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، لاقت رواجًا كبيرًا خلال العامين الأخيرين، بعد أن اشتهرت بتسريبها لامتحانات الثانوية العامة. وفى تحد جديد، أعلن أدمن الصفحة منذ أيام عن تسريبه للامتحانات القادمة لا سيما بعد إعلان الوزارة اعتماد البوكليت فى الامتحانات القادمة. وكتبت الصفحة عبر حسابها على موقع "فيس بوك"، قائلة: "بيان من العم شاو إلى عمو الوزير البوكليت يا باشا هيتسرب وبالأربعة نماذج وعايزك السنادى تحط مدافع ودبابات على المطبعة السرية.. صحيح ومتنساش طيارتين هليكوبتر والنبى عشان بحب صوتهم أوي". وأضافت: "خد فى بالك يا معالى الوزير أنا خليتك قبل كده تقفل الموبايل بتاعك 010 فاكره مش عايز أقولك السنادى هخليك تقفل إيه". وقال خبراء إن هذا الأمر يدل على أن الصفحة مُخترِقة لوزارة التربية والتعليم. "هناك صراع بين عقليتين فى الوقت الراهن ..عقلية أمنية من خمسينيات القرن الماضى وهى المهيمنة على وزارة التربية والتعليم وعقلية الجيل الحالى الذى استطاع وبجدارة أن يجعل الجميع يحترمه"، هكذا يرى الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى حال وزارة التربية والتعليم. مغيث أضاف ل"المصريون": "التعليم فى أى دولة هو أساس تقدمها"، معتبرًا فى الوقت ذاته أن امتحانات الثانوية العامة هى أهم ظاهرة تعليمية على الإطلاق، مؤكدًا أن ما تفعله صفحة "شاومينج" يعد تهديدًا خطيرًا للأمن القومي، كما أن استمرار تلك الظاهرة ينبأ بانهيار الدولة بأكلها . وعن قدرة هذه الصفحة على اختراق وزارة التربية والتعليم وتسريبها للامتحانات ونماذج الإجابة، قال الخبير التربوى إن "ما يحدث هو دليل واضح على عجز الوزارة على التصدى لمثل هذه الظاهرة الخطيرة"، موضحًا أن تسريب الامتحانات يؤكد أن هناك من يعمل لحساب تلك الصفحة من داخل الوزارة، واصفًا إياهم ب "العناصر الفاسدة" والتي يجب التخلص منهم. وتساءل الخبير التربوى عن السبب وراء عدم الكشف حتى الآن عمن وراء تلك الصفحة فى ظل التحدى الواضح والصارخ على كونها ستسرب الامتحانات فى العام الحالي، بالرغم من إعلان الوزارة عن تطبيق نظام جديد للامتحانات "البوكليت". وعن الحل للوقوف أمام انتشار تلك الظاهرة وتهديدها للأمن القومي، رأى الخبير التربوى أن الحل يكمن فى رجوع الامتحانات للمدارس ويتم عمله من خلالها ويكون عبارة عن أسئلة تعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين. الصفحة كشفت عن وجود خلل داخل وزارة التربية والتعليم، فعلى الرغم من تصريحات الوزارة بأنها أغلقتها، وألقت القبض على كل مَن يديرها إلا أن الواقع وما أعلنته هذه الصفحة منذ أيام يؤكد استمرارها فيما عزمت عليه من قبل. رامى رؤوف الخبير فى أمن المعلومات، رأى أن الأزمة تكمن فى عدم وجود نظام تقنى داخل وزارة التربية والتعليم لنقل الامتحانات وتوزيعها على مديريات الوزارة ومنها إلى المدارس، موضحًا أن الاعتماد على العنصر البشرى فى نقل الامتحانات جعلها عرضة للتسريبات. وأكد، أنه لا يمكن تتبع أو غلق أى صفحات خاصة بتسريب الامتحانات، خاصة أن الأدمن يمكن أن ينقل جميع المعلومات إلى صفحات بديلة وهذا ما حدث بالفعل. وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء، قد أعلن عن اعتماد نظام البوكليت الخاص بامتحانات الثانوية العامة، وأضاف التقرير المصور لمركز المعلومات أن نظام البوكليت لا يشمل تغييرًا فى نظام الامتحان أو نوعية الأسئلة، مشيرًا إلى أنه سيطبق على امتحانات الثانوية العامة للعام الحالي، ما أثار الجدل حينها. ويعتمد نظام البوكليت، على دمج ورقتى الأسئلة والإجابة معًا فى ورقة واحدة، على أن يجيب الطالب فى المساحة الموجودة بورقة الامتحان، كما تتراوح الأسئلة ما بين 40 إلى 60 جزئية، كما أن جميع الأسئلة بالامتحان إجبارية. وأشار المركز، إلى أن الأسئلة ستكون مختصرة وتغطى المنهج بأكمله وجميعها تعتمد على الفهم وليس الحفظ، كما سيتم توفير ورقة أو ورقتين فى نهاية كراسة الامتحان لاستخدامها كمسودة للطالب، وتبقى مدة الامتحان كما هى 3 ساعات أو أقل حسب كل مادة.