لفتت صحيفة "نيو يورك تايمز" الأمريكية، اليوم إلى أنه حال قرر البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو المقبل، سيثير ذلك مخاوف سكان "جبل طارق" من تجدد خلافات قديمة بين إسبانيا وبريطانيا حول أحقية السيادة عليها، وجعل المنطقة ضعيفة أمام تهديدات إسبانيا. ولم تتوقف مدريد عن إثارة مسألة السيادة على المضيق الواقع بمدخل شبه جزيرة إيبريا، فقد هدد "ماريانو راخوي" رئيس حكومة إسبانيا "اليميني" بإغلاق الحدود لعزل سكان المضيق المواجه لشمال أفريقيا. كما أشار "خوسيه مارجالو" وزير خارجية مدريد، مارس الماضي، إلى أن إسبانيا ستطالب بالسيادة المشتركة مع بريطانيا حال قررت الأخيرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لضمان بقاء "جبل طارق" داخ السوق الأوروبية المشتركة.
ويخضع جبل طارق للسيادة البريطانية منذ توقيع معاهدة "أوترخت" عام 1713، والذي يقطنه 267 ألف نسمة، يتحدثون اللغة الإنجليزية.
وتشير الصحيفة إلى أن تأثير سلطات الاتحاد الأوروبي لم تمنع إسبانيا من إثارة المشاكل حول جبل طارق خلال السنوات الأخيرة بفرض تعريفات جمركية صارمة وترك الأشخاص والبضائع يننتظرون لساعات لعبور الحدود، كما أن هناك مخاوف ل10 آلاف عامل يسافرون يومياً للمضيق من مدن إسبانية.
وعندما انضمت بريطانيا للسوق الأوروبية المشتركة عام 1973، تفاوضت "جبل طارق" للحصول على وضع خاص، يعكس عزلتها ووضعها الدقيق.
وقبلها بأعوام في 1969، قام الديكتاتور الإسباني "فرانكو" بإغلاق الحدود مع "جبل طارق"، لتعتمد على إمدادات وتمويل عبر بريطانيا فقط، لكنه بعد عودة الديمقراطية بإسبانيا عادت لفتح الحدود عام 1985.