تتمتع جزيرة سقطري اليمنية، بمكانة عالمية كأهم محمية طبيعية ومتحف طبيعي، حيث أعلنت كمحمية طبيعية في عام 2000، وفي عام 2008 تم تصنيفها كأحد مواقع التراث العالمي، وتعد الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي. مساحة الجزيرة وتقع على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية. وعلى بعد 380 كم من رأس فرتك بمحافظة المهرة كأقرب نقطة في الساحل اليمن، تبلغ مساحة الجزيرة 3.796 كم2، وتتبع محافظة حضرموت حالياً بعدما كانت تتبع لمحافظة عدن، ويتبع لسقطرى مجموعة من الجزر الصغيرة منها: عبدالكوري، سمحه، درسه، وكراعيل. عدد سكان الجزيرة وبلغ عدد سكان الجزيرة في عام 1994م ما يقارب 65.514 نسمة، وسكانها من العرب، وغالبيتهم من قبائل المهرة، وبعض السكان الأفارقة الأصليين للجزيرة، وغالبيتهم يعملون في الزراعة ورعي المواشي والصيد، إلا أن البعض يعمل في غزل الصوف، وصناعة الفخار، والنجارة وتصنيع القوارب، وبعض صناعات الجلود البسيطة. المناخ في الجزيرة وتشمل تضاريس الجزيرة الوديان والهضاب والجبال، وتقع الجزيرة بين خطي عرض ( 12.18ْ – 12.24ْ ) شمال خط الإستواء وخطي طول ( 53.19ْ – 54.33ْ ) شرق خط جرينتش، وهذا الموقع القريب من خط الاستواء جعل من مناخها مناخا مدارياً بحريا عموماً، الصيف طويل وحار، والشتاء قصير وممطر، وتتراوح درجات الحرارة العظمى بين (26ْ-29ْ) مئوية، ودرجات الحرارة الصغرى بين (19ْ – 23ْ) مئوية، والمتوسط الحراري السنوي ما بين (27ْ-29ْ) مئوية، وهذا المناح أعطى للجزيرة خصوصية السمات المناخية مما جعلها تتمتع بتنوع في الغطاء النباتي. أهمية الجزيرة الجزيرة اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركة من الآلهة، وشهدت على مر التاريخ أحداثًا سيئة أيضًا حيث احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م) ، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م. النباتات النادرة بالجزيرة وتعرف الجزيرة بانتاج النباتات الطبية، مثل الصبار السقطري المر ودم الأخوين التي تعد من الأشجار النادرة جداً والجراز والأيفوربيا، وأشجار البان التي يوجد منها 25 نوع في كل العالم.. 9 منها توجد فقط في سقطرى، وكما يلاحظ انتشار شجرة الأمتة بالإضافة إلى أشجار النخيل، كما يوجد فيها أكثر من ثلاث مائة نوع من الأحياء الفطرية التي تتخذ من سقطرى المكان الوحيد للعيش في العالم. من أهم الأشجار والنباتات النادرة في سقطرى شجرة دم الأخوين، نبات فرحل، نبات الأمتة أو الأمتا، نبات كرتب، شجرة إكشا، نبات الصبر السقطري – طيف، نبات "قمحم"، شجرة الرمان البري – رهيني، صبر يهر، نبات إشهب. الطيور النادرة بالجزيرة وفي أحدث دراسة جرت في 22 موقع هام للطيور في أرخبيل سقطرى، سجلت 179 نوعاً من الطيور، 41 نوع منها مقيم ومتكاثر في الأرخبيل، كما كشفت دراسة أعدتها منظمة حماية الطيور الدولية، بالتعاون مع مجلس حماية البيئة، عن احتواء أرخبيل سقطرى 13 نوعا مستوطنا من الطيور لا توجد في أي مكان آخر من العالم، وهي : – الصقر الحوام السقطري: ويسمى في سقطرى " نهيمة " وهو طير جارح يصل طوله إلى 50 سم. – طائر السوادية الافريقية: وتدعى في سقطرى " ضفحن ": طوله 31 سم وهو من اندر الطيور المتوطنة فيها، وهذا الطائر مهدد جداً بالانقراض بسبب تجمعاته الصغيرة جداً في الجزيرة، ويتوالد هذا الطائر في الجبال وخاصة في منطقة جبال مجهر. – طائر الجشنة : ويطلق عليه اسم " قسقس " حجمه 71 سم طويل المنقار، يسكن التلال الصخرية. – طائر " الهازجة " السقطرية: حجمه 10 سم وهو طائر مهدد بالانقراض، له صوت جميل ومميز ويتواجد على الكثبان الرملية ذات الغطاء النباتي القليل. – المغرد السقطري: طوله 11 سم شديد الخوف والخجل لذلك يعتبر من يراه محظوظا لأنه لا يظهر للبشر. – التمير السقطري " جهجح ": له منقار معكوف للأسفل، وهو أكثر الطيور انتشارا في الجزيرة. – طائر الشلهي السقطري: طوله 30 سم له ذيل قصير مربع ومنقار رفيع وجناح ذو رقعة برتقالية. – الدوري السقطري الصغير أو الزرزور السوقطري: طوله 51 سم ينتشر ضمن أسراب تحوم حول القوى والمدن. – الرخمة المصرية: أو ما يطلق عليه " المنظف " في حين أن اسمه باللغة السوقطرية " سوعيدة "، يصل طوله إلى 60 سم، حيث يهبط ويمكث بجوار الزائر اذا قرر الاستراحة في مكان ما، ليتناول طعامه، فيجد أن هذا الطائر يقوم بالتهام المخلفات التي يرمي بها الزائر وبسرعة ملفتة، كما يتغذى على المخلفات العضوية للحيوانات الميتة. – طائر العوسق: ويسمى في سقطرى " قشغنة " وهو طائر جارح صغير يصل طوله إلى 35 سم ويتغذى على الحيوانات الصغيرة. – طائر الحسون السقطري: هذا الطائر ليس من السهل رؤيته حيث يتواجد في الارض ذات الاشجار الخشبية في الجزيرة معلقاً بهدوء يغرد أو يأكل ورغم ذلك فإنه يلفت النظر عند طيرانه نظراً للون ذيله وجناحاه الاصفران الفاقعان، وله منقار قوي جدا، ويصل حجم هذا الطائر الجميل (51)سم. – القنبرة متوجة الرأس: وتسمى في سقطرى " كوفية " يصل حجمها إلى 21 سم، ذكره مخطط الرأس واسع الصدر أما انثاه باهتة اللون. – حمامة النخيل أو ما يسمى " دجوجة ": طوله 26 سم ويوجد حيث تكون بساتين النخيل. – الخطاف أو سمامة النخيل: ويطلق عليه اسم " حلامنة " وهو طائر يقضي معظم وقته في الهواء محلقاً بجناحين طويلين يشبهان المنجل، ويصل حجمه إلى 71 سم. في حين يوجد الكثير من الأنواع الأخرى منها: – الغاق السوقطري: من الطيور المهددة بالانقراض تغادر من سقطرى إلى السواحل الجنوبيةالشرقية من الجزيرة العربية في كثير من الأوقات ولكن اكتشف أول مرة في جزيرة سقطرى لذلك أطلق عليه هذا الاسم. – النورس السويدي " دحملهن " : يعيش على الشواطئ ويتغذى على مخلفات الأسماك التي تتركها قوارب الصيادين، ويصل طوله إلى 43 سم. – البومة الافريقية أو الهندية : ويطلق عليها في سقطرى اسم " شجدهن " يصل حجمها إلى 12 سم، تتميز بإصدار صوت يشبه الأنين كل 4 ثواني ليلاً مما يسهل تحديد مكانها. – الصرد الرمادي " دحيفيفي ": يتغذى على الحشرات والسحالي والثدييات الصغيرة، ويعلق فريسته على أشواك الأشجار لذلك يسمى " الجزار " – الغراب السقطري " أعرب " : وهو الطائر الوحيد الأسود في الجزيرة، طوله 50 سم. الحيوانات والزواحف والحشرات من الحيوانات التي تتواجد في الجزيرة ويستثمرها السكان "قط الزباد " وهو حيوان متوحش لكنه لا يأكل اللحوم بل يتغذى على التمر ودم الدجاج، ومن فوائده الاستثمارية أنه مصدر لمادة الزباد، وهي مادة ذات رائحة طيبة كالمسك تستخدمها النساء إلى جانب البخور والعود، فبعد أن يتم استخراج الزباد من القط السقطري، يتم اطلاق سراحه ليهرب مختفياً بين الأشجار والنخيل، ثم يعاد اصطياده بعد فترة لاستخراج الزباد مرة أخرى. و يتواجد في سقطرى أكثر من 600 نوع من الحشرات و 60 نوع من العناكب , 7 أنواع من عديدات الأرجل , العديد من القشريات تضم 4 أنواع من رتبة عشاريات الأرجل مثل سرطانات البحر والشروخ , كذلك 38 نوع من متساوية الأرجل و 100 نوع من القواقع البرية , 30 نوع من الزواحف البرية، في حين أنه لا توجد برمائيات متنوعة في سقطرى، تم التسجيل لأربعة أنواع من السلاحف البحرية ثلاثة منهم تقوم بوضع بيضها في شواطئ سقطرى. الكهوف والمغارات تنتشر الكثير من الكهوف والمغارات الجبلية في مواقع عديدة من جزيرة سقطرى والجزر التابعة لها وتعتبر أحد أنماط السكن للإنسان السقطرى في بعض الأوقات من السنة والتي يكون فيها أمطار غزيرة فيذهب البعض إلى هناك بالمواشي والانعام لينأوا بهم عن الأمطار، والبعض يذهب للبحث عن العشب لانعامهم وخصوصا البقر والغنم في اوقات ، ثم يعودون بعدها إلى مساكنهم. تشكلت تلك المغارات بفعل عوامل التعرية الطبيعية وفي بعض منها تفاعلت عوامل "جيومائية" حيث عملت المياه على إذابة الكلس وشكلت أعمدة كلسية معلقة من أعلى سطوح الكهوف بالإضافة إلى أعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهوف إلى الأعلى، وأهمها عموماً مغارة " دي جب " في سهل نوجد حيث تعتبر أكبرها حجماً، ويتسع لعدد من الأسر، كما يمكن للسيارة التي تقل الزوار الوصول إلى جوف المغارة والتحرك بداخله دخولاً وخروجاً دون عناء. دور الإمارات في قسطري ومنذ قيام الثورة اليمنية قامت الامارات بدورها الحضاري والانساني للحفاظ على طبيعة هذا المكان، ، فيقول محافظ سقطرى سالم عبدالله السقطري، ينفي ذلك، قائلًا؛ ما تداولته تقارير إعلامية إخوانية من مزاعم عن تنازل الحكومة اليمنية عن جزيرة سقطرى لصالح الإمارات، "عار عن الصحة"، وشدد عبد الله، أن "الإمارات تقوم بدور إغاثي وتنموي كبير في سقطرى".
ومن جانبه أكد القيادي بالحراك الجنوبي في سقطرى محمد العوش، أن الإمارات لها دور إيجابي بارز في النهوض بجزيرة سقطرى من جميع الجوانب، سواء كانت إغاثية أو تنموية أو اقتصادية أو تأهيلية" منوهًا في الوقت ذاته إلى أن "الإمارات قدمت لسقطرى ما لم تقدمه الشرعية ذاتها".
وقال العوش، إن إنجازات الإمارات أزعجت الإخوان الذين يكنون حقدًا دفينًا للإمارات، بسبب محاربتها للإرهاب بأشكاله وأنواعه كافة؛ وهو ما دفعهم للنيل من دورها ومكانتها العالية في نفوس المواطنين.