بعد طرد الرئيس المنتخب للولايات المتحدةالأمريكية دونالد ترامب، لجماعة الإخوان المسلمين، من جنة أمريكا، ومطالبات بتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية، كما سبقته بريطانيا التي كانت المستوطن الأول للإخوان في أوروبا، تقل يومًا بعد يوم، عدد الدول التي تستطيع جماعة الإخوان أن تلجأ لها خارجيًا، بعد القرارات التي تتخذها حكومات تلك الدول ضد هؤلاء. وأوضح باحثون في شئون الحركات الإسلامية، سيناريوهات مصير جماعة الإخوان بعد تصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل أمريكا، مؤكدين أن هذا القرار سيترتب عليه تضييق نفوذ الإخوان في الدول العربية والأوروبية، وتجميد ملايين الدولارات في حسابهم ومنعهم من السفر. تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية بدايةً، تقدم السيناتور الجمهوري، تيد كروز، والنائب الجمهوري، دياز بالارت، بمشروع قانون إلى الكونجرس الأمريكي، يطالب الحكومة الأمريكية بإعلان جماعة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني منظمتين إرهابيتين.
ويطالب المشروع وزارة الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير حول إعلان الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، وجاءت الفقرة الثانية من القانون الأمريكى لتقر بأن جماعة الإخوان المسلمين "تستوفى المعايير لإعلانها جماعة إرهابية"، حسب القوانين الأمريكية، وتطالب وزارة الخارجية الأمريكية- بعد التشاور مع المدعى العام ووزير المالية- بممارسة سلطاتها بإعلان الإخوان منظمة إرهابية. واحتوت الفقرة الثالثة من مشروع القانون على إلزام وزارة الخارجية- بعد التشاور مع المخابرات الأمريكية- بتقديم تقرير إلى اللجان التشريعية المعنية، خلال 60 يومًا بعد إقرار القانون، يفيد بحقيقة استيفاء جماعة الإخوان المسلمين المعايير لإعلانها جماعة إرهابية، وأشار القانون إلى أنه في حالة توصل وزارة الخارجية إلى أن الإخوان، لم تستوفِ تلك المعايير فعلى الوزارة تقديم تقرير مفصل يشرح أسباب ذلك القرار. توعد "الإخوان" بالهزيمة وتزامن تقديم مشروع القانون مع جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، للمرشح لمنصب وزير الخارجية الجديد، ريكس تيلرسون، في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والذي أعلن خلالها "تيلرسون" أن أولويات الولاياتالمتحدة هي محاربة التشدد الإسلامي، كما توعد جماعة الإخوان المسلمين بعد هزيمة "داعش" و"القاعدة". كندا.. الملجأ الأول وكشف مرصد الفتاوى التكفيرية بدار الإفتاء المصرية في تقرير أن ملامح استراتيجية جماعة الإخوان في التعامل مع الأوضاع الجديدة بالولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت التشكل مع قرب وصول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وقال التقرير: إن ملامح تلك الاستراتيجية تتمثل في نقل أنشطة الجماعة من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى دول أخرى أبرزها كندا؛ كي تتمكن الجماعة من العمل بحرّية وبعيدًا عن الملاحقة القضائية والأمنية، خاصة أن الحكومة الكندية تضع شروطًا ميسَّرة على الهجرة إليها، إضافةً إلى أن المجتمع الكندي مجتمع متسامح ومتنوع، ولم يقع في منزلقات الإسلاموفوبيا والتمييز السلبي ضد المسلمين. وأكد التقرير أن المجتمع الكندي يتقبل الإسلام ويتعايش مع المسلمين بشكل حضاري، وهو الأمر الذي ينعكس على أوضاع الجاليات المسلمة هناك، والتي تتمتع بحرية دينية لا تتوافر في الكثير من الدول الغربيةوالولاياتالمتحدةالأمريكية، إضافة إلى أن المجتمع الكندي لا يسمح بوجود تمييز سلبي ضد المسلمين هناك، بل يدعم حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، إلا أن كل ذلك بات مهددًا مع بداية الانتقال الإخواني إلى هناك. الإخوان ستلجأ إلى ألمانيا وماليزيا فيما قال أحمد بان، رئيس وحدة الحركات السياسية بمركز النيل لدراسات الاستراتيجية، إن بداية تنظيم الإخوان كان له وجود مؤثر في أكثر من 60 دولة حول العالم ورغم فقدانه دولة المركز مصر فقد حرص على تعزيز وجوده في دول العالم المختلفة خصوصًا أمريكا وأوروبا. وأضاف "بان" في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أنه بالتضييق على الإخوان في إنجلتراوأمريكا ستزداد عزلته ونفوذه الناعم ومن ثم حركة أفراده وأمواله، لافتًا إلى أن التنظيم قد يلجأ لنقل مركز نشاطه إلى ألمانيا في أوروبا وماليزيا في آسيا وجنوب إفريقيا في إفريقيا. تجميد ملايين الدولارات بأمريكا كما أشار منير أديب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن هناك العديد من مشاريع القوانين التي تقدمت بها أمريكا لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في 2015 و2016، ولكن جميعها فشلت، لافتًا إلى أن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي في هذه الفترة سوف ينجح وينفذ القرار، خاصةً في ظل عهد ترامب. وأكد "أديب"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن "ترامب" أثناء فترة الانتخابات الرئاسية الخاصة به، أعلن مرارًا وتكرارًا بأنه سيحظر نشاط جماعة الإخوان، وكل جماعة حاضنة للأفكار المتطرفة، مشيرًا إلى أن حفل تنصيبه سيكون خلال ساعات ويبدأ في تنفيذ قراراته، وتتضامن الإدارة الأمريكية في قراراها مع مصر للقضاء على الفكر المتطرف والإرهاب. وتوقع الباحث في شئون الحركات الإسلامية، اهتمام الإدارة الأمريكية بمشروع القانون، ونجاحه وتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، مؤكدًا أن ذلك سيترتب عليه تجميد ملايين الدولارات بحسابات قيادات التنظيم، ومنع سفر الإخوان إلى أمريكا. وفيما يخص ملجأ الإخوان بعد طردهم من أمريكا، أوضح أديب، أن تصنيفهم كجماعة إرهابية، سوف يؤثر سلبًا على إدارات وعواصم الدول العربية والأوروبية، متوقعًا أن تلجأ الجماعة إلى التحرك في مجموعات إلى العواصم الأوروبية.