ما أن نشر النائب توفيق عكاشة صورًا له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مع السفير الإسرائيلي حاييم كورين الذي ضايفه في منزله وتناولا العشاء معًا، حتى تشكلت ضده عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة.. أعقبت السابقة التطبيعية مع الاحتلال الإسرائيلي، تصريحات لنائب دائرة طلخا ونبروه في محافظة الدقهلية توفيق عكاشة، عن استعداده للقاء رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن لزم الأمر، ورغم الغضب التي انتاب بعض نواب البرلمان إلا أنهم يحيدون يد القانون عما فعله عكاشة، خاصة في ظل اتفاقية «كامب ديفيد»، إذ لا يملكون أي عقوبة من نص القانون جراء هذا التصرف.
«عكاشة» يقول إن لقائه بسفير الاحتلال الإسرائيلي، جاء بعد إخطار أجهزة الأمن قبل اللقاء وفي حراسة 22 أمين شرطة وضابطًا من وزارة الداخلية، ووفد من السفارة يضم وزير الثقافة والمفوض والقنصل الإسرائيلي في مصر، ويؤكد أن اللقاء كان ثقافيًا وفي مضمون كتابه «دولة الرب والماسونية والألفية السعيدة»، وعدة قضايا أخرى منها القضية الفلسطينية وأزمة سد النهضة. «عكاشة» يقول أيضًا إن لقاء سفير الاحتلال الإسرائيلي جاء بناءً على رغبته، وليست المرة الأولى التي التقى فيها مسؤول إسرائيلي، إذ أكد أنه ذهب لإسرائيل في 2010 حينما كان نائبًا في البرلمان، وزار تل أبيب، مشيرًا إلى أنه طالب سفير الاحتلال خلال اللقاء ببناء 10 مدارس تعويضًا عن مدرسة بحر البقر، والتنازل عن التعويضات المحكوم بها لصالح بلاده في قضية وقف تصدير الغاز، وأن يكون لإسرائيل «دور حاسم في مسألة سد النهضة، بما يضمن عدم تأثيره في حصة مصر من مياه نهر النيل». الغريب أن «عكاشة» حذّر خلال عشرات الحلقات عبر قناته «الفراعين»، من ثوار 25 يناير ومحاولات الصهيونية العالمية التي تريد دخول مصر عبر هؤلاء الشباب، إلا أنه فجأة خرج بلقاء علني مع سفير الاحتلال الإسرائيلي. برلمانيون توعدوا «عكاشة» ومنهم النائب الشاب محمود بدر الذي قدّم مذكرة إلى رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال لإسقاط عضوية «نائب التطبيع»، وقال «بدر» إن التعامل الدبلوماسي والسياسي على مستوى الدول والحكومات أمر، والتعامل على المستوى الشعبي أمر آخر. كذلك شنّ النائب مصطفى بكري، هجومًا حادًا على «عكاشة»، وقال إنه تقدم بيان عاجل إلى رئيس النواب، للنظر في فصل النائب، مؤكدًا أن البرلمان يحترم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والثنائية المبرمة مع مصر، ولكن هذا لا يتعارض مع محاسبة كل من يضر البلاد بتصرفات فردية ويهدد أمنها القومي. واشتد حدّة تصريحات «بكري» ضد «عكاشة» إذ قال « وتصاعدت أزمة «نائب التطبيع» داخل البرلمان، ومن المنتظر أن تشهد جلسة الغد مناقشة ما فعله «عكاشة» بعدما قدّم أكثر من 100 نائب طلبات لرئيس البرلمان باتخاذ موقف حاسم، وهو ما أكده «عبد العالي» متعهدًا باتخاذ موقف يعبر عن جموع الشعب ويعكس الموقف المصري تجاه التطبيع. وعلى المستوى الشعبي، دشّن عدد من مغردي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «هاشتاج» «السفير الإسرائيلي»، ليهاجموا «نائب نيبروه» ويؤكدون أن فعله تتعارض مع مواقفهم التي ترفض العدو الإسرائيلي، مستنكرين الأصوات التي حصل عليها وتحدثه باسم الشعب.
وقانونيًا، أقام الدكتور سمير صبري المحامي دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة طالب فيها بإصدار حكم قضائي بإسقاط عضوية «عكاشة»، وقال في الدعوى إن «ما يفعله هذا النائب يسيء للدولة المصرية ويصل للخيانة، ويجب أن يتم استبعاده، فهو ارتكب قضية تخابر مكتملة الأركان.