تجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 19 مايو القادم، حيث سينافس الرئيس الحالي حسن روحاني فترة ولاية ثانية، ومعه 5 مرشحين رئاسيين على رأسهم ابراهيم رئيسي، وفي هذا التقرير سنلقي الضوء على اشياء يجب معرفتهم عن الانتخابات الايرانية. مهمة للعالم تعتبر إيران لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط، بسبب برنامجها النووي ودعمها للحكومات التي يقودها الشيعة في العراق وسوريا، فترى القوى العالمية طهران على حد سواء كجزء من المشكلة وحل لمشاكل المنطقة. كل هذا يمكن أن يتأثر بأي شخص يصبح رئيسا، لأن السياسة الوطنية الإيرانية هي في الأساس صراع على السلطة بين المحافظين والإصلاحيين، ومع ذلك، وبطريقة ما تكون نتيجة الانتخابات أكاديمية لأن السلطة النهائية تقع على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. يجب الا ننشى أن الرئيس روحاني، وهو معتدل، كان له دور أساسي في المساعدة على إبرام اتفاق نووي تاريخي مع القوى العالمية من خلال إقناع المرشد الأعلى، الذي يعتبر مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمؤسسة المحافظة. المنافسة على أشدها روحاني في منافسه ليست بالهينة تلك المرة، فهو في مواجهة المحافظ الرئيسي إبراهيم رئيسي، وهو شخصية غير معروفة نسبيا، ولكنها قوية داخل المؤسسة الدينية والقضائية. وهناك مرشح محافظ آخر هو محمد باقر قليباف، رئيس بلدية طهران المعروف، الذي خرج عن منصبه في الانتخابات الأخيرة، وهناك أيضا ثلاثة منافسين رفيعي المستوى - مصطفى ميرساليم، ومصطفى هاشميتابا، وعشاق جاهانجيري وفرصتهم ليست قليلة ولهم الحق في المنافسة، ومن معرفتنا بالإيرانيين، فلا يمكن توقع الفائز ولكن يمكن القول ان كفة روحاني تميل. هناك استطلاعات وانتخابات ولكن على هوى المرشد الاعلى بالتأكيد، ستكون هناك استطلاعات للرأي، وهناك انتخابات حرة ونزيهة، ولكن ستكون تلك الانتخابات في أطار اوامر وهوى المرشد الأعلى، اية الله على خامنئي، الذي سيكون رأيه هو الفاصل في النهاية، وفي ترجيح من سيفوز، وبالرغم من ان كل المرشحين سيحصلون على فرص متساوية للوصول إلى منصات الاعلام ولكن كل هذا لن يكون له تأثير فرأي المرشد هو الاوحد في تلك البلد. مواضيع متشابهة ولا جديد في برامج المرشحين الاقتصاد، حقوق الانسان، المرور، والبطالة، موضوعات لا تتغير في برامج مرشحي الرئاسة الايرانية، فالشعب الايراني ليس لديه طموح سوى ان يرى اقتصاد بلاده قوي، وان تحل ازمات المرور والبطالة وايضا حقوق الانسان. إن حالة الاقتصاد تساوي على الأقل الحريات السياسية وحقوق الإنسان، التي تعتز بها الطبقة الوسطى التقدمية، أو القيم الدينية والقيم الأسرية، التي يشعر الناخبون المحافظون في المناطق الريفية بانهم اقوياء بها. ويأتي الفساد بوصفه ثاني أهم قضية، قد يجادل الكثيرون بأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بسوء الإدارة الاقتصادية، كما أن الاتفاق النووي مهم أيضا بالنسبة للإيرانيين ولكنهم طالما أنهم يشعرون بأنه ضروري لتحسين حياتهم. أن تلك القضايا يجب ان يدرسها جيدا روحاني لو اراد الفوز بالرئاسة الايرانية لفترة ثانية، ويجب على الاخرين العمل على ايجاد حقوق مبتكرة لها.