عرف قانون مكافحة الإرهاب الجماعة الإرهابية بأنها «كل جماعة أو جمعية أو هيئة أو منظمة أو عصابة مؤلفة من ثلاثة أشخاص على الأقل أو غيرها أو كيان تثبت له هذه الصفة، أيًا كان شكلها القانونى أو الواقعى سواء كانت داخل البلاد أو خارجها، وأيًا كان جنسيتها أو جنسية من ينتسب إليها، تهدف إلى ارتكاب واحدة أو أكثر من جرائم الإرهاب أو كان الإرهاب من الوسائل التى تستخدمها لتحقيق أو تنفيذ أغراضها الإجرامية». كما عرف القانون الكيان الإرهابى على أنه «الجمعيات أو المنظمات أو الجماعات أو الخلايا أو غيرها من التجمعات، أيًا كان شكلها القانونى أو الواقعي، متى مارست أو كان الغرض منها الدعوة بأى وسيلة فى داخل أو خارج البلاد إلى إيذاء الأفراد أو إلقاء الرعب بينهم. خصائص الجماعة الإرهابية: حدد القانون طبيعة الجماعة الإرهابية وتنظيمها وشكلها وجنسيتها وغرضها المتمثل فى ارتكاب واحدة أو أكثر من جرائم الإرهاب، لذلك نتناول خصائص الجماعة الإرهابية على النحو التالى: كل تجمع مؤلف من ثلاثة أشخاص على الأقل أيًا كان الشكل القانونى أو الواقعى داخل البلاد أوخارجها. أيًا كان جنسية الجماعة أو الجمعية أو الهيئة المنظمة أو العصابة أو الكيان أو أى شكل آخر لهذا التجمع أو جنسية من ينتسب إليها. الهدف هو ارتكاب واحدة أو أكثر من جرائم الإرهاب أو كان الإرهاب من الوسائل التى تستخدمها لتحقيق أو تنفيذ أغراضها الإجرامية. يعاقب القانون كل شخص يرتكب أو يشرع فى ارتكاب أو يحرض أو يهدد أو يخطط بأى وسيلة كانت أو يساهم أو يتولى قيادة أو زعامة أو إدارة أو إنشاء أو الاشتراك فى عضوية الكيان الإرهابى، وكل من يشارك فى التنظيم للكيان أو التمويل أو النشاط مع علمه بذلك. الدروس المستفادة فى مواجهة العمليات الإرهابية. نسمع كثيرًا الدروس والتجارب السابقة وأهمية الاستفادة منها، ماذا يعنى ذلك أو بمعنى أدق كيف نستفيد منها؟ الإجابة ببساطة هى أن نفكر فى كل حادث أو عملية إرهابية، كيف تمت وبأى وسيلة ومن أى طريق، الأسلوب المستخدم، الساعة والتوقيت، الإخفاء والتمويه.. إلخ - أى نحلل الحدث أو الواقعة سواء أكانت على المستوى المحلى بالعاصمة أو سيناء أو أى محافظة أم على المستوى الإقليمى والعالمى لارتباط الفكر الإرهابى وتبادل الخبرات فيما بينهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والوسائل التكنولوجية الحديثة التى يستفيدون منها ويتعاملون معها بكفاءة. هل بادرنا بدراسة الحوادث الإرهابية التى وقعت فى فرنسا أو أستراليا أو كندا أو تفجير مبنى المخابرات السورية بريف دمشق من خلال حفر الأنفاق لكى نستفيد منها ونضع السيناريوهات اللازمة للوقاية منها، والتعامل معها بشكل حرفى إذا ما وقعت. إن الدروس المستفادة وتحليل الأحداث واستباقها ووضع الاحتمالات والسيناريوهات بجانب المعلومات هى عوامل نجاح الأمن فى أى دولة فى العالم ومعيار للتميز والكفاءة، وهى ذاتها العوامل التى تنقل قوات الأمن من مرحلة الدفاع ورد الفعل إلى مرحلة التصدى والمواجهة الفعالة للوصول إلى مرحلة أخرى وهى مرحلة المبادأة والتى عندها ينحصر الإرهاب مع تجفيف منابعه ومصادر تمويله لتكرس الدولة جهودها فى مواجهة هذا الفكر بالفكر أيضًا. فحادث تفجير مبنى المخابرات السورية بريف دمش بتاريخ 4/3/2015 وقع حوالى الساعة الخامسة صباحًا من خلال الأنفاق فقد تم حفر أكثر من خمسة أنفاق حوله وأسفله، طول النفق الواحد من 400: 500 متر تشمل أساسات المبنى بكامله، فالمبنى مقام على مساحة حوالى 550 مترًا وعدد 15 طابقًا - وبعد أن تم تفجير المبنى تم دخول مجموعات من الإرهابيين لقتل ما تبقى أو أسر الأحياء منهم وفق تخطيط وتنفيذ محكم يعتمد على عنصر المفاجأة والمباغتة وفى ضوء العولمة ووحدة الفكر فيما بين هذه المجموعات والجماعات، فإن الأمر يحتم على الأمن فى جميع دول العالم وعلى الأخص بالمناطق التى تواجه مثل هذه العمليات دراسة وتوقع احتمالية تكرار هذا الحادث ومن ثم يتوجب على قوات الأمن فى جميع المواقع ملاحظة وجود أى معدات للحفر فى أى مواقع حول أى منشأة أو معسكر أو هدف حيوى، ومراجعة وملاحظة بالوعات الصرف الصحى وغرف التليفونات الأرضية والمرافق التى يمكن استخدامها فى مثل هذه الأعمال، ومراجعة أى تغييرات فى مناطق الحرم الأمنى حول الأسوار، وعدم الاستهانة بوجود أى حفرة أو جزء متهدم من السور أو حفر ما، ومن المهم ملاحظة أى عمال يرتدون زيًا مثل «المرافق أو عمال الصرف الصحى والغاز والمياه» يقومون بعمل معين، وعما إذا كان بتصريح أم لا، وكذلك العاملين فى الآثار والمواقع السياحية وسائقى الحافلات، إنها حرب يمكن تجنب خسائرها إذا كانت هناك إجراءات وقائية وأمنية صارمة دون تجاوز فى معاملة المواطنين، فإذا توقعنا اشتدت يقظتنا ومن ثم أجهضنا العمليات التى تتم بهذا الأسلوب، لذلك فالدروس والتجارب السابقة مهمة فى الفكر والعمل الأمنى الناجح الذى يتميز بالاعتماد على ماذا لو؟ بعيدًا عن النمطية والتقليدية والجمود، والله خير حافظًا