تعيش الأجواء التركية العراقية العديد من مظاهر الخلافات الثنائية، التي أصبحت تثار وبقوة الآن على الساحة الدولية، حيث يتعمّد الجانب التركي كما تؤكد الجهات العراقية المسئولة ومنها وزارة الخارجية، انتهاك الشئون الداخلية للعراق، والتدخل في قضاياه الداخلية، حتى وصل الأمر إلى الشكاوى الدولية لبحث الأمر. الخارجية العراقية تشعل الأجواء وتقاضي تركيا دوليا حيث قدمت وزارة الخارجية العراقية طلباً، لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، وهو ما قام به مندوب العراق الدائم فى الأممالمتحدة، السفير محمد على الحكيم، الذي قدم طلباً رسمياً لرئيس مجلس الأمن الحالي السيد فيتالى تشوركين، لعقد جلسة طارئة للمجلس، لبحث تجاوزات وتدخلات الجانب التركي.
سبب اشتعال الأزمة مجددا ويرجع سبب تأجيج الأزمة مرة أخرى، إلى قيام البرلمان التركي، بتجديد تفويضه للحكومة التركية، بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سورياوالعراق، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الحكومة العراقية وطالبت بضرورة مقاضاة الدولة التركية. البرلمان العراقي يرد وردا على ما قام به البرلمان التركي من السماح لقواته بالتدخل في تركيا، أعرب مجلس النواب العراقي عن غضبه تجاه ما حدث، مشددا على رفضه التام لقرار البرلمان التركي وحكومة أنقرة، بشأن إرسال قوات مسلحة إلى العراق، موجها إنذارا شديد اللهجة للسفير التركي في بغداد، واعتبار القوات التركية قوات احتلال، مشددا على أعادة تقييم العلاقات ما بين العراقوتركيا على وقع هذه التحركات العدائية من قبل أنقرة. وكانت قد استدعت وزارة الخارجية التركية صباح أمس الأربعاء السفير العراقي في أنقرة، بينما استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد، احتجاجا على سياسات كل منهما مع الآخر.
العبادي : لا نريد حربا مع تركيا وفي ذات السياق أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن دخول قوات أجنبية إلى العراق مرفوض تماما، موضحا أنهم لم ولن يسمحوا بالتدخل التركي في شئون العراق قائلا: "تصرف القيادة التركية غير مقبول بكل المقاييس، ولا نريد أن ندخل مع تركيا في مواجهة عسكرية". وأضاف في تصريحات صحفية، أن العراق طلب أكثر من مرة من الجانب التركي عدم التدخل في الشأن العراقي، محذرا من أن تتحول المغامرة التركية إلى حرب إقليمية.
تدخل تركيا مرفوض وأردوغان يعبث فيما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، أن التدخل التركي في شئون العراق يعد من الأمور المرفوضة تماما، موضحا أن هذا التدخل يأتي لنية تركيا في لعب دور إقليمي مشبوه على حساب أمن العراق، قائلا أن هذا التدخل يأتي أيضا ضمن خطة أردوغان في الاستحواذ على المنطقة العربية انطلاقا من أطماعه في إعادة الإمبراطورية العثمانية، وهو ما يفسر أيضا تدخله بالشئون الداخلية المصرية.
وأضاف في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن وجود القوات التركية في العراق يسبب مزيد من الأزمات الكثيرة في العراق ومنها الأزمات الأمنية التي تجتاح العراق تماما، موضحا أن تركيا تعد من أهم الدول الداعمة للتنظيمات الإرهابية التي تعمل على تخريب الدول ومنها سورياوالعراق بالطبع. وشدد على أهمية لم الشمل العربي لمواجهة تركيا وما يفعله أردوغان من تفتيت للدول العربية للاستحواذ عليها.
الخارجية التركية: الهدف تنظيم "داعش" فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ، إن تركيا تتفهم تماما الحالة العراقية ، موضحا أنهم لا يريدون بهذا التدخل إلا العمل على تأسيس الاستقرار والأمن للدولة العراقية ، من خلال محاربة التنظيمات الإرهابية. وأضاف في تصريحات له، أن ما صدر عن البرلمان العراقي ، من تهجم على تركيا وعلى ما تفعله من سياسات، لا يليق بعلاقات الصداقة بين أنقرةوبغداد، مشيرا إلى أن الهدف من وجود القوات التركية ، هو مواجهة ومحاربة تنظيم "داعش" في العراق والشام. تركيا تحاول لعب دور إقليمي بينما علق الدكتور مصطفى زهران، الباحث والمحلل في الشأن التركي، بقوله، إن تدخل القوات التركية في العراق، لا يعتبر تدخلا بقدر ما هي أمور سياسية تضبطها الدول فيما بينها، ومن قبيل هذا تتدخل روسيا في الشأن السوري.
وأوضح في تصريحات خاصة ل "الفجر"، أن تركيا تحاول من خلال ذلك لعب دور إقليمي في المنطقة العربية، وأن تقوم بدور أنها حامية الإسلام، في المنطقة ، خاصة في ظل المشكلات العربية المتواجدة. وأضاف أن تركيا ستتعامل مع الاستقطابات والاعتراضات العراقية، بشكل برجماتي، بحيث تتلاشى الشد والجذب في العلاقات مع العراق، قائلا أن ما يحدث ما هو إلا نكايات سياسية، لكن سيكون التعامل في هذه القضية على حسب التوافقات السياسية ما بين الدول.