بعد إعلان الناطق العسكري باسم عاصفة الحزم العميد احمد عسيري بانتهاء العملية العسكرية في اليمن بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تباينت آراء الخبراء العسكريين والمتخصصين في الشأن السياسي اليمني حول الأهداف الاستراتيجية التي حققها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الصعيد الميداني. البعض رأى بأن الهدف من عاصفة الحزم لم يكن تدمير البنية التحتية في اليمن وإنما الحد من قوة الحوثي العسكرية للجلوس على مائدة المفاوضات السياسية، أما البعض الآخر فيرى أنه لا يوجد قوة نظامية تستطيع حسم نزاع مسلح بين أطراف سياسية حتى وإن كان هناك حصار جوي وبحري لبؤر النزاع هناك. نجاح عاصفة الحزم لا يقاس بالمدة والافراج عن الصبيحي وتفوق قبائل هادي قلبت الأوضاع في اليمن يرى اللواء أركان حرب الدكتور صادق عبد الواحد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية وقائد معركة الثغرة في حرب اكتوبر بانه لا يوجد عملية عسكرية جوية أو بحرية تستطيع حسم معركة طويلة الأمد بين أطراف النزاع اليمني ولكن لا شك أن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية نجحت بالفعل في إحداث خسائر في الأسلحة التعبوية لمليشيات جماعة أنصار الله المعروفة بالحوثيين. وفيما يتعلق بقياس حجم النجاح العسكري الذي قد حققته عاصفة الحزم أوضح عبد الواحد في تصريحات ل«الشروق»، أن الحرب بصفة عامة لا يهزم فيها أي طرف من الأطراف هزيمة نكراء خاصة وأن عناصر العصابات المسلحة التابعة لميشيات الحوثي مازالت متواجدة في الجنوب وهناك بعض العمليات التي تتم بشكل فردي لقصف أحياء مدنية في محافظات اليمن من خلال مدفعيتهم التي استولوا عليها من مخازن سلاح الجيش اليمني. ويواصل عبد الواحد حديثه قائلا "الحرب لا تقاس بمدتها، فعاصفة الحزم نجحت الى حد كبير في إيجاد انشقاقت بين المليشيات التابعة للحوثيين فضلا عن التحول المرتقب وبدء القبائل اليمنية الداعمة لشرعية الرئيس هادي في مقاومة الحوثيين وتشكيل لجان شعبية في مدن تعز وعدنوصنعاء وهو ما أدى في نهاية المطاف الى إرغام عبد الملك الحوثي على الإفراج عن وزير الدفاع اللواء الصبيحي. العاصفة نجحت في السيطرة على المياه الإقليمية ومضيق المندب قال محمد محسن أبو النور الباحث في الشئون الايرانية والمتخصص في الشأن الدولي، إن عملية عاصفة الحزم حققت قدرا كبيرا من أهدافها الرئيسية والتي تتمثل في 10 نقاط ويمكن أن تبني عليها المملكة العربية السعودية سياستها الخارجية وما يتعلق بحماية حدودها المتاخمة لليمن في الأيام المقبلة، منها النجاح في تحقيق الهدف الرئيسي من العملية وهو تحييد القدرات العسكرية التى استولى عليها الحوثيون من مخازن الجيش اليمني، كما أنها نجحت في تمكين دول التحالف العربى من السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية، وكذلك عدم تهديد مضيق باب المندب. ويشير إلى أنها أدت إلى المحافظة على السلطة الشرعية وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها، والتمهيد لإعادة الحكومة اليمنية إلى عدن أو صنعاء، كما أنها أنهت التهديد الذى شكله الانقلاب الحوثى على أمن المملكة العربية السعودية والأمن العربى الإقليمى. وأكد، أنها أدت إلى السيطرة الكاملة على الأجواء الجوية والأجواء البحرية لليمن وبالتالى منعت أى دعم عسكرى أو لوجيستى للحوثين، ودلالة ذلك لجوء إيران الفوري إلى طرح مبادرات حلول سياسية دون أدنى تلويح باستخدام القوة العسكرية، مشيرا إلى أنها منعت، الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع على عبد الله صالح من استخدام القوات الجوية أو أى وسائل جوية ضد عمليات التحالف. أما الهدف السابع، الذي يؤكد «أبو النور»، أن عاصفة الحزم حققته، فهو، وقف قدرات الدفاع الجوى اليمنية التى سيطرت عليها المليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلى عبد الله صالح، كما أنها استطاعت اكتساب شرعية قانونية دولية من خلال قرار مجلس الأمن والذي نجم عن تحييد واضح للفيتو الروسي. وأشار إلى أنها نجحت في حماية عدن من استيلاء الحوثيين والقوات الموالية لهم عليها، ومن ثم يمكن إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادى إلى عدن لممارسة مهامه فى الوقت المناسب. والمكسب الأهم في وجهت نظره، هو منع إيران من بناء منصة إقليمية جديدة فى اليمن وتكوين قاعدة سياسية عن طريق حكومة موالية تماما لطهران مكونة من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع على عبد الله صالح. الوضع على الأرض معقد والقصف الجوي لقوى التحالف لم يحقق الأهداف المرجوة وعلى صعيد مختلف قال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة دراسات الخليج في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريح ل«الشروق» أن القصف الجوي للتحالف ضد الحوثيين باليمن على مدار شهر لم يحقق الأهداف المرجوة منها، فمازال الصراع على الصعيد الميداني مستمر بين القبائل اليمنية المعترفة بشرعية الرئيس هادي، وأنصار الحوثي. عبد ربه منصور له دور في توقف عاصفة الحزم وتوجيه خطاب شديد اللهجة للحوثيين قال بليغ مخلاف القيادي بالتكتل الوطني لإنقاذ اليمن، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي كان له تأثير قوي على توقف عملية عاصفة الحزم مشيرا الى أن خطاب الرئيس اليمني مساء أمس كان واضحا، عندما قال للحوثيين التزموا بقرار مجلس الأمن رقم 2216 بالتوقف عن القتال والعودة الى مائدة المفاوضات. وأوضح، أن الافراج عن وزير الدفاع اللواء الصبيحي كان خطوة جيدة وترجمة فعلية لعمليات عاصفة الحزم لكنها لا تكتمل إلا من خلال إعلان الحوثيين عن صدق نيتهم وانسحاب مليشياتهم من مدن عدن وتعز وصنعاء والقبول بتسوية سياسية. وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من عاصفة الحزم لم يكن القضاء على أي طرف من الأطراف اليمنية لكن الهدف الحقيقي هو الحد من التفوق العسكري لمليشيات الحوثيين دون تدمير البنية التحتية وإحداث توازن على الصعيد الميداني.