نجاة علي، نجمة لا يزال بريقها متوهجا في ذاكرة الأغنية المصرية، فهي أول مطربة غنت في السينما الصامتة بمصر، واشتركت بالغناء والصوت في كثير من الأفلام مع كوكبة من نجوم السينما والطرب، فهي صاحبة أول فيلم غنائي في تاريخ السينما المصرية وهو بعنوان "دموع الحب" مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكانت أول أغنية سجلتها في الإذاعة بعنوان «سر السعادة»،وقد غنت في افتتاح الإذاعة المصرية مع عملاقة الغناء أم كلثوم، وعبد الوهاب، وعبد الغني السيد، وفتحيه أحمد. ولدت نجاة علي بقرية بردين بمحافظة الشرقية في 23 مارس 1913 واسمها الحقيقي "نجية على أحمد صيام"،وبدأت مشوارها الفني في بداية العشرينات من خلال الإذاعة المصرية، وقدمت حفلات كثيرة في منازل وحدائق الأثرياء، وكان أول حفل لها على مسرح الأزبكية في عام 1929، وبلغ ما سجلته نحو 90 أسطوانة وعددا لا يحصى من الشرائط في الإذاعة. تزوجت ثلاث مرات الأولى من أنيس الطوبجي، وكان تربطهما صلة قرابة، وهو كان ضابطا مهندسا، وبعد الزواج طلب منها الاعتزال نظرا لغيرته الشديدة عليها وكان رصيدها الفني فيلمين، ولكنها وافقت على الفور علي هذا الطلب فكانت عاشقة للبيت والاستقرار،وسافرت معه إلى مرسى مطروح وكان ذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن لم يستمر الزواج أكثر من خمس سنوات. ثم عادت إلى الفن مرة أخرى، وشاركت في فيلم "الحظ السعيد" وتزوجت مرة أخري من فؤاد الأطرش وحصلت علي لقب "أميرة" وكانت المشكلات بينهما كبيرة بسبب الإنجاب فكانترافضة للإنجاب، ثم انفصلت بعد سبع سنوات من الزواج، ثم تزوجت من السويفي، وهو من أصول سورية وأنجبت منه محمد، وهو لواء طيار. ويعود سبب اعتزالها للفن ولادتها لأبنها محمد حيث كانت ولادة قيصرية وعسيرة بعدها أعلنت اعتزالها للفن نهائيا في نهاية عام 1952، فهذه العملية تؤثر على صوت الفنان ويصبح نفسه قصيرا، لكن طلب منها يوسف السباعي في عام 57 الغناء للسد العالي ووافقت وكرمت على هذه الأغنية من الزعيم عبد الناصر، فهي كانت لا ترفض المشاركة في أي عمل وطني رغم اعتزالها الفن. وعلى المستوى الشخصي كانت لا تحب الظهور في وسائل الإعلام المرئية لكنها كانت تحب الإذاعة،وكانت شديدة الإعجاب بالراحلة سعاد محمد، وبعد الاعتزال عاشت في الإسكندرية، كما كانت تربطها علاقة احترام وود بمحمد عبد الوهاب وكان يناديها ب"ست نجاة". اشتركت في أول حفلة علي مسرح الأزبكية في عام 1929 وكذلك في حفل افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934 مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب. وعن علاقتها بأم كلثوم وغنائها أغنيه الأطلال قبلها: كانت الصوت المفضل لأم كلثوم وغنت قبلها قصيدة «الأطلال»، حيث كشف نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عن أن "أم كلثوم" ليست أول من غنت أغنية "الأطلال"، وأكد النشطاء أن المطربة "نجاة على" سبقتها في أداء الأغنية. وذكر النشطاء أن "نجاة" غنت الأطلال قبل تلحين رياض السنباطى للأغنية وأداء "أم كلثوم" لها بأكثر من عشر سنوات في بداية الخمسينيات، وأدتها من ألحان "محمد فوزى". الأطلال كتبها الشاعر "إبراهيم ناجي" ولحنها الموسيقار "رياض السنباطي" وغنتها كوكب الشرق "أم كلثوم" عام 1965. ولم يشكل الأمر أزمة بينها وبين أم كلثوم، بل كانت تربطهما علاقة احترام متبادل وصداقة، وعندما حصلت أم كلثوم على لقب "صاحبة العصمة"، أقدمت في ذلك الوقت نقابه المهن الموسيقية على الاحتفال بها، فسألتها من تريد أن يغني في هذه الاحتفالية، قالت أريد نجاة علي، هي التي تحيي الحفل، بعد الحفل قامت أم كلثوم بزيارتها في منزلها. كانت تربطها صداقة بأغلب الفنانين في ذلك الوقت، وكانت بعيدة عن أي صراعات بل كانت تساعد الجميع، وكان من أبرز أصدقائها الفنانة مديحة يسري، وفايزة أحمد، التي كانت تزورها حتى بعد الاعتزال، وكانت تستشيرها في بعض الأغنيات، وهدى سلطان أيضا،وقد تمت دعوتها إلى حفل لعبد الحليم حافظ -في بداية مشواره- وقد هاجمه الجمهور في ذلك الحفل ولكنها قابلته بعد الحفل ونصحته أن يكمل مشواره وألا يتأثر بما حدث فهذا أمر طبيعي، فكانت تحب الخير للجميع. كما كانت تربطها صداقة وطيدة بالراحلة أسمهان، وفريد الأطرش، ونتيجة هذه الصداقة، كان ارتباطها الثاني بالأمير فؤاد الأطرش الأخ لهما. تمتلك نجاة علي رصيدا غنائيا يصل إلى ما يقرب من 400 أغنية رغم اعتزالها المبكر. ومن أشهر أغانيها التي تعاونت فيها مع أغلب الملحنين والكتاب "فكراك ومش نسياك"و"يا لايمين في الهوى" و"وسلم على قلبي"، "أل إيه دلوقتي ما بيحبش"، عيد الشباب، "صلح الحبيب" مع رياض السنباطي، "قلوب الحبايب"،" من بعيد لبعيد" و"بتشاغلني" و"غنيت للناس". من اعمالها فى السينما "حب للسما، وشيء من لا شيء، والحظ السعيد، والشاطر حسن، دموع الحب مع محمد عبد الوهاب ومعجزة الحبووالكل يغني"، والتي اشتركت فيه المطربة جاة الصغيرة حيث أطلق عليها لقب "الصغيرة" من خلال أحداث تلك الفيلم لأنها كانت تجسد شخصية المطربة نجاة على، وهى صغيرة.