"تعددت الزيارات والهدف وأحد".. ما يقرب من 5 زيارات قام بها وزير الخارجية الأمريكي لأرض الكنانة، خلال ثلاث سنوات تقريبًا وتحديدًا عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان بثورة شعبية 30 يونيو 2013، وحتى الآن. لاشك أن زيارة "كيري" تحمل أجندة تسعي الولاياتالمتحدة لتنفيذها، على المستوى المحلي، والخارجي، وما بين (ضمان تبعية مصر لأمريكا، واستطلاع الأوضاع في مصر، والوقوف على آخر ما وصلت إليه البلاد في قضايا الإرهاب، وبحث أزمة القضايا الإسرائيلية الفلسطينية".. تدور أهدف الزيارة المعلنة بخلاف ما هو خلف الستار. جدير بالذكر أن العلاقات بين القاهرةوواشنطن تشهد حالة من "عدم الاستقرار"، بعد الثورة الشعبية التي قادها الرئيس عبدالفتاح السيسي وانتهت ب"عزل" مرسي، في 30 يونيو، وهو ما جعلت القاهرة تتوجه لتوثيق علاقاتها مع الدوب الروسي نكاية في "أمريكا" وإثباتًا على أنها غير تابعة لأحد. الزيارة الأولى كانت في نوفمبر 2013، وجاءت زيارة "كيري" لمصر قبل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وفسرت وقتها بأنها بمثابة اعترافا بنظام 3 يوليو ورغبة الشعب المصري. عن الزيارة الأولي قال الدكتور محمد حمزة، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن زيارة جون كيري الأخيرة لمصر تعد اعترافاً بالنظام الجديد. الزيارة الثانية في 22يونيو 2014.. كانت زيارة "كيري" مفاجئة إلي مصر والتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجاءت الزيارة غداة تثبيت القضاء أحكام الإعدام بحق 183 إخوانيًا من بينهم محمد مرسي و المرشد العام للجماعة محمد بديع، وفسرت وقتها أن الهدف منها بحث وقف إعدامات الإخوان. الزيارة الثالثة كانت في سبتمبر عام 2014، وجاءت قبل أسابيع لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمساهمة في المفاوضات التي جرت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقالت مصادر دبلوماسية عن الزيارة وقتها أنها تهدف وضع استراتيجية مع الدولة المصرية لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي، ولبحث التطورات الأمنية فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب، والتأكيد على دعم مصر لوجستياً بتوفير الطائرات الأباتشي الخاصة بمواجهة الإرهاب في سيناء والتصدي لكافة العناصر المتطرفة. الزيارة الرابعة 1-8- 2015 وصل إلى القاهرة، قادما من واشنطن في زيارة للقاهرة تستغرق يومين، والتقي كيري وقتها بنظيره سامح شكري لبحث عدد من القضايا الأمنية في المنطقة، وسبل دعم مصر في مواجهتها للتهديد الإرهابي في شبه جزيرة سيناء. الزيارة الخامسة وحضر وزير الخارجية الامريكي جون كيري، صباح اليوم الأربعاء، خلال زيارة قصيرة إلى القاهرة، قبيل توجهه لحضور قمة أمريكية - خليجية في السعودية. وقال إن "الولاياتالمتحدة تعي أهمية مصر للمنطقة، معرباً عن دعمه للقاهرة. وصرح كيري في بيان للخارجية الأميركية: "نحن ملتزمون التزاماً عميقاً، خلافاً لبعض الأشياء التي تكتب أحياناً أو بعض الاقتراحات التي يقدمها بعض الناس، نحن ملتزمون بعمق استقرار مصر". والتقى كيري، الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، وأكد أنه سيعود إلى القاهرة لمناقشة وسائل للعمل معاً، وخصوصاً للتعامل مع داعش، ولمساعدة مصر في خصوص ظروفها الامنية التي تمر بها الآن. اللاوندي: لتوطيد العلاقات مع مصر يقول خبير العلاقات الدولية، د. سعيد اللاوندي، عن زيارة كيري الأخيرة لمصر: "إن الزيارة لها شقين أحدهما معلن وهو أنها جاءت قبل حضور قمة أميركية - خليجية في السعودية، لتوثيق العلاقات الدولة مع مصر بلقاء وزير الخارجية سامح شكري". أما الأمر الخفي بحسب اللاوندي فهو متعلق "بجميع معلومات عن الزيارتين الأخيرتين الناجحتين اللتين قامتا بهما كل من "السعودية وفرنسا"، مؤكدًا أن هذه الزيارات كانت ناجحة بما حملته من توقيع اتفاقيات عديدة، موضحًا أن "أمريكا" في صراع نفسي دائم بين "دول الغرب" بمن فيهم "فرنسا" والشرق الأوسط. وأشار اللاوندي، في تصريحات خاصة ل"الفجر" إلى أن أمريكا تتمني أن تكون مصر تابعة لها، لكن مصر تركتها عقب ثورة 30 يونيو ووطدت علاقاتها مع أوروبا.