ابتكرت وزارة الموارد المائية والرى من خلال فريق متخصص بالمركز القومى لبحوث المياه طريقة جديدة لزراعة محصول القمح مرتين ب«التبريد»، الأولى فى سبتمبر يتم حصادها فى منتصف يناير، والثانية فى شهر فبراير يتم حصادها خلال الموسم الشتوى فى مايو. الطريقة الجديدة سيتم تنفيذها فى أربع مناطق مختلفة تحت ظروف جوية متباينة بعدد من الحقول الإرشادية، واحدة منها بقرية «الزنكلون» بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية، ومن المنتظر أن توفر التجربة كميات كبيرة من المياه، كما ستقلل الفجوة بين ما نستهلكه وما نستورده من القمح. ويرى عدد من الخبراء أنه يستحيل تنفيذ تلك التجربة على أرض الواقع؛ نظرًا لارتفاع درجات الحرارة فى مصر خلال شهر سبتمبر، والتى تصل إلى 40 درجة مئوية، يصعب معها الإزهار والإخصاب خصوصًا لمحصول القمح، كما أنها لا تستند إلى أى معايير علمية على الإطلاق بحسب أحد الخبراء. وأكد الدكتور نادر نورالدين، خبير الموارد المائية، أنه من الصعب زراعة القمح مرتين فى مصر، نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة، فالقمح نبات شتوى، لا يعطى محصوله قبل أن يستكمل عددا محددا من ساعات البرودة، وتخبرنا بيانات وزارة الرى أنه سيتم حفظ تقاوى القمح فى درجات برودة عالية لمدة 40 يوما ليستكمل الجنين عدد ساعات البرودة مبكرا، وبالتالى عند زراعته فى سبتمبر يعطى محصولا فى فبراير، بعد أن يقضى خمسة أشهر فى الأرض، وهى نفس فترة زراعة القمح بالطريقة العادية. وأضاف «نورالدين»، تبقى التساؤلات حول تحمل القمح لدرجات الحرارة المرتفعة فى مصر خلال سبتمبر وأكتوبر، التى لا تتناسب مع الحاصلات الشتوية، أما بالنسبة لتنسيق الوزارة مع الجهات المختصة الأخرى، فكان يجب على وزارة الرى التنسيق مع وزارة الزراعة ممثلة فى مركز البحوث الزراعية والحملة القومية للنهوض بالقمح، إلا أن الدكتور حامد عبد الدايم المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، أكد أنه لم يتم التنسيق نهائيا مع الوزارة أو مركز البحوث الزراعية، وسيتم تشكيل لجنة من أساتذة معهد بحوث المحاصيل الحقلية للتأكد من التجربة التى تنفذها وزارة الرى ومعرفة إمكانية تطبيقها على أرض الواقع. وقال الدكتور أسعد حمادة، رئيس الحملة القومية للنهوض بالقمح، إنه لم يتم إبلاغ الحملة بتلك التجربة، كما أن الوزارة لم تسع للتنسيق مع الحملة نهائيا، ونحن نرحب بأى تجربة تعمل على زيادة محصول القمح فى مصر.