حصل اللواء أركان حرب عبد الوهاب عبد العال، على لقب صقر المخابرات، وهو الوصف الذى أطلقه بدو سيناء عليه، عندما قام بمهمة استمرت 9 أشهر، بدأها بالتخفى فى شخصية بدوية ليستطيع التسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية، ليجمع معلومات عن تمركزاتها بما فيها المواقع الهيكلية التى لم تكن مصر تعرف عنها شيئاً ما أدى إلى تغيير خطة الهجوم المصرية فى 6 أكتوبر وسبب مفاجئة للعدو. اللواء عبد العال، وصل لمنصب مدير جهاز المخابرات الحربية، لكنه بدأ العمل به منذ كان مجرد ملازم أول، حيث وقع الاختيار عليه بعد النكسة ليتسلل خلف القوات الإسرائيلية يرصد تحركاتها ويحصل على معلومات عن مناطق تمركزها ومعداتها وأسلحتها، حتى يستطيع الجيش المصرى تجهيز خطة محكمة للهجوم الدقيق. وتخفى الملازم أول عبد الوهاب فى زى سيدة بدوية، وتجاوز عدة كمائن إسرائيلية دون كشف هويته، وبعدها تعاون معه أحد أهالى سيناء وأعطاه معلومات عن مواقع التمويه الإسرائيلية، واستمرت المهمة 9 أشهر تنقل فيها عبدالوهاب من جبال عيون موسى إلى سدر الحيطان حيث كان يعيش فى مغارات الجبال وكأنه بدوى من أهل المنطقة، حيث كشف أن أحد المواقع التى يعتبرها الجيش المصرى مهمة هى مجرد موقع وهمى ممتلئ بدبابات ورادارات تالفة، فالتقط صوراً للموقع، وتولى أهالى سيناء مهمة نقل الأفلام والصور إلى قيادة القوات المسلحة. وخلال رحلته الخطيرة تعرف الشاب عبدالوهاب على أهالى سيناء الذين يعشقون تراب مصر لدرجة الموت، لأنهم مستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل حرية الوطن، إذ إن طفلة صغيرة دخلت على البطل فى مغارته وألقت التحية عليه وشاهدت السلاح الذى يحمله ثم انصرفت وبعدها بدقائق حضر بدوى وألقى عليه التحية وسأل عبدالوهاب عن هويته فأجاب الأخير بأنه يعمل فى رصف الطرق، ثم رحل البدوى، فقرر الضابط الصغير الانتقال فوراً إلى موقع احتياطى خوفاً من افتضاح شخصيته. وحضر البدوى الذى يتعاون مع عبدالوهاب إلى المكان الجديد، وسأله عن سر تنقله، فروى له ما دار، فقال له إن الطفلة البدوية بنت أخيه والبدوى الذى جاء بعدها والدها، ما يكشف بوضوح أن الرجل لم يخبر أحداً عن هويته، وعندما عاد الملازم عبدالوهاب إلى الوادى تاركاً وراءه بدواً اعتبروه حتى الآن وحداً منهم، طلبته القيادة العامة للقوات المسلحة، وتحققت من صحة الصور التى أرسلها، وأجرت تعديلات على خطة الهجوم. وحصل عبدالوهاب على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات، كما حصل على ترقية استثنائية لجهوده طيلة ال9 أشهر من العمل خلف خطوط العدو.