كان وطيد الصلة بقيادات «الإخوان» بالجيزة ■ أوهم ضحاياه ب«تشغيل» أموالهم فى تجارة الملابس نظير 10% فائدة لكنه هرب كان دائم التردد على أماكن المتعة والشهوة، وإذا أراد أحد مقابلته كان يجده فى أى بار أو كباريه، يدخن سجائر البانجو، وفى يده كأس الخمر، وكان الإدمان طريقه للتفكير فى جلب الأموال بالنصب على أهالى قريته. «المتكيف».. ذلك الاسم الذى أطلقه أهالى قرية نزلة «الأشتر» بمحافظة الجيزة على «حمادة.ر»، الذى باع الوهم لأكثر من 70 شخصاً من أبناء القرية، ونهب منهم 27 مليون جنيه، بزعم تشغيلها فى تجارة الملابس واستيرادها من دولة تركيا، نظير أرباح شهرية حتى اكتشف هؤلاء أنه مجرد نصاب ومحتال بعدما هرب. اصطف 50 رجلاً وامرأة من ضحايا حمادة فى طابور طويل أمام مديرية أمن الجيزة وتحديداً فى مكتب إدارة مكافحة جرائم الأموال العامة، حيث حرروا ضده بلاغاً يتهمونه بالنصب والاحتيال. وبحسب ما ذكره الضحايا فى بلاغهم، فإن حمادة اقنعهم بأنهم سيحصلون على فائدة تقدر بنحو 10 % نظير أموالهم التى دفعوها له، وانتظم فى السداد لمدة 3 أشهر فقط، ثم انقطع عن السداد، وأوهم ضحاياه بأن السبب توقف حركة البيع والشراء بسبب سوء العلاقات مع تركيا. وبحسب ما جاء فى البلاغ، أكد الضحايا أن «حمادة» كان وطيد الصلة بأعضاء جماعة الإخوان فى محافظة الجيزة، وتربطه علاقات قوية بكوادر تنظيمية فى مجلس شورى الجماعة. وكشف أحد ضحايا «المتكيف» أن شباكه طالت عددًا كبيرًا من المواطنين فى مناطق مختلفة من محافظة الجيزة، مثل شبرامنت وكفر الجبل وكرداسة، لافتاً إلى أن حمادة مجموع الأحكام الصادرة فى وقائع نصب ضده وصلت إلى 100 سنة سجنًا. «أخذ شقى عمرنا واختفى ومحدش عارف يجيبه» .. بهذه الكلمات أعرب «صبيح. س»، ضحية أخرى للمتكيف، عن حسرته قائلاً: بعت كل شىء، وأعطيت الفلوس كلها لحمادة لكنه هرب بعدما خدعنى وأوهمنى بأنه يمتلك سلسلة محلات تحت اسم «توب سكرت» فى فيصل وأكتوبر والمنيل، حتى أعطيته مبلغ مليون و200 ألف جنيه بزعم تشغيله فى تجارة الملابس، وبعدها اكتشفنا أنه لا يملك أى محال، والمصيبة الأكبر أننى لم اتقاض منه أى أرباح طيلة الفترة التى وعدنى بها بتحصيل قيمة الفائدة المتفق عليها. حالة أخرى وقعت فى شباك «المتكيف» تدعى «ن.أ» أوهمها بفائدة على المبلغ الذى جمعته من الأموال التى تُحصلها من الحوالات الشهرية التى يرسلها زوجها العامل بالمملكة العربية السعودية، لتأمين مستقبل أولاده، كانت الزوجة ترسلها سراً إليه للاستفادة من الفوائد التى تسمع عنها من جيرانها وذويها، إلا أنها فوجئت بأنه نصاب هرب من القرية ولم يترك أثراً. حتى عاد الزوج من غربته ليسألها عن الأموال، لترد عليه الزوجة بأنها وقعت ضحية نصاب أوهمها بفائدة 10%، حتى رسمت علامات الدهشة والحسرة على الزوج وانهال عليها ضرباً حتى أفقدها الوعى، لتكن النهاية أن يرمى عليها يمين الطلاق ويطردها من المنزل ب«الجلابية». لم تختلف عن الحكاية السابقة، حالة «س.ع» التى طلب منها زوجها بيع 5 قراريط بمبلغ 600 ألف جنيه نصيبها من ميراث أبيها، حتى استجابت لطلبه بعد إلحاح شديد منه، ليذهب الزوج على قدميه متجهاً إلي منزل حمادة ويعطيه أموال زوجته، وحينما جاء موعد تسديد أولى دفعات الفائدة، علم بخبر هروبه. حينما أخبر الزوج زوجته، صرخت فى وجهه، وطلبت منه أموالها، واتهمته بالشراكة والتآمر عليها مع «حمادة» فى النصب عليها، حتى وصل الأمر إلى معارك دامية بين عائلتى الزوجة والزوج أدت لإصابة العشرات من العائلتين وانتهت بالطلاق فى جلسة كبيرة حضر بها عمد ومشايخ القرية. أثناء تجولنا فى القرية أشارت لنا سيدة بأصابعها إلى بيت صغير كانت تسكنه أرملة فى الأربعين من عمرها توفبت بعد أن أخبرها الناس أن حمادة هرب من القرية. القصة بدأت مع هذه السيدة بحسب كلام أهل القرية أنها كانت تمتلك قيراطين من الأراضى الزراعية، تنازلت عنهما مقابل 200 ألف جنيه، وأعطت المبلغ له مقابل الفائدة الشهرية التى سمعت عنها. وبعدما علمت بخبر هروبه، ماتت من شدة الصدمة. «هربنا من البلد بعد شماتة قرايبنا فينا».. عبارة قالتها ثلاث قزمات وقعن فريسة فى شباك «المتكيف» الأولى اسمها شكولاتة، والثانية عطيات، والثالثة نادية، يعشن الآن فى منزل صغير بإحدى المناطق النائية بعد أن تركن منزلهن الكبير بنزلة الأشتر. المتكيف اقنعهن ببيع 5 قراريط وجاموسة بمبلغ 300 ألف جنيه، ورثهن عن أبائهن، والتزم معهن بالسداد لمدة ثلاثة أشهر حتى اختفى من القرية. من شدة الصدمة التى وقعت عليهن فقدت شقيقتهن الكبرى النطق، والآن تعطف عليهن الناس بأموال يرسلونها لهن عبر البريد. تحقيقات النيابة كشفت عن شريك آخر لحمادة فى عمليات النصب والاحتيال، يدعى أسامة.م، وجاء فى أقوال المتهم بعد أن اتهمه أحد الضحايا فى المحضر، قائلا «اللى اخد منهم الفلوس واحد اسمه حمادة وده كان صديق ليا وهرب بعد ما نصب عليهم».