يحل اليوم الخميس ذكرى رحيل المخرج الكبير عاطف الطيب، والذي توفى في 23 يونيه من عام 1995 بعد أن استقبل عشاق فنه نبأ وفاة عاطف الطيب بعد عملية قلب مفتوح فاشلة، قال عنه كل من عرفوه عن قرب وشاركوه رحلة كفاحه أنه أحد أعمدة سينما الثمانينيات، بل هو المخرج الثورى الذى جاءت جميع نهايات أفلامه صادمة ومؤلمة، فيها قدم الثورة على الظلم بكل أشكاله، منها ما اعترضت عليه الرقابة ومنها ما اعترض عليه النظام السياسى مثل فيلمه الصادم جدا "البرىء " الذى ما زلنا نشاهده بدون نهاية، ولا يعلم كثيرون أن المشهد الأخير منه محذوف بأمر من وزارة الدفاع. عاطف الطيب المخرج الذى عاش عمرا قصيرا وترك فنا يظل مثيرا للجدل دائما قدم 21 فيلما فقط من الأعمال التى صنفت ضمن أفضل ما انتجته السينما فى تاريخها، بل معظمها صنف ضمن أهم مائة فيلم مثل "سواق الأتوبيس " الذى جاء فى المرتبة السابعة فى تقييم النقاد لأهم مائة، وجاء فيلم "البرىء " فى المرتبة الثامنة والعشرين ثم "الحب فوق هضبة الهرم" فى المرتبة السابعة والستين. حازت الأفلام الثلاثة على جوائز فى جميع المهرجانات، وما زالت أفلام الطيب ال21 هى الأكثر إثارة للجدل بين نقاد وسينمائيين، إذ رصد فى معظمها صورة الحاكم الظالم والنظام الفاسد، بداية من سواق الأتوبيس، الذى قدم فيه نور الشريف واحدا من أهم أدواره وانتهى بمشهد محاولته إنهاء الفساد والسرقة بطريقته هو عندما طارد اللص من الأوتوبيس إلى الشارع وأنهى الفيلم بكلمته الشهيرة "يا اولاد..". وهى نفس الصورة القاتمة التى قدمها فى "كتيبة الإعدام " و"البرىء" و"الهروب" والحب فوق هضبة الهرم " و"التخشيبة" و"ضد الحكومة" و"ليلة ساخنة " هى أفلام رصدت سنوات الظلم التى عاشها الشعب المصرى بل المواطن البسيط . عاش وهو يشعر بآلام القهر التى فرضها النظام على بعض أفلامه ومنها "ناجى العلى" الذى قدمه عن رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى، الذى اغتالته يد الموساد وقام بدوره نور الشريف، وتعرض الفيلم لهجوم شديدمن منطلق أن ناجى العلى أهان مصر فى بعض رسومه الكاريكاتورية، وتم منعه من العرض. كل أفلام عاطف الطيب تحتاج لإعادة مشاهدتها بعد الثورة، ففيلم مثل "البرىء " توجد منه نسخة كاملة فى المركز القومى للسينما، حيث جرت العادة أن يتم وضع نسخة فى معامل المركز كاملة، وعرضت كاملة بمهرجان السينما فى تكريم الراحل أحمد زكى بعد رحيله. رأى كثيرون أن أفلامه لم تكن بريئة من الثورات، بل كانت أشبه بناقوس خطر، ومفجرة للثورات، وأنه بعد كل فيلم كانت تحدث حالة جدل واسعة فى وسائل الإعلام والوسط السينمائي، حتى أنه أصبح مثل مفجر الثورات السينمائية، إذ تحدث دائما مناقشات وأزمات بعد كل عمل سينمائى له. عاطف الطيب ولد في 26 ديسمبر 1947 تخرج عاطف الطيب من المعهد العالي للسينما قسم إخراج عام 1970. وعمل فب أثناء الدراسة مساعداً للإخراج مع مدحت بكير في فيلم (ثلاث وجوه للحب 1969)، وفيلم (دعوة للحياة 1973).