في أعداد هي الأكبر حجما منذ اندلاع الثورة الشعبية السورية، هتف نحو مليون وربع المليون متظاهر في حماة ودير الزور وسائر المدن السورية خلال فعاليات جمعة «أحفاد خالد بن الوليد» بإسقاط الرئيس بشار الأسد، وذلك فيما يعد ردا على جلسات الحوار الوطني التي لا يراها الثوار السوريون إلا محاولة للالتفاف على ثورتهم عبر إجراء إصلاحات شكلية لا تمس رأس النظام السوري، وقد تلاحظ اختفاء قوات الأمن والشبيحة تماما من المظاهرات الكبرى في حماة ودير الزور. وتعد مليونية جمعة «أحفاد خالد» 22-7-2011 -التي خصصت للتضامن مع مدينة حمص السورية التي يحاصرها الجيش السوري- هي المليونية الأولى منذ اندلاع الثورة الشعبية السورية منتصف مارس/آذار الماضي، والتي تطالب بإنهاء «عقود من النظام الأمني الذي يسيطر عليه حزب البعث خلال سنوات حكم حافظ الأسد وابنه بشار منذ ما يقر من نصف قرن».
وقد حور المتظاهرون في أغلب المدن السورية الغاضبة هتافهم من «الشعب يرد إسقاط النظام» ليصير «الشعب يريد إسقاط الرئيس»، وذلك ردا على جلسات الحوار الوطني التي دعت إليها السلطات السورية ويصفها الثوار السوريون بأنها محاورة النظام لنفسه، ويتهمونها بمحاولة الاتفاف على ثورتهم من خلال إصلاحات شكلية وهيكلية لا تمس منصب الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما رفضه المواطنون بشدة.
وفي المقابل نفى التلفزيون السوري الرسمي أن تكون التعبئة بلغت هذا الحد مؤكدا أن ألفي شخص فقط شاركوا في تظاهرة دير الزور!.
11 شهيدا
غير أن مصادر حقوقية متطابقة أكدت أن أكثر من مليون ومائتي ألف سوري تظاهروا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الاسد خصوصا في حماة (وسط) ودير الزور (شرق) وأن أحد عشر شهيدا سقطوا خلال تفريق المظاهرات.
وعلى غرار كل يوم جمعة منذ بداية الانتفاضة الشعبية في منتصف آذار/مارس دعي السوريون إلى التظاهر عقب صلاة الجمعة وتحدث رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن أكثر من 1,2 مليون شخص استجابوا للنداء في حماة ودير الزور قرب الحدود العراقية.
وأضاف: "إن أكثر من 1,2 مليون متظاهر شاركوا في التظاهرات. في دير الزور، كانوا اكثر من 550 الفا عند نهاية التظاهرة وفي حماة كانوا أكثر من 650 ألفا"، موضحا أن قوات الأمن كانت غائبة تماما عن هاتين المدينتين.
وقال رامي عبد الرحمن أن المتظاهرين رددوا في حماة هتافات من أجل "الوحدة الوطنية وضد الطائفية"، ودعوا إلى "سقوط النظام" واعربوا عن تضامنهم مع المدن التي تحاصرها قوات الامن وخصوصا حمص (وسط) التي تشهد اعمال عنف دامية منذ بداية الأسبوع.
"حمص" الجريحة
أما حمص ذاتها التي خصصت الجمعة للتضامن معها، فقد تجمع في هذه المدينة التي تبعد 160 كلم شمال دمشق أكثر من 25 ألف شخص في حديقة العلو بينما لا تزال أحياء أخرى تخضع لحصار قوات الأمن بحسب المرصد.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي: إن "متظاهرين قتلا طعنا بالسكين أمام مسجد آمنة في حلب على يد ميليشيات موالية للنظام اقتحموا المسجد وهاجموا" المصلين.
وأشار إلى أن "عشرات المتظاهرين جرحوا واعتقل عشرات آخرون".
وأضاف أن متظاهرا قتل برصاص قوات الامن في أعزاز في محافظة حلب.
وفي حمص، قتل متظاهران برصاص قوات الأمن الذين فرقوا تظاهرة في حي الخالدية ودوار الفاخورة، وقتل متظاهر برصاص الامن في كفر روما في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، خلال إطلاق قوات النار على متظاهرين في إدلب (شمال غرب) ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما قتل متظاهرين اثنين وجرح آخرين برصاص قوات الأمن" في المليحة بريف دمشق.
وانتشرت قوات الأمن بكثافة في العاصمة دمشق وضوحيها، كما استطاعت تفريق مظاهرات في مناطق كردية بالعنف والضرب بالهراوات، وسقط عدة قتلى برصاص الأمن في أنحاء سوريا، اثنان منهما طعنا بالسكين على يد «الشبيحة» الموالين للنظام وفقا لما أعلنته مصادر حقوقية.