مقابلة حصرية ل"سبوتنيك" مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، عشية استقبال الرئيس الروسي فلاديمر بوتين في تركيا، يشرح يلدريم فيها العلاقات الروسية التركية والوضع المتأزم في سوريا والشرق الأوسط. نص الحوار: غداً ستكون زيارة الرئيس الروسي إلى تركيا وفي ظل هذه الظروف في المنطقة لا بد من تطرق الرئيسين للوضع السوري، هل يمكنك إخبارنا عن موقف كل من الولاياتالمتحدةوروسياوتركيا من المسألة الكردية السورية متمثلة ب "حزب الاتحاد الديموقراطي PYD " "قوات الدفاع الشعبية الكردية YPG" ؟ الوضع في سوريا معقد جداً، نظام الرئيس الأسد دعا روسيا وبشكل رسمي حيث تمركزت القوات الروسية في القواعد العسكرية السورية بكل إمكانياتها. الولاياتالمتحدة تترأس تحالفاً لمحاربة إرهاب "داعش" وأهم الدول المعنية في الإقليم هي تركيا وإيران. ونحن نعمل كما يعمل الإيرانيون على إنهاء هذه الحرب ونضع كل طاقاتنا في محاربة الإرهاب. ولكن غياب التعاون الروسي الأمريكي يزيد الأمور تعقيداً. ماهو الدور التركي في هذه الظروف؟ تركيا تسعى إلى توحيد الجهود الروسية والأمريكية والإيرانية وأيضاً ربما ستنضم المملكة العربية السعودية. وبهذا سنتمكن من إيقاف إراقة الدماء في هذا البلد وسيتم إنقاذ أرواح المدنيين المسالمين. واتخذنا قرارنا ببدء عملية "درع الفرات" لحماية حدودنا الجنوبة وحماية المواطنين الأتراك الذين يعيشون بالقرب من هذه الحدود. هدفنا هو إبعاد الإرهابيين أكبر قدر ممكن عن حدودنا الجنوبية وتأمين المنطقة. وهنا أريد أن أوضح أن "حزب الاتحاد الديموقراطي PYD " و "قوات الدفاع الشعبية الكردية YPG" هي هيكليات كردية إرهابية وهي فروح لحزب العمال الكردستاني. الولاياتالمتحدة يتعاونون معنا في الحرب ضد "داعش"، ولكنهم يساعدون المنظمات الكردية الإرهابية على الرغم من قولنا للولايات المتحدة مرات عديدة إنه لا يمكن القضاء على منظمة إرهابية باستخدام منظمة إرهابية أخرى. هذا لا يمكن أن يكون طريقة للحرب ضد الإرهاب. أنا واثق من أن روسيا تلعب دوراً كبيرا في إحلال السلام لدورها الكبير في المنطقة، وأعتقد أنه حان الوقت لكي تستخدم نفوذها بالضغط على الأسد. كيف سيؤثر الموقف الأمريكي الداعم للقوات التي تقاتل ضد الرئيس الأسد؟ بن علي يلدريم: هناك حرب أهلية قائمة في سوريا وكل طرف يقاتل لفرض سيطرته على أكبر مساحة ممكنة، لذلك أعتقد أن كل الخيارات ستكون مفتوحة وكل طرف يتهم الطرف الآخر. لدينا صلات مع المعارضة السورية وهم يقولون لنا بأنهم يدافعون عن أرضهم ومدنهم من "نظام الرئيس الأسد الديكتاتوري" وأنهم يحاولون حماية الأهالي. "نحن نقاتل النظام الذي يريد أن يخرجنا من أرضنا ويرمي علينا القنابل كيف تريدوننا أن نقابل كل هذه العدوان؟" بالتأكيد في حالات الحرب الأهلية سيقوم كل طرف بإلقاء اللوم على الآخر، ولكن أكثر من يعاني من هذه الحرب هم المدنيون. هذه المعاناة اليومية لن يستطيع أحد أن يفهمها لا الأمريكان ولا الروس. نحن نفهم أكثر من غيرنا هذه المعاناة لأن تركيا هي امتداد لهذه الجغرافية التي تتعرض لهذه الحرب، وعلينا أن نعمل على إحلال السلام بكل ما أوتينا من إمكانيات. لقد لاحظنا سابقاً تبايناً بالمواقف الروسية والتركية حيال الحرب في سوريا كيف تصف لنا اليوم هذه المواقف؟ لقد تقاربت مواقفنا كثيراً مع روسيا حيث أن روسيا تعتبر عملية "درع الفرات" بأنها معقولة وعادلة، وبناء على ذلك مواقفنا تقاربت كثيراً مع الروس خصوصاً بعد حادثة الطائرة الروسية. وحلب؟ الكثير من الخلاف يدور الآن حول مدينة حلب... يوجد الآلاف في حلب من المدنيين المسالمين الذين بأمس الحاجة إلى الغذاء والدواء، ولكن بسبب القصف المستمر لا يمكن إيصال هذه المساعدات لهم. الآن في حلب مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة، وستتحمل كل الدول مسؤولية الوضع الإنساني في حلب أمام التاريخ. لذلك يجب وعلى الفور الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الغذائية والدوائية للمدنيين. نحن مستعدون دائما لإرسال هذه المساعدات حسب إمكانياتنا المتاحة، وهنا أقول إن مسؤولية وصول هذه المساعدات بأمان تقع على عاتق روسيا وعلى الأسد.