على الرغم من دوره البارز في التاريخ المصري إلا إنه لم يعرف له أصول على وجه اليقين ، تحدث عنه المؤرخ الأوروبي "ستافرو لانسيان" وكان ممن عاشوا ولاصقوا على بك الكبير ليؤكد على أنه كان بن قسيس رومي أرثوذوكسي من قرية أماسيا في الأناضول، ولد في سنة 1728م إلا انه تم خطفه بعد ذلك كما يروي "ستافرو لانسيان" وهو في 13 من عمره ليباع في القاهرة، ليقع في يد "إبراهيم كتخدار القازدوغلي" المعروف ب "ابراهيم تخدا" وبدأ معه رحلة التعليم والتدريب التي يمر بها المماليك. تعليمه وشخصيته العسكرية بدأت رحلة تعليمه كما أكد الراوي ليغوص في الحياة العسكرية لتظهر له ملامح جديدة تتمثل في شخصيته العسكرية، حيث كان متفوقا تفوقا فاق جميع أقرانه، هذا الأمر الذي جعل سيده يعتقه وهو في سن العشرين ليتولى بعد ذلك بعضا من المهام الإدارية، وأصبح أميرا في العام 1749 ليتدرج في المناصب ويصبح كبيرا للمماليك وشيخا للبلد إلا انه لم ينجح في الاحتفاظ بمنصبه بعد أن أجبره خصومه على الفرار من القاهرة إلى الصعيد تارة وإلى الحجاز تارة والى الشام تارة أخرى. ليس بائسا وبعد أن أجبره خصومه على الفرار لم يصب على الإطلاق باليأس بل لم يتسرب الملل إلى قلبه ولم يثنه ما حدث عن التطلع إلى منصب شيخ البلد مرة أخرى وبالفعل عاد مرة أخرى في العام 1767م بعدها أصبح أكثر قوة وعددا لتستتب له الأمور ويلتفت بعد ذلك إلى خصومه فصادر أموالهم وتخلص من بعضهم إلا انه يعود لينفى من جديد إلى الصعيد على يد حسين بك. نجاحه أمام العثمانيين في مصر استغل على بك الكبير فرصة انشغال العثمانيين في الحرب مع روسيا، ليقوم ببسط نفوذه تماما على مصر بعد العديد من المناوشات التي حدثت بينه وبين البعض ممن كانوا يرفضونه، إلا انه نجح نجاحا باهرا في قطع مصر عن العثمانيين على مدار أربع سنوات، بعد استصدار أمر من الديوان المصري يمنع قدوم هؤلاء العثمانيين ليتمكن بعدها أيضا من إسقاط مملكة شيخ العرب همام. كما نجح على بك الكبير في ضم بلاد الشام، بعد أن اتفق مع روسيا أن تساعده في هذا الأمر بطريقة ما، وبالفعل نجح نجاحا كبيرا في تلك المعركة إلا انه وفي خضم انتصاره الكبير حدث انقلاب عليه من القائد العسكري محمد بك أبو الذهب0 وفاته وبعد أن استولى علي بك الكبير على الشام كله بمساعدة «ظاهر العمر» والأسطول الروسي، واتخاذه خطوة أخرى بمهاجمة الدولة العثمانية من الجنوب، وكان أحد أتباعه وهو «محمد أبو الدهب» اطلع على خطته الشريرة بمهاجمة الدولة العثمانية، فتمرد عليه وأقنع الجيش المصري بذلك، وعاد به إلى القاهرة، وعند ذلك غير «علي بك الكبير» خططه الرامية لمهاجمة جنوب الأناضول، وقرر العودة إلى مصر للتخلص من «محمد أبو الدهب» وأمده الروس بأربعمائة جندي روسي، وهُزم علي بك الكبير هزيمة منكرة وقتل في هذه المعركة لتنتهي حياته في 16 صفر سنة 1187ه الموافق 8 مايو 1773م.