إن لم يكن لها ردًا قويًا.. سنتهم "التعليم العالي" بمساعدة خريجي التعليم الهندسي المفتوح في القضاء على المهنة
أقامت جريدة الفجر، ندوة للمهندس طارق النبراوي، النقيب العام للمهندسين، تحدث خلالها عن مشاكل التعليم الهندسي، وإشكاليات قوانين النقابة، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية للمهندسين وإلى الجزء الأول من المقابلة:_
ما رأيك في ما آلت إليه أوضاع التعليم الهندسي في مصر ؟
إن التعليم بوجه عام، والتعليم الهندسي بوجه خاص بمصر، يعانون من المشكلات والأزمات، التي تراكمت عليهم على مر سنوات، وهو ما يؤدي لوجود خريج غير كفء لتأدية المهام التي من المفترض أن يقوم بها.
عندما نتحدث أن الطبيب قد يكون سببًا في وفاة مريض فهذه كارثة، ومن المهندس كارثة أكبر إن لم يكن كفء لأداء مهمته خاصة أن السنوات الماضية وصل المهندس المصري لمستوى قد يقترب من المستوى العالمي، ولكن هذا الكلام تغير مؤخرًا، بسبب تدني جودة التعليم الهندسي في مصر.
جذور المشكلة تكمن في وجود استثمار في التعليم، فلا توجد دولة في العالم لا يوجد بها استثمار في التعليم، وهو ما كان له أثر شديد في تدهور الأوضاع التي وصلنا إليها.
ماذا قدمت النقابة بخصوص التعليم الهندسي المصري ؟
لم نقف مكتوفي الأيدي بخصوص ما وصلت له أوضاع التعليم الهندسي بمصر، ولكننا بحثنا الأمر مع اتحاد المهندسين العرب، وتخاطبنا مع وزارة التعليم العالي، والجهات المعنية المتمثلة في لجنة القطاع، ولكن كان ينقص كل هذه التشاورات اللمسة الأخيرة المتمثلة في "القرار".
ولأن نقابة المهندسين، تحتوي على مجموعة كبيرة من النخبة في هذا المجال، تباحث المجلس الأعلى للنقابة بخصوص المقترحات التي تقدمت بها لجنة القطاع، واتخذت قرارًا العام الماضي، أن يكون طالب كلية الهندسة على مستوى علمي يسمح له بدخول الكلية، ووضعنا قاعدة العام الحالي أن يكون القبول بالنقابة من الكليات الخاصة، بحد أدنى 10% أقل من الحد الأدنى للقبول بالتعليم الحكومي.
في أغلب الجامعات والمعاهد الخاصة لا تكون الهياكل الدراسية مكتملة، ومعاملها ضعيفة وغير لائقة، وهو ما يسفر عنه خريج كلية هندسة ليس على المستوى المطلوب، وعلى أثر ذلك قامت النقابة باتخاذ قرار واضح، بإجراء اختبار للمتقدم لدخول نقابة المهندسين، ونسعى أن يتم تطبيقه من العام المقبل، يشمل كل خريجي كل كليات الهندسية الخاصة والحكومية، وهو اختبار أسياسيات الهندسة، للتأكد من حصول المتقدم للنقابة على الحد الأدنى للمعلومات التي تؤهله أن يكون مهندسًا، وبعد اجتياز الاختبار يستطيع أن يكون مهندسًا ويتقدم لدخول النقابة، ومن لم يجتز هذا الاختبار سنعطيه فرصة أن يستكمل معلوماته ويتقدم للاختبار مرة أخرى.
السياسة التي وضعتها النقابة "مرنة"، تتعامل مع الواقع الذي يعيشه التعليم المصري الآن، ولكن ثوابتنا تحافظ عليها، للحصول على مهندس جيد يليق بمصر.
ما هي خطط النقابة في التعامل مع التعليم الفني ؟
التعليم الفني مهم جدًا في مصر، وللنقابة خطة للتعامل مع هذا الملف، ولكن التعليم الفني وخاصة مؤهلات الدبلومات الفنية بمصر، غير مؤهلة لدخول كليات الهندسة، فيحتاج الحاصل على أي دبلوم فني معادلة في بعض المواد، ويجب أن يكون لديه معلومات وافية لدخول كلية الهندسة، والنقابة لم تخرج في أي إجراء اتخذته بخصوص هذا الشأن، عن القواعد التي وضعها المجلس الأعلى للجامعات، ويطبق المجلس اختبار المعادلة على خريج الثانوية الفنية الحكومية فقط، والنقابة تسعى لتطبيقه على خريج القطاع الحكومي والخاص.
ويعد التعليم الفني أحد الأبواب الخلفية للتعليم الهندسي الخاص في مصر، نظرًا أنه فتح أبوابه لطلاب لا يمتلكون الحد الأدنى من المعلومات الأساسية للتعليم الهندسي، وأصبحوا يحصلون على شهادة التخرج مهندسين مقابل المال، وهو باب نقابة المهندسين مصرة على غلقه.
ما هي أزمة النقابة مع التعليم الهندسي المفتوح ؟
النقابة فوجئت مؤخرًا بوجود تعليم هندسي مفتوح، وعلى الرغم من وجود بعض الملاحظات على التعليم المفتوح، إلا أن وزارة التعليم العالي أعطت التصريح لبعض الكليات الهندسية، لإنشاء كليات هندسة مفتوحة، وهو شيء غير مقبول للنقابة على الإطلاق، وغير مؤهل للتعليم الهندسي أو الطب أو العلوم، أن يكون تعليمًا مفتوحًا، فالطالب بالتعليم المفتوح جامعته يوم واحد في الأسبوع، وهذا غير كافٍ أن ينشئ مهندس أو طبيب، وهي ممارسات تقتضي حوار وتعامل مباشر بين الطالب وأستاذه.
البعض من هؤلاء الخريجين لجئوا للقضاء ضد النقابة، وإن لم تتدخل وزارة التعليم العالي بشكل واضح، وتؤكد أن هذا النظام التعليمي ليس سليمًا لخريجي كليات الهندسة سنكون في مواجهة قضائية معها، وسنتهم الوزارة أنها تدعمهم، بما فيه إنهاء لفكرة أن المهندس المصري له قائمة الفترة المقبلة، والتعليم المفتوح سيقضي على البقية من التعليم الهندسي ومهنة الهندسة ومن الكليات التي فوجئت النقابة باعتماد التعليم الهندسي المفتوح بها، كلية فنون جميلة جامعة الإسكندرية. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا