اتسم بالذكاء وشخصيته الغامضة وقلة حديثه.. وعرف بسياسته المحنكة، التي أهلته إلى أن يكون أهم قيادات حركة "فتح"، أفكاره الجريئة في العمليات ضد " إسرائيل"، كانت سبب في اغتياله، لشعور إسرائيل بخطورة هذا الراجل عليها، إنه المجاهد خليل الوزير "أبو جهاد". يصادف اليوم السادس عشر من إبريل، الذكرى السنوية التاسعة والعشرين على اغتيال "أبو جهاد"، إثر عملية اغتيال إسرائيلية عام 1988 في تونس بالتزامن مع أحداث الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، تولى قيادة الاغتيال رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "إيهود باراك".
نشأته ولد "أبو جهاد" في العاشر من أكتوبرعام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر الحرب الإسرائيلية عام 1948 مع أفراد عائلته، ودرس في "جامعة الإسكندرية"، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، قبل توجهه إلى الكويت التي لازمها حتى عام 1963.
بداية مشاركته في "فتح" وأثناء وجوده في الكويت، تعرف على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة "فتح"، و في عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب، كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.
شارك في حرب 1967 شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى. وتولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.
معركة بيروت عكف خلال توليه قيادة هذا القطاع، على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة الفلسطينية، كما كان له دور بارز في قيادة معركة بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
تقلده للمناصب لازم "أبو جهاد" الرئيس الراحل عرفات لأكثر من ثلاثين عاما، تقلدخلال هذه الفترة العديد من المناصب خلال حياته، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة. كما إنه يعتبر أحد مهندسي الانتفاضة وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.
اغتياله فجر السادس عشر من إبريل 1988، وصلت فرق "كوماندوز" إسرائيلية بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس، وتم إنزال عناصرها من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة، قبل أن تقتحم منزله وتقتله مع حراسه الشخصيين، وعلى الفور تبنتتل أبيب تلك العملية آنذاك.
آخر بيان قبل اغتياله بساعات كتب بيان لقيادة انتفاضة الحجارة الأولي تتضمن كلماته" لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاض"، وظلت كلماته عقب اعتياله متدفقة في قلوب الحركة وكثير من الفلسطنين إلى هذه اللحظة.
تفاصيل اغتياله وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، كشف قائد القوات الخاصة الإسرائيلية أن المواجهة بدأت بقتل أحد حراس أبو جهاد أثناء نومه في سيارة خارج منزل القيادي الفلسطيني، ثم اقتحمت مجموعة ثانية المنزل، وبعد دخول المنزل قتلت هذه المجموعة حارسا ثانيا لدى استيقاظه ومحاولته إطلاق النار على المقتحمين، كما قتلت العامل المكلف بالحديقة الذي كان نائما في سرداب الفيلا.
وبعد قتل هؤلاء الثلاثة، صعد أحد أفراد القوات الخاصة إلى حيث مكتب أبو جهاد وغرفة نومه وأطلق عليه النار قبل أن يطلق عليه "ناحوم ليف"- أول ضابط متدين ينضم إلى الوحدة المختارة التابعة ل "هيئة الاركان العامة" في الجيش الإسرائيلي-بنفسه وابلا من الرصاص من مسدس رشاش.