استطاع فيلم «هيبتا» أن يكون الاختيار الأول لكل فئات الجمهور المصرى، بعد النجاح الكبير الذى حققته الرواية، ورغم أن بعض قراء «هيبتا» تخوفوا من أن يفسد الفيلم القصة التى أحبوها، لكن لم تكن توقعاتهم فى محلها إذ نجح الفيلم أيضاً. فى البداية يقول المخرج هادى الباجورى: «إن تحويل رواية لفيلم سينمائى أصعب بكثير من نص سينمائى غير مقروء، لأن الجمهور الذى قرأ الرواية وأحبها يكون منتظراً للخطأ، وكانت السكينة على رقبتى، من ناحية الجمهور، وناحية مؤلف الرواية محمد صادق، الذى كان متخوفاً أيضاً من أن تفسد المعالجة الدرامية القصة الأصلية، ولذلك طلبنا من 5 كتاب سيناريو تقديم معالجات للقصة واخترنا الأنسب منهم». ويرى الباجورى أن تجربته السينمائية الثالثة فى «هيبتا» كانت جيدة وأحبها جداً، لأن الحب موجود بين الناس، لكنهم افتقدوا الشعور به من كثرة المشكلات الحياتية فأصبح الحب كالعملة النادرة، لذا كانت العودة بفيلم درامى رومانسى للجمهورأمراً ضرورياً فى ذلك التوقيت، وأضاف أن أكثر ما كان يحرص عليه عند تقديم «هيبتا»، أن يكون العمل سلسا وليس به أى «فذلكة»، خاصة أن الرواية بسيطة أيضاً، لذا خرج العمل بشكل نال إعجاب الجميع، مشدداً على أن التسلسل المنطقى للأحداث كان السر فى جعل الفيلم سهلا على الجمهور الذى لم يقرأ الرواية، وأنه طالب الجمهور بمشاهدة الفيلم مرتين ليس من باب الدعاية، لكن الفيلم يتطلب استيعابا وهو ما قد يجعله يلمح أشياء لم يكن فهمها فى المرة السابقة لمشاهدته. وعن إدارة فيلم يمثل فيه كوكبة كبيرة من النجوم، أكد أنه منذ بداية قراءته للقصة والمعالجة بدأت تتجسد الشخصيات أمامه ورأى كل الأبطال فى أدوارهم، لكنه كان يرسل للأبطال الفيلم ليقرأوه، وبعد ذلك كان يبلغ كلا منهم بالدور الذى يراه فيه، وأشار إلى أن هناك بعض النجوم كانوا يتمنو تقديم أدوار بعينها، لكن كانت له رؤية أخرى، والتزموا بها خاصة أنهم أعجبوا كثيرا بالقصة. وعن ربط النقاد بين «هيبتا» وفيلم «لا أنام» للراحل إحسان عبد القدوس، رغم وجود العديد من الأفلام التى اعتمدت على البطولة الجماعية مثل «ساعة ونصف»، و«سهر الليالى»، وأفلام خالد يوسف رأى الباجورى أنه جائز أن تكون نوعية الفيلم هى التى حتمت هذه المقارنة وهو شىء يسعده كثيراً أنهم أحبوه ووضعوه فى مصاف فيلم من أهم كلاسيكيات السينما المصرية. ورغم أن الفيلم يرفع شعار السينما النظيفة، ولا يحوى أى مشاهد أو ألفاظ خارجة شدد هادى على أنه ضد مسمى «السينما النظيفة»، من البداية ولم يسع لتقديم فيلم يقع تحت مظلة هذا التصنيف، الذى اخترعه بعض النجوم، لكن طبيعة الفيلم استوجبت أن يخرج بهذا المنطلق، وهو سعيد بذلك لأن الفيلم مناسب لجميع شرائح الجمهور. ونفى أن يكون هناك مشهد بعينه يمكن القول عليه أنه أصعب المشاهد، لكن الفيلم برمته كان صعبا جداً، لأن تقديمه كان بعناية فائقة ولا يستخف بعقول المشاهدين ويرى أن نجاحه مقترن بمدى صدقه وفريق العمل ككل فى تقديم قصة صادقة تخترق القلب بلا حواجز. وعن اختياره زوجته النجمة ياسمين رئيس لدور «رؤى » التى تعنى بالفيلم «مرحلة الاكتمال فى الحب» لكونها فى الواقع تمثل له هذا المعنى أكد أن اختياره كان بسبب أن ياسمين فعلا ممثلة مجتهدة، وليس لأى حسابات أخرى، وقال: «صحيح هى زوجتى وحبيبتى وكل شىء، لكن الفن ليس به وساطة، ولولا أننى رأيتها أكثر ممثلة مناسبة للدور ما كنت اخترتها، وتابع: «لقد عشت مع ياسمين كل مراحل الحب فى الحقيقة وهى الحلم، الجنون، المقاومة، حتى وصلنا للاكتمال فى الحب، فهى بالنسبة لى رؤى حياتى وإن كان هذا ليس له أى سبب فى اختيارى لها». وعن سبب تغيير اسم المحاضر، الذى قام به «ماجد الكدواني» من «أسامة حافظ» إلى شكرى مختار، قال: «لربما لم يكتشف المشاهد ذلك لكن اسم شكرى مكون من الحروف الأربعة للأبطال الرجال، شادى، وكريم، ورامى، ويوسف، وهو بالتالى يرمز بأن الشخصيات الأربعة ما هم إلا شخصية شكرى المحاضر ومراحل الحب فى حياته الشخصية من الطفولة وحتى الاكتمال فى الحب. ومن جهة أخرى علق على مشاركته فى الانتاج بأنه ليس شيئاً جيداً أن يرتدى قبعتى الإخراج والإنتاج سوياً، وهو أمر مرهق للغاية.