ذكرت "سكاي نيوز" للأنباء، في تقرير مصور، أنه مع بدء التحضير لجولة جديدة من المفاوضات اليمنية تشهد صنعاء خلافات حادة بين المجلس السياسي الانقلابي وما تسمى اللجان الثورية التابعة للحوثيين على خلفية رفض اللجان تسليم المقرات الحكومية للمجلس بالمناصفة. وتدور خلافات بين الحين والآخر بين جماعة الحوثيين، كان بدايتها منذ أشهر، حيث ازداد الخلاف في الظهور بعد تعيينات قام بها رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، في الأوساط العسكرية والأمنية، وصلت إلى مستوى نائب الأركان في الجيش، ورئيس جهاز الأمن السياسي، وغيرها من التعيينات العسكرية، التي تحاول بها جماعة الحوثي إزاحة القيادات العسكرية التابعة في الولاء للمخلوع صالح، وإحلال قيادات جديدة تابعة للحوثيين، وكشفت مصادر يمنية، أن هذه التعيينات قد أثارت غضب المخلوع صالح. وكان القيادي الحوثي عضو اللجنة الثورية العليا محمد المقالح، قد نشر في صفحته على "فيس بوك"، أن تصرفات صالح لم تعد مقبولة وهو يحاول تصدر المشهد السياسي إلى جانب (السيد) على حد تعبيره، في إشارة إلى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "الوطن" السعودية، أن موظفي السفارة الإيرانية في صنعاء يقومون بالوساطة لتهدئة الخلاف بين الجماعة والمخلوع صالح، وذكرت الصحيفة أن طهران قدمت نصائح للحوثيين بكيفية التعامل مع المخلوع صالح، وأن تلك النصائح تتلخص في أمرين: الأول عدم معاداته ومحاولة تحييده، إن لم يكن استمالته لصالح الجماعة. والثاني عدم الاعتماد على استمرار التحالف معه، وأنه ليس حليفا موثوقا به، وأنه يجمع بين المتناقضات، وهذا يوضح أن إيران التي تقف خلف الحوثيين لا تثق بعلي صالح، وأنها لا تسعى لاستمرار ذلك التحالف. وكان علي صالح قد طالب علنا في وقت سابق بحل اللجنة الثورية وعدم شرعية الإعلان الدستوري الذي يستند عليه الحوثيون في حكم اليمن حاليا بعد انقلابهم على حكومة عبد ربه هادي، وطالب علي صالح بالرجوع إلى البرلمان (المنتخب) الذي يحظى فيه حزبه بأغلبية كبيرة. وتشير تقارير يمنية، إلى أن كل طرف من أطراف ذلك التحالف (الحوثي - صالح) يسعى من خلال تحالفه مع الطرف الآخر، تحقيق مكاسب خاصة، أبرزها "الحوثيين من أجل استخدام الجيش لمزيد من التوسع والتقدم العسكري، وصالح من أجل حرمانهم من الانفراد بالمشهد السياسي، ورغم أن الحوثيين استفادوا من تحالفهم مع صالح من خلال تحييد الجيش حين اقتحامهم لمدينة عمران ثم صنعاء، إلا أنهم اليوم يعلنون الامتعاض من ذلك التحالف الذي جعل صالح يتقاسم معهم السلطة والنفوذ وحتى التمثيل السياسي في المحافل الدولية". ومن المتوقع أن يعمل الحوثيين بالنصائح الإيرانية في عدم معاداة صالح، ولكن أيضا في عدم الاعتماد على الاستمرار في التحالف معه إلى ما لا نهاية، خصوصا مع التقدم الميداني التي تحرزه قوات التحالف العربي المساندة لقوات عبدربه هادي، إلا أنه ليس من المنتظر في المستقبل القريب أن يتخلى طرفا التحالف (الحوثي - صالح) عن بعضهما للحاجة الحيوية لكل طرف للآخر.