في منزل متواضع بمنطقة الإباجية بحي الخليفة في القاهرة، يركض محمد الديموني، على فراشه منذ 6 أعوام، لم ير فيهم الشارع قط، بعدما وصل وزنه إلى 400 كيلو جرام، فهو والد لطفلين الأول "مصطفى" في الصف الأول الابتدائي، والثاني "كريم" بالحضانة، وزوجًا لامرأة مريضة بالسرطان بسبب إهمال طبي. ابن الأباجية، لم ير الشارع منذ 7 سنوات، يعتبر حياته "موت بالبطيء"، تتوجه زوجته يوميًا لمعهد الأورام، لتجهيز أوراقها منذ فترة طويلة حتى تتحصل على حقوقها من الدولة في العلاج، لكن لم تصل إلى شيء حتى الآن، رغم معانتها من نزيف دموي، وسرطان ثدي وصل للرئة، بسبب إهمال طبي حدث لها، وأصابها بجلطة بالشرايين، على حد قوله. محمد الديموني، قال: "كنت أعمل فرد أمن لشركات متعددة وكان وزني زائد، ولكن كنت أستطيع التحرك والعمل، إلى أن حدث لي انزلاق غضروفي، وأصبحت غير قادر على الحركة، وعجزت وقتها عن توفير ثمن العلاج، وتكلفة الكشف عند الطبيب". الطبيب نصحه، وفقًا لقوله، بأن يرتدي حزام حراري، لكنه تسبب في إحداث ورم بجسده، وصل لثلاثين كيلو جرام، مشيرًا إلى أنه مع عدم قدرته على الحركة زاد وزنه ليصل إلى 400 كيلو جرام، ولم يستطع التحرك منذ 6 أعوام. الشاب الثلاثيني، لا يجد أي استجابة من الأطباء حتى الآن، يروي مأساته المعيشية: "معاشي 450 جنيهًا، وهذا المبلغ في ذلك التوقيت ليس له قيمة على الإطلاق، ولولا أهل الخير، لما كان لدينا أي طعام ولا شراب بالمنزل، وزوجتي تعاني في الفترة الماضية من مرض السرطان، وأجرت عدة عمليات جراحية لكن دون جدوى". "الديموني" يقول إنه على علاقة تواصل مستمر مع شقيقة إيمان "فتاة النصف طن"، التي جرى علاجها في الهند، وأرسلت له طريقة للتواصل مع الطبيب المعالج لإيمان في الهند، لكنه لم يستطع التواصل معه حتى الآن، معللًا بأن عملية إيمان تكلفت قرابة 6000 دولار، خلاف مصاريف الانتقال للهند، مناشدًا أي شخص يستطيع مساعدته سواء من داخل الدولة أو من خارجها. وعن حياته اليومية، يقول ابن حي الخليفة: "لا أنام طوال الليل، وانتظر خروج أولادي إلى المدرسة صباحًا، وبعدها أنام حتى يعودوا مرةً أخرى، وأقضي بقية اليوم في مراجعة الدروس لهم، ومشاهدة التلفاز، ومتابعة ما يحدث من ارتفاع الأسعار وهبوطها من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك". "الديموني" يناشد الدولة بأن توفر له معاش كريم، يستطيع أن يعيش به هو وأولاده، ويمكنه من علاج زوجته، قائلًا إن حصة السلع التموينية التي تصرف في هذا الوقت لا تكفي الفرد لمدة يوم واحد، إضافة إلى أن سعر كيلو السكر وصل إلى 10 جنيهات, وسعر كيلو الأرز وصل إلى 10 جنيهات أيضًا من منافذ التموين ذاتها. يشكو "الديموني" من سعر العلاج، الذي زاد بنسبة مائة بالمائة، متسائلًا: "ماذا يفعل الفقير وكيف يستطيع أن يحصل على علاجه؟"، قائلًا: "إحنا كده كده ميتين.. ياريت ربنا يرحمنا بسرعة بقى".