لم تخطئ السينما المصرية، بتصوير "الحماة" بأنها قنبلة ذرية.. فالواقع بالفعل يؤكد ذلك من خلال بعد الوقائع التي اثبتت أنها لازالت تنظر إلى زوجة ابنها علي أنها الخادمة التي أتى بها لتقوم بخدمة الأسرة وعليها الطاعة العمياء لكل أفراد المنزل وآخرهم زوجها، وإلا سيكون مصيرها الهلاك، كما حدث بالفعل على مدار السنوات الماضية، وكانت أخرهم اليوم بتهشيم عجوز رأس زوجة ابنها. وأكد بعض الأطباء، أن غيرة الحماة من زوجة الابن، والتدخل في حياتهم أمرًا اضطرابيًا ليس أكثر، بالإضافة إلى الفكرة التي لم تتغير على مر العصور، بأن زوجة الابن دخيلة على الأسرة، ولابد من طاعتها لحماتها، وإلا سينتظرها العديد من الكوارث. دراسة: الصراع بين الحماة وزوجة الابن لايهدأ إلا بمرور15 عامًا وأكدت دراسة برازيلية أنجزها معهد "جيتوليو فارغاس" المختص في الشؤون الاجتماعية والأسرية والزوجية والمرأة، أن الإحصائيات العالمية تجمع على أن 40 بالمئة من "الحموات" يشعرن بالغيرة من زوجات أبنائهن، وتعتبر هذه الغيرة مصدرا كبيرا للصراع بين الطرفين. وكشفت الدراسة أن هذه الغيرة تكون على أشدها في السنوات الخمس الأولى من زواج الابن، حيث تشعر الأم بأن امرأة أخرى أصغر منها سناً، وربما أجمل منها، اختطفت منها ابنها الذي ربته وكرست حياتها من أجله لسنوات طويلة. وأفادت الدراسة أن "الحموات" اللواتي عشن في بيت الحماة لمدة أطول عانين أكثر من اللواتي عشن في بيت مستقل مع الزوج، كما توصلت إلى نتيجة مفادها أنه عندما تكون "الكنة" شابة وفي بداية مراحل الزواج يكون صبرها محدودا مع "الحماة"، خاصة إذا كانتا تعيشان تحت سقف واحد. وتستعرض "الفجر"، خلال السطور التالية، أبرز الوقائع لاضطهاد "الحماة"، لزوجة الابن، وما التحليل النفسي لذلك. خلافات عائلية أقدمت عجوز، أمس الخميس، على التخلص من حياة زوجة نجلها وتدعى"شيماء.إ.م.ع" 27 عامًا، ربة منزل ؛ بعدما ضربتها وتسببت في إصابتها بنزيف بالمخ وتوفيت متأثرة بإصابتها؛ بسبب خلافات بينهما، تم ذلك بقرية "الزنكلون" التابعة لدائرة مركز الزقازيق بالشرقية. وتمكن ضباط مباحث المركز، من ضبط المتهمة، وبمواجهتها أنكرت وعللت الاتهام بوجود خلافات عائلية، وحُرر عن ذلك المحضر رقم 18168 جُنح الزقازيق لسنة 2017، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، والتحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة. شاحن الهاتف وفي الثامن من مارس العام الماضي، قتلت "س م ع" ربة منزل، إحدى الحموات، زوجة بسبب شاحن الهاتف الخاص بزوجها. وبتقنين الإجراءات تم ضبط المتهمة وبمواجهتها اعترفت يقيامها بإرتكاب الواقعة بطريق الخطأ وذلك اثناء قيام والد زوج المجني عليها بالنداء عليها لجلب شاحن الهاتف المحمول الخاص به تجاهلته ولم تمتثل لأمره الأمر الذي آثار حفيظة المتهمة فقامت بنهرها علي ذلك ونشبت بينهما مشاجرة تبدلا فيها التدافع بالأيدى وأثناء قيام المتهمة بجذب المجني عليها من الإيشارب التي كانت تردديه قامت بالضغط على عنقها بواسطة الإيشارب مما أدي لخنقها ووفاتها. واعترفت المتهمه أنه عقب اكتشافها وفاة المجنى عليها حاولت إخفاء معالم الواقعة وإضفاء صفة الوفاة الطبيعية وقيامها وأهلها بنقل المجنى عليها للوحدة الصحية بشابور للتصريح بالدفن إلا أن مفتش الصحة إشتبه فى الوفاة جنائياً. الغيرة شعرت إحدى الحموات بممحافظة الدقهلية، وتدعي ماريا عوني، ، بالغيرة من زوجة ابنها الحامل في الشهر التاسع، والتي تدعى دينا 19 عاما، بسبب حبه الشديد، ومعاملته الطيبة لها، فقررت التخلص منها، في أواخر يناير 2016 بإلقائها من شرفة المنزل بالدور الثالث، ولكنها لم تموت بل اصيبت بكسور في الجمجمة، والحوض، ونزيف داخلي حاد، بالإضافة إلى وفاة الجنين في بطنها. وبسؤال الأم عن الواقعة، قالت إن المجني عليها، سقطت من الشرفة، أثناء قيامها بتنظيف الشباك، بعد أن اختل توازنها، ولكن بعد مرور 3 أيام، أفاقت "دينا" من الغيبوبة، قائلة في المحضر: "حماتي دفعتني من النافذة، بعد أن ضربتني في بطني". اضطراب نفسي وفي سياق ما سبق قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، إن تدخل والدة الزوج في حياة ابنها يعتبر اضطراب نفسي، لاسيما عقب تدرج عمرها وإحساسها أنها بدأت في أواخر حياتها، مما يجعلها مضطربة طوال الوقت، والتدخل في حياة ابنها بيشعرها بوجودها وأنها لازالت كما هي لن تتغير. وأضاف "فرويز" ل"الفجر"، أن التدليل الزائد الذي يربي عليه الشاب قبل الزواج، حيث إن بعض الأمهات من شدة تدليلها لابنها تحاول أن تتدخل في حياته بعد الزواج، وتعد هذه أخطر الأسباب، فضلا عن ضعف شخصية الابن، فإنه لا يستطيع أن يقرر ولا أن يتحمل المسئولية في كل حدث في حياته، مشرًا إلى أن قلة الوعي عند بعض الأمهات إحدى الأسباب الرئيسية، بالاضافة إلى غياب روح التفاهم والمواساة بين الزوجين، ومن ثم تصبح الزوجة غير قابلة لأن تتفهم واقع حماتها أو أن تتعايش مع هذا الواقع بالطريقة المناسبة، مما يؤدي لصراع دائم بين الحماة وزوجة الابن من الممكن تنتهي بالقتل كما حدث سلفًا. ويرى "فرويز"، الحل يكمن في وعي الأم أن حياة ابنها خاصة، لا يمكن التدخل فيها وأن هذه مراحل الحياه أن تأتي زوجة تملأ حياته مثلما حدث معها، بالإضافة إلى تفهم الزوجة على إعطاء حماتها قدر من الاهتمام وأن تعاملها بشكل إنساني، ولا تحصر فكرة "الحماة "في تفكيرها وتسير على هذا النهج وتبدأ بمعاملتها على إنها شىء مكروه. ارث ثقافي وتنشئة اجتماعية بينما قال الدكتور أحمد ثابت، الخبير النفسي، إن التنشئة الاجتماعية للحماة، هي المحرك في معاملة زوجة الابن، مستنكرًا أن يكون هناك عامل نفسي يدفعها لارتكاب جرائم تجاه الثانية، ولكن قد تصادف بعض الأفكار المغلوطة بين الطرافين تحول الحوار لنزاع، مما ينتج عنه بعض الكوارث كما نرى. وأوضح "ثابت"، في تصريح خاص ل"الفجر، أنه الفرد معرض تحت أي ضغط انفعالي بغض النظر عن دوره-حماة أو غيره- لارتكاب بعض الأخطاء، والنقاش والموقف ذاته هو من يحدد نوع الضغط، لذا من الصعب اخدعه على أنه عامل نفسي، وبحاجة لعلاج. وأشار الخبير النفسي، إلى أن بعض الحموات ورثوا عن أهاليهم بعض هذه الصفة السيئة، التي من الصعب تعميمها، فهناك كثير من الحموات على علاقة جيدة مع زوجات ابنائهم، وهذا يؤكد أن ليس هناك عامل نفسي يحرك هذه الظاهرة.