أصبحت قرارات الدكتور الهلالي الشربينى وزير التربية والتعليم بمثابة الحجر الذى يلقي في المياه الراكدة، لتثير جدلا واسعا في البداية، ثم يتم التراجع عنها عقب ضغوط من مجلس الوزراء أو البرلمان، الذين يستجيبوا لشكاوى الطلاب وأولياء أمورهم. وأثار آخر قرار للوزير المتعلق بتطبيق نظام البوكليت للثانوية العامة لغطا في الأوساط التعليمية وأولياء الأمور، إلا أن البعض توقع أن يتم التراجع عن تطبيقه هذا العام كما هو المعتاد منذ تولي الدكتور الهلالي الشربينى وزارة التربية والتعليم. من جانبه أوضح الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، ان وزارة التربية والتعليم قررت تطبيق نظام البوكليت لمنع الغش، لكنه لن يقضي نهائيا علي عملية الغش. وأشار طارق نور الدين معاون وزير التعليم الأسبق، إلى أن إلغاء الأسئلة المقالية التى كانت تقيس مستوي الطلاب علي الفهم والتعبير ومعرفة الأسلوب سيضيع القدرة علي التفرقه بين الطالب المتميز من العادى، موضحا أن الامتحان سيعتمد علي التخمين وليس علي المعلومات والاستنباط. وأكد أن الاعتماد علي الأسئلة الموضوعية مثل الاختيار من متعدد والصح والخطأ يعد بيئة خصبة لانتشار ظاهرة الغش الجماعي. وأضاف أن الأسئلة كلها إجبارية، وهذا يكشف أن الوزارة فقدت الثقة فى الطالب المصرى وقدرته على الاختيار، مشيرا إلي أن الأسئلة الاختيارية لها جانب تربوى وهو بناء شخصية الطالب وتعلمه الحرية والقدرة علي الإختيار الذى يجب أن يتمتع بها فى حياته المستقبلية. ومن جانب آخر طرحت الصفحات المهتمة بالعملية التعليمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى استطلاعا لآراء الموافقين والمعارضين لتطبيق نظام "البوكليت" في امتحانات الثانوية العامة، وكانت النسبة الأكبر في صفحتى "مناهجكم باطلة"، و"أمهات طلاب مصر"، هى رفض تطبيق النظام، بزعم أنه كان من المفترض أن يتم تدريب الطلاب عليه منذ بداية العام. وقالت منى أبو غالي أدمن صفحة"التعليم أمن قومي", إن قرار "البوكليت" جيد، لكنهم ليس لديهم ثقة في الوزارة وآليات تطبيق النظام الجديد، مطالبة بضرورة وضع نظام تدريب علي الاختبار بشكل مكثف علي موقع الوزارة. وأبدت تخوفها من بعض النقاط خصوصا فيما يتعلق بإمتحان اللغات، التى من الممكن أن يحدث خطأ في الترجمة يؤدي لخسارة الطلاب لدرجات كثيرة. وقال ولي أمر طالبة: "لا أوافق على هذا النظام لأن بنتى في الثانوية العامة وخلاص الوقت عدى، كان لازم يكون في تدريب من الصف الأول الثانوى". وأضاف: "فجأة كدا يلغوا السؤال الاختياري.. ارحموا ولادنا تعبنا من افتكاسات الوزارة اللى بتقضي علي مستقبل أبناءنا". وردا على ذلك أوضح الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إن نظام "البوكليت" عبارة عن ضم الأسئلة والإجابة فى ورقة واحدة، مؤكدا أن ذلك يصب في مصلحة طالب الثانوية العامة، ويقلل من خسارته للدرجات. وأشار إلي أن الأسئلة الاختيارية والمقالية بامتحانات الثانوية العامة كان يتم تصحيحها بنظام 5-10 درجات وإذا لم يتمكن الطالب من الإجابة الصحيحة كان يخسر درجات كثيرة. وقال حجازى إن نظام البوكليت تكون الأسئلة فيه قصيرة جدا ومختصرة لقياس فهم الطالب للمعلومة وليس الحفظ والتلقين، مشيرا إلى أن الطالب إذا أخطأ فى إجابة سؤال سيخسر درجة واحدة وليس 10 درجات كما كان يحدث بالأسئلة المقالية والمطولة. وأضاف رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة لن تقوم باستيراد ماكينات لطباعة البوكلت من الخارج، نظرا لتوفرها بمطابع إحدى الجهات السيادية التى سوف تتولى طباعة امتحانات الثانوية العامة هذا العام، مؤكدا أن طباعة الامتحانات ستتم قبل كل مادة بيوم واحد، على أن تتولى القوات الأمنية نقل وتأمين وصولها للأماكن النائية والمتطرفة. واعتبر "حجازى" أن خوف الطلاب وأولياء الأمور من إلغاء الأسئلة الاختيارية والمقالية وهجومهم على الوزارة والنظام الجديد غير مبرر، نظرا لأن الهدف من النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة تحقيق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين طلاب الثانوية وعدم تكرار أخطاء النظام القديم للامتحانات ووقف التسريب والتصدى للغش الإلكترونى.