هى عصمة الدين أم خليل، جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، حظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنا مات بعد ولادته. لعبت شجرة الدر دوراً جليلاً أثناء الحملة الصليبية القادمة على مصر لا يقل عن دور أى مصرى فى ذلك الوقت، بعد وفاة زوجها الملك الصالح أيوب، استمر زحف القوات الصليبية إلى دمياط، تحدت حزنها وحزمت أمر الدولة واستعملت حكمتها وأخفت خبر موت السلطان حتى لا تضعف معنويات الجند وأرسلت تستدعى ابنه توران شاه القدوم إلى مصر، وبين وفاة السلطان ومجىء ابنه حكمت هى مصر لثلاثة أشهر فى الخفاء تولت فيها ترتيب أمور الدولة وقادت البلاد إلى النصر وبعد تولى توران شاه الحكم حاول التخلص منها، فقتله المماليك وبايعوها ملكة رسمية على عرش مصر ونقش اسمها على العملة.. ودخلت فى مفاوضات مع لويس التاسع عشر الذى كان أسيراً بدار بن لقمان على أن يسلم دمياط مقابل إخلاء سبيله. تميزت شجرة الدر بالذكاء الحاد وحسن التخطيط، إلا أن الخليفة العباسى المستعصم بالله رفض أن يقر مبايعتها حتى كتب إلى المماليك قائلا: «إن كان الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلاً». خرجت بعدها مظاهرات المصريين تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد وعارض رجال الأزهر ولاية المرأة للحكم بحجة مخالفة جلوسها على العرش للشرع. لم تجد شجرة الدر مفراً فتزوجت من عزالدين أيبك وسلمته الحكم بعد ثمانين يوماً من توليها العرش. أرغمت أيبك على هجر زوجته أم ولده فانقلب عليها زوجها بعد ما تخلص من منافسيه فأسرعت إلى تدبير مؤامرة للتخلص منه وأوعزت إلى حد مماليكها بقتله لكن مماليكه حملوها إلى زوجته الثانية التى أمرت جواريها بقتل شجرة الدر فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة فى 3 مايو 1257 لتنهى قصة سلطانة كادت لزوجها فكادت لها ضرتها.