عُرفت بقوة الشخصية والحكمة والعقل المُدبر والجمال الشديد، من أشهر الشخصيات العربية في التاريخ الإسلامي، تُعد أول امرأة سجلت على العرش في الإسلام، كانت تتقن الغناء وتميزت عن الكثيرات من النساء بأنها تجيد القراءة والكتابة في زمانها، مما جعل الملك نجم الدين أيوب يلقبها بشجر الدر، تمكنت من الإطاحة بأيبك وأقطاي. شجر الدّر لُقبت ب"عصمة الدين أم خليل"، خوارزمية الأصل، كانت جارية وقد اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل. في يوم 2 من صفر 648 ه تولت عرش مصر مدة ثمانين يوما بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة عقب وفاة السلطان الصالح أيوب. دور شجر الدّر بالحملة الصليبية السابعة: لعبت شجر الدّر دورًا مهمًا أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر في أبريل عام 1249م، خاصًة معركة المنصورة، كان الملك الصالح في الشام يحارب الملوك الأيوبيين الذين ينافسوه على الحكم، وجاءته أخبار أن ملك فرنسا لويس التاسع، في طريقه لمصر على رأس حملة صليبية كبيرة ليغزوها. وفي يونيو من العام ذاته، نزل فرسان وعساكر الحملة الصليبية السابعة من المراكب على بر دمياط ونصبوا خيمة حمراء للملك لويس، وانسحبت العربات التي كان قد وضعها الملك الصالح في دمياط للدفاع عنها فاحتلها الصليبيون بسهولة. قام الملك بأعدام عدد من راكبي العربات؛ لخروجهم عن اوامره، وفي يوم 23 نوفمبر عام 1249م، توفى الملك الصالح، بذكائها اخفت شجر الدّر خبر الوفاة لعدم حدوث اهتزاز بالجيس ولكن استدعت قائد الجيش المصري الأمير فخر الدين يوسف ورئيس القصر السلطاني الطواشي جمال الدين محسن، وقالت لهم "إن الملك الصالح توفى وإن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم وهناك غزو خارجي متجمع في دمياط"، فاتفق الثلاثة أن يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر والناس ويتشجع الصليبيون. وأعلنت أن السلطان مريض طريح الفراش لا يزوره أحد سوى أطبائه، ومن الجهة الأخرى عقدت شجر الدّر اجتماعًا بأمراء الجيش وزعماء المماليك لتنقل اليهم رغبة السلطان في مبايعة ابنه توران شاه لولاية المهد وتولية العرش من بعده فاقسموا على ذلك. وانتصر الجيش في المنصورة على الصليبيين، ووقع الملك لويس التاسع أسيرًا في أيدي المصريين الذين اقتادوه إلى دار ابن لقمان، حيث اتخذوه سجنا له، بعدها تم إعلان وفاة السلطان وتولى توران شاه عرش مصر. الخلاف مع توران شاه: بدأ توراه شاه في التعالي وعامل شجر الدّر بخشونة وقسوة، وتعالٍ على الأمراء المخلصين الذين حافظوا على عرش وقام بإبعادهم، وطلب من شجرة الدر ما تبقى من ثروة أبيه، لينتهي الأمر بمقتل توران شاه على يد بيبرس، وقام المماليك بمبايعة شجر الدّر فتتولى عرش مصر ثمانين يومًا. ولاية العرش: عقب توليها العرش لُقبت بالملكة عصمة الدين، وأم خليل المستعصمية نسبة إلى الخليفة المستعصم، ونقش اسمها على الدراهم والدنانير. وفي عهدها بدأت بتسيير المحمل المصري إلى الحجاز، والذي يحمل كسوة الكعبة إلى بيت الله الحرام. وبدأت في إعداد عدة أثواب مزركشة وقرطين من الماس ومجموعة نادرة من القباقيب مصنوعة من خشب الصندل المموه بالذهب لجاريتها مرجانة. أثار تولي امرأة حكم مصر جدلًا كبيرًا وغضب كبير لدى زعماء العرب، ورفضوا هذا، ارسل الخليفة المستعصم بالله العباسي رسالة إلى الملكة يقول: " ويل لبلد تحكمه امرأة، إذا كانت مصر قد أقفرت من الرجال فأخبرونا حتى نرسل إليكم رجلا". التنازل عن العرش: شهدت الفترة التي تولت فيها شجر الدّر عرش مصر أزمة كبيرة؛ أدت إلى التنازل عن العرش رسميًا للأمير عز الدين أيبك الذي تزوجته، وجتز بلقب الملك المعز، ليكون اول سلطان من سلاطين المماليك البحرية في مصر. الموت بالقباقيب: وفي بداية حكم الملك عزالدين أيبك، كانت شجر الدر كانت هي الحاكم الحقيقي للبلاد، وقد دب خلافات شديدة بينها وبين ايبك، فأحكم قبضته على الحكم في البلاد، وقام بالتخلص من منافسيه في الداخل ومن الأيوبيين في الخارج. فقرر أبيك الزواج من ابنه بدرالدين لؤلؤ، صاحب الموصل، فغضبت شجر الدّر فدبرت لقتله وبالفعل قتله أحد رجالها في حمامه بالقلعة. وأشاعت شجر الدرّ أن المعزّ لدين الله أيبك قد مات فجأة بالليل، ولكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام. فقد ظلت ثلاثة أيام ثم حملت فى قفة ودفنت قرب مشهد السيدة نفيسة.