أكدت صحيفة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يرتكب فقط جريمة فظيعة من خلال الهجوم الكيميائي على منطقة "خان شيخون" الثلاثاء الماضي، ولكنه ارتكب أيضَا خطأ استراتيجياً فادحًا، وهو إعطاء الفرصة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإثبات قوته وإصراره للعالم بأكمله وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الرئيس الأمريكي قرر ضرب سوريا بإطلاق 58 صاروخًا "توماهوك" على قاعدة عسكرية لثمانية أسباب على الأقل داخلية وخارجية. السبب الأول يرجع إلى معاقبة انتهاك خطير للقانون الدولي المتمثل في استخدام الأسلحة الكيميائية وبالتالي استعادة دور "شرطي العالم" الذي لم يرغب باراك أوباما في لعبه خلال الهجوم الكيميائي الأول في أغسطس 2013. وبذلك، يستعيد ترامب مصداقيته ومصداقية أمريكا. وثانياً، إجبار بشار الأسد وحلفائه على تقليص مطالبهم خلال المفاوضات حول مستقبل البلاد. وثالثًا، استعادة القيادة العسكرية في سوريا من روسيا، وبالتالي التواجد في وضع أفضل لفرض وضع دبلوماسي. أما السبب الرابع، فيتمثل في التأكيد لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أن التهديدات الأمريكية الأخيرة بشن ضربات على مواقع نووية كورية شمالية يتعين أخذها على محمل الجد، وأنه حان الوقت للتفاوض بشأن التخلي الكلي أو الجزئي عن ترسانتها. وخامسًا إخبار الرئيس الصيني الذي يقوم حالياً بزيارة لفلوريدا أن الولاياتالمتحدة أصبحت مستعدة لتسوية المشكلة الكورية الشمالية وحدها، وأن البيت الأبيض لن يتردد في التدخل عسكرياً إذا واصلت الصين تهديد جيرانها في بحر الصين الجنوبي واليابان. وسادسًا التأكيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه مهما كانت التدخلات الروسية لصالح دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية والتواطؤ المحتمل الذي قد يكون الكرملين قد استفاد منه في فريقه، فإن الرئيس الأمريكي الجديد لن يتردد في معارضة الرئيس الروسي، بما في ذلك عسكرياً. والسبب السابع طمأنة البيت الأبيض لجميع حلفاء أمريكا، وبصفة خاصة دول البلطيق وأعضاء حلف الناتو، الذين يخشون أن يتردد ترامب في الدفاع عنها في حال تعرضها لهجوم من روسيا، وإظهار أنه زعيم العالم الحر. وأخيرًا، التأكيد لشعبه أنه على الرغم من فشل برنامج "أوباماكير" الذي لم يتمكن من إلغائه مثلما تعهد خلال حملته الانتخابية، فهو ليس رئيسًا ضعيفًا أو مترددًا.