شهدت الآونة الأخيرة، هجوم شديد على مؤسسة الأزهر الشريف، يزعم أنهم سبب التطرف وانتشار الفكر التفكيري، وذلك لتأخرهم في تجديد الخطاب الديني، وإثر ذلك، تبادلت الجبهة السلفية وعلماء الأزهر الاتهامات بنشر التطرف، حيث بدأها أحد الدعاة السلفيين بقوله إن الأوقاف عندما تمنعنا من الدروس والخطابة، فهي لا تحل مشكلة التطرف والإرهاب، بل تترك الشباب للتيارات المنحرفة، والأفكار المغلوطة الداعشية، ليرد علماء الأزهر بأن السلفيين هم سبب التطرف، فمعظم المتهمين بأعمال إرهابية، مرجعيتهم سلفية. وكان انفجاران استهدفا، كنيستين في مدينة طنطا ومحافظة الإسكندرية، وأسفرا عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين تزامنًا مع بدء احتفالات المسيحيين في مصر بأحد السعف، وإثر ذلك شن البعض هجومًا شديدًا على مؤسسة الأزهر، متهمينها بالتطرف نظرًا لعدم تجديد الخطاب الديني.
"عبد الحميد": الأوقاف تترك الشباب للتطرف بدايةً، قال الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، إن "السلفيين مظلومين، فهم من يُحاربون الإرهاب والعنف وموجة الإلحاد وتوغل الشيعة والانحرافات الفكرية ومظاهر الانحلال الخلقي والسلوكي"، مضيفًا :"السلفيون لا يُفجرون ولا يُكفرون، وهم جزء مهم من نسيج المجتمع، ويتعاملون بالدستور والقانون، وعندهم جمعيات رسمية، ويشتركون في العملية السياسية والانتخابات البرلمانية والحياة العامة".
وتابع:"بل إننا كسلفيين نتعرض للتهديد من قِبل التكفيريين، وداعش تعتبرنا خطرًا عليها، لأننا كشفنا ضلالهم وزيغهم، وأصدرت داعش من قوائم الاغتيالات للشيوخ السلفيين" مضيفًا :"الأوقاف عندما تمنعنا من الدروس والخطابة ؛ فهي لا تحل مشكلة التطرف والإرهاب، بل تترك الشباب للتيارات المنحرفة ، لأن الشباب لا يجد من يُصحح لهم الأفكار المغلوطة الداعشية".
"رضوان": مروجي الشائعات تركوا المتطرفين واتهموا الأزهر فيما دافع الداعية السلفي ناصر رضوان، أحد مؤسسي مؤسسة محبي آل البيت، عن مؤسسة الأزهر، قائلًا؛ إن الأزهر هو المؤسسة الدينية الرسمية لمصر وكل الاتهامات التي توجه له حرب من بعض من يستغلون الأحداث التي تمر بها مصر من إرهاب باطلة ممن تركوا المتطرفين الحقيقيين ليتهموا الأزهر الشريف.
وأضاف رضوان، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن مؤسسة الأزهر لم تكن يومًا متطرفة، بل كانت وما زالت قلعة من قلاع الإسلام الوسطي المستنير وقلعة من قلاع أهل السنة والجماعة.
غير مقبول من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالعاطي عباس رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الهجوم الذي تقوم به جماعة السلفيين على مؤسسة الأزهر غير مقبول على الإطلاق.
وأضاف عبدالعاطي، في تصريحاته الخاصة ل"الفجر"، أن المُهاجمين على الأزهر لا توجد لديهم أي وجهات نظر تستدعي الهجوم عليه من الأساس، مؤكدًا أن الأزهر منارة الإسلام في العالم ورمانة الميزان للأمة الإسلامية أجمعها، مشيرًا إلى أن الأزهر يحمي مصر من الإرهاب الفكري والتطرف ولولا مواقفه الثابتة لصارت مصر مثلها كمثل أفغانستان.
عقولهم تمرض بالإرهاب كما أكد رئيس قسم الدراسات الإسلامية، أن لو تم القضاء على الأزهر وهذا لن ولم يحث، أذن فمن يتصدى للفكر الديني المُتطرف، ومن يغذي الأمة الإسلامية بمبادئ وسماحة الدين الوسطية المُعتدلة، لافتًا إلى أن الذين يهاجمون مناهج الأزهر بأنها مُتطرفة فهذا غير صحيح بل عقولهم هي التي تمرض بالإرهاب.
منابع الأزهر حامية للإسلام وأشار عبدالعاطي، إلى أن مناهج الأزهر الشريف حامية للفكر الإسلامي الوسطى المعتدل، مؤكدًا أنه لا يوجد خريج أزهر إرهابي، مذكرًا أنه من يهاجمون الأزهر مناهجهم تتسم بالعنف لا السماحة والغدر ليس الاعتدال.