كشف مركز النيل للدراسات الاقتصادية، معلومات خطيرة بالخرائط، تؤكد استيلاء إسرائيل على حقول غاز داخل الحدود المصرية بالبحر المتوسط بقيمة 240 مليار دولار, بعد اكتشاف كل من إسرائيل وقبرص لحقلين لاستخراج البترول عام 2010 أثبتت الخرائط المصرية التي حصلت الفجر على نسخة منها، أنهما يقعن داخل الحدود المصرية البحرية. وأكد الدكتور نائل الشافعي، المحاضر في معهد "مساتشوستس" للتقنية بالولايات المتحدة، ومؤسس موسوعة المعرفة خلال الندوة التي عقدها المركز بالأمس، أن شركة متخصصة في التنقيب عن البترول قامت بأعمال حفر في حقل الغاز لفياثان لحساب إسرائيل داخل الحدود المصرية . وأوضح أن اكتشاف إسرائيل لحقل لفياثان عام 2010, واكتشاف قبرص لحقل أفروديت الملاصقين، يقعان في المياه المصرية الاقتصادية، على بعد 190 كم شمال دمياط، بينما يفصله عن حيفا 235 كم, وهما في السفح الجنوبي لجبل إراتوستينس الغاطس المُثبت مصريته منذ عام 200 قبل الميلاد , وأشار إلى أنّ اكتشاف إسرائيل وقبرص للغاز الطبيعي تعدت احتياطاتها ب1.5 تريليون متر مكعب، تقدر قيمتها الحالية بنحو 240 مليار دولار . وأضاف أن مصر وقبرص وقعتا اتفاقية ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة لكل منهما في فبراير 2003، مشيرًا إلى أن مصر رسمت حدودها البحرية مع قبرص بدون تحديد لنقطة البداية من الشرق مع إسرائيل، موضحًا أن الخط الافتراضي المرسوم بين حدود مصر البحرية والحدود القبرصية وضع من قبل الجانب الإسرائيلي والقبرصي في غياب الجانب المصري بشكل خاطئ لإبعاد مصر عن جبل ''اراتوستينوس'' في المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي، حتى يكون للجانب الإسرائيلي الحق في التنقيب بالجبل، رغم أن هذه المنطقة تابعة للحدود المصرية البحرية. وأشار إلى أن إسرائيل بدأت مسلسل إعلان استخراج الغاز من أراضي عربية في عام 2009، حين أعلنت عن اكتشاف حقل تمار المقابل لمدينة صور اللبنانية , كما أعلنت شركات أفنير ودلك الإسرائيليتان بالاشتراك مع شركة نوبل إنرجي عام 2010، عن اكتشاف حقل لفياثان للغاز العملاق في جبل إراتوستينس، باحتياطي 450 بليون متر مكعب. وأكد الشافعي أن إسرائيل تعترف بأن حقلي لفياثان وتمار موجودان في مناطق بحرية متنازع عليها, مشيرًا إلى أن استغلال إسرائيل للحقلين الجديدين تجعلها ليست بحاجة كبيرة للغاز الطبيعي المصري الذي يشكل 43% من الاستهلاك الداخلي في إسرائيل. وأوضحت الشركة أن البئران سيغيران مسار اقتصاد مصر و الشرق المتوسط وذلك خلال أربعة سنوات لتحول المشاريع المكتشفة إلى حقول منتجة, ولكن انسحبت شركة شل فجأة من المشروع عام 2011 وتنازلت عن حقوق الامتيازات بحجة أن المياه عميقة في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة عن اكتشافات حقل بريدوا بخليج المكسيك تفوق تلك الأعماق وبالتالي هذه الحجة دخلت فيها تربيطات وضغوط سياسيه . وقال إن الإسرائيليين متواجدون في رحم مصر وأنهم يستولون على منطقة تنقيب عن الغاز تابعة فعليًا لمصر بمساندة قبرصية عن طريق رسم الحدود البحرية بين قبرص ومصر بشكل خاطئ. وطالب الشافعي بضرورة ترسيم الحدود البحرية بيننا وبين ال9 دول التي منها إسرائيل وقبرص للحفاظ على ثرواتنا الطبيعية, وتأمين كابلات الاتصالات لأنها تعد عصب الأمة, مستشهدا بضرب شبكات كابلات الاتصالات اثناء غزو العراق . وشدد الشافعي على ضرورة معاودة مصر للحفر والتنقيب في المنطقة تأكيداً لحقوقها المشروعة , حيث تشهد البرازيل طفرة اقتصادية مماثلة بعدما اكتشفت حقلي كامبوس ولانوس عام 2003 بقيمة تقدر 25 مليار دولار سنويا.