تلقت أسرة الشهيدة العريف "أمنية رشدي" التعازي من القيادات التنفيذية والشرطية خلال العزاء الذي أقامته مديرية أمن الإسكندرية مساء الأربعاء لشهداء الشرطة في حادث الكنيسة المرقسية بدار مناسبات مسجد القائد إبراهيم، بحضور والدتها وصديقاتها في العمل، وقد كشفت والدتها اللحظات الأخيرة التي جمعتها مع نجلتها في صباح يوم الحادث، وكيف علمت بخبر وفاتها. وقالت والدة العريف أمنية رشدي ل"الفجر": "يوم الحادثة أدت أمنية صلاتي قيام الليل والفجر، وقبل ما تنزل من البيت، للذهاب لتأمين الكنيسة، قامت بتقبيلي من يدي، وكنت متوضأة ومسحت المياه من على وجهي وقبلتني، وقالت لي ادعيلي يا ماما، وقلت لها يكفيكي شر من تكتفي شره، قالت لي امين، وكانت تقولي خدي بالك من نفسك ومن أخواتي، وعندما اتصل بها والدها الساعة 8الصبح أثناء عملها، قالت له أنا اسفة يا حبيبي اقفل عشان عندي شغل ولما اخلص حكلمك". وأضافت "الأم": "صباح الحادثة قالت لي ليكي عندي مفاجأة حلوة علشانك يا ماما، قلت لها إيه هي يا أمنية؟، قالت لي بكرة تعرفي، وأثناء كنت بكلم زوجي على التليفون عقب حادث تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، كنت بعيط، ولقيت مرة واحدة منزلي الذي يقع في نفس منطقة الكنيسة المرقسية اترج من صوت الانفجار، وحسيت بحاجة ضربت في عقلي ونزلت في قلبي، وبدأ جسمي يرتعش، وزوجي قال لي مالك؟، قلت له في حاجة انفجرت، ثم وجدت من الشباك، ناس بتجري وبتعيط، ولقيت جار لي يقول لي افتحي التلفزيون، قلت ايه ده الكنيسة الي فيها أمنية". وتابعت "الأم": ابني احمد جرى على الكنيسة، وجار لي قال لي البسي وانزلي بسرعة، وكان معرفتي بالحادثة الساعة الواحدة إلا عشرة ظهرًا، وكان من المقرر أن تنهي أمنية عملها الساعة الواحدة بالظبط، الانفجار حدث قبل انهاء خدمتها 28دقيقة، وانا وجدتها اشلاء في كوم الدكة ومستشفى الشرطة، واتعرفت عليها من ملابسها، بس كان نفسي امسك ايدها وابوسها زي ما كانت تفعل معي، واشم ريحتها". وأكملت: "انا اتعلمت منها كل حاجة حلوة، وطول الوقت كانت بتفكر في اخواتها قبل نفسها، وعمرها ما خذلتني، كنت لما اشتري لها حاجة حلوة، تقول لي- الله يا ماما زوقك حلو، ولما اقول لها لسه مخلصتش الاكل تقول لي- انا ابص في وجهك اشبع-، وكان نفسها في زوج تقي وتجيب ولدين عمرو وعبد الرحمن"، مضيفة: "يوم الجمعة الماضية وجدتها بتقرأ قرآن، وادعيت لها ربنا يرزقك بمن يتقي الله فيكي يا امنية على قد طيبتك، قالت لي انا نفسي في واحد يتقي ربنا فيا ويخاف ربنا، وقالت لي ادعي لهمسة أختي، قالتها انا بدعي لبنات المسلمين، قالت خدي بالك من همسة يا ماما، اوعي تنزليها لوحدها". وذكرت والدة أمنية: "ابنتي كانت في السنة الثالثة لكلية الحقوق، وكنت بتدرس ثانوية عامة عشان تدخل كلية الطب، وهي كانت مخطوبة، واصرت أن ترجع ذهب شبكتها إلى خطيبها، فهي كانت تقية، وكان من المفترض زواجها في شهر يوليو القادم، لكنها لم تكمل خطيبتها، وقد وصلت فلوس اثاثها يوم الحادثة، وكانت دائمًا أول ما تأخذ قبضها، تقول لي نفسك في إيه يا ماما؟، أخواتي عايزين إيه؟". واختتمت الأم: "انا اكثر حاجة صعبت عليا أن اجمع جسد بنتي اشلاء، فالارهابيين عايزين ايه، فكل واحد له دينه، وربنا هو إلي بيحاسب، انا عايزة اعرف أي قبلة كان بيصلي أمامها تلك الإرهابي؟".