شهدت حياة الفنانة الراحلة نعيمة عاكف، العديد من الصعوبات، التى استطاعت التغلب عليها بالمضى قدما خلال مشوارها الفنى، لتصبح من أشهر نجمات الاستعراض الغنائى فى السينما المصرية، حتى تغمدها الموت عن عمر يناهز ال 37عام، بعد إصابتها بمرض سرطان الرحم، الذى عانت منه لمدة 3 سنوات، ولزمت الفراش لمدة 6 أشهر قبل وفاتها، وكانت آخر كلماتها هى اسم نجلها الوحيد "محمد". لم تعهد الفنانة نعيمة عاكف، الاستقرار الأسرى منذ طفولتها، واستقبلتها عائلتها بحزن شديد، بعدما اكتشف والدها كونها بنت، وخاب أمله فى إنجاب ذكر، وقرر الأب الذى اتصف بالقسوة، استغلال بناته فى جلب المال، من خلال عملهن فى السيرك الخاص به، للحصول على أموال كثيرة ينفقها على مائدة "القمار" الأمر الذى تسبب فى خسارته لجميع ما يملك.
تمردت عاكف، على طفولتها البائسة، واستطاعت أن تصبح النجمة الأولى لفرقة الأكروبات بالسيرك، وهي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، حيث كان سيرك والدها يقدم عروضه خلال ليالي الاحتفال بمولد السيد البدوي، فتربت وسط الحيوانات والألعاب البهلوانية، تعلمت مبادئ الأكروبات، ولفتت عاكف، الأنظار بعد انتقالها مع أسرتها إلى شارع محمد على، حيث استخدمت الحركات البهلوانية لتكتسب بعض الملاليم من المارة.
وفى كازينو "بديعة ماصبنى" أبدعت نعيمة عاكف، فى تقديم رقصة "الكلاكيت" لأول مرة، التي عكفت على تعلُمها بنفسها بعد أن فشلت في الذهاب لمدرب الرقص، الذي بالغ في الأجر حتى أبهرت الجمهور في الصالة، وكان عملها فى فرقتى "على الكسار" و"بديعة مصابنى" هو المحطة التى أهلتها لاقتحام عالم السينما، حيث التقطها المخرج أحمد كامل مرسي، من ملهى "الكيت كات" وقدمها لأول مرة كراقصة في فيلم "ست البيت".
شاركت الفنانة نعيمة عاطف، فى حوالى 25 عمل سينمائى، ومن أبرز أفلامها: جنة ونار، بابا عريس، فرجت، فتاة السيرك، يا حلاوة الحب، النمر، مليون جنيه، أربع بنات وضابط، نور عيوني، بحر الغرام، مدرسة البنات، عزيزة، تمر حنة، خلخال حبيبي، الزوج المتشرد، أمير الدهاء.
أدت كثرة الخلافات ونشوب الغيرة فى قلب زوجها الأول، ومكتشفها المخرج حسين فوزى، بعد نجاحها الفنى الكبير، إلى استحالة العيش بينهما، وانفصلا بعد زواجهما بأقل من 5 سنوات، وحدث الانفصال فى هدوء شديد، ولكن "نعيمة" تزوجت بعد عام واحد من المحاسب القانوني صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد "محمد".