فى تطور غير مسبوق منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، هز انفجاران مبنى الكلية الحربية فى مدينة حمص وسط البلاد، بعد ساعات من سقوط 14 شهيدا خلال تظاهر أكثر من 1.2 مليون سورى ضد النظام فى «جمعة أحفاد خالد» أمس الأول قال شهود عيان إنهم سمعوا دوى انفجارين فجر أمس قادمين من داخل الكلية الحربية بمدينة حمص، التى تعانى حصارا عسكريا وعمليات اقتحام لسحق الاحتجاجات، ما أسقط عشرات الشهداء. الشهود أضافوا أنهم سمعوا صوت إطلاق رصاص كثيف، وشوهدت سيارات إسعاف تتجه نحو مبنى الكلية فى منطقة الوعر القديمة، بينما شوهد دخان يتصاعد من داخل المبنى. كما سمع دوى أربعة انفجارات وطلقات رصاص فجر أمس فى بعض شوارع حمص مع انتشار كثيف للقوى الأمنية فى المدينة، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان الذى تحدث أيضا عن «معلومات عن فرار أكثر من 50 مجندا من وحدات عسكرية بجانب الكلية الحربية فى المدينة». وفى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف من إسطنبول، أكد المفوض السياسى ل«الائتلاف الوطنى لدعم الثورة السورية»، وائل حافظ، ما ألمح إليه عبدالرحمن بقوله إن «عناصر داخل الجيش هى التى نفذت الانفجارين؛ غضبا من القمع العسكرى للمحتجين وبطش الشبيحة (بلطجية تابعين للنظام) بالأهالى.. هذا التطور غير المسبوق يدل على حجم الغضب المتزايد والانشقاقات داخل الجيش.. هناك عسكريون موالون للثورة طلبنا منهم عدم الانشقاق والمساعدة على انهيار النظام من داخله». ووقعت هذه الانفجارات بعد ساعات من مظاهرات شارك فيها أكثر من 1.2 مليون شخص فى عدة مدن، على رأسها حماة (وسط 650 ألف محتج) ودير الزور (شرق 550 ألف محتج). كما خرجت فى جمعة «أحفاد خالد» مظاهرات فى مدن أخرى، منها: القامشلى، والحسكة والميادين، والعاصمة دمشق، وحمص، وحلب، واللاذقية، ودرعا، وإنخل، ووداعل، وطفس، ووإدلب، وهتف المحتجون لإسقاط النظام، ولنصرة حمص، حيث مرقد الصحابى خالد بن الوليد، وبقية المدن المحاصرة عسكريا. وبحسب المعارض السورى فإن «معلومات تنسيقيات الثورة بداخل سوريا تفيد بسقوط 14 شهيدا فى هذه الاحتجاجات، فضلا عن أن عددا من الأهالى يدفنون شهداءهم دون إبلاغ التنسيقيات ومنظمات حقوق الإنسان خوفا من بطش النظام». على الجانب الآخر، أصيب أكثر من 30 عنصرا من قوات الجيش وقوى حفظ النظام بجراح، بعضها خطرة، برصاص «المجموعات الإرهابية المسلحة» فى منطقة باب السباع بحمص، وفقا للوكالة العربية السورية للأنباء (سانا). وأضافت الوكالة أن «مجموعات تخريبية فى منطقة السودة بحمص استهدفت قطارا متوجها من حلب إلى دمشق يقل 480 راكبا فى الساعة الثالثة من فجر السبت، حيث فكت أجزاء من السكة الحديدية؛ ما أخرج القطار عن السكة وأشعل عربة الرأس، وتسبب فى استشهاد السائق وإصابة عدد من الركاب بجروح متفاوتة».. ما علق عليه حافظ قائلا: «تنسيقيات الثورة أكدت لى أنها ليست مسئولة عن هذا التخريب.. الشبيحة هم المسئولون عنه، فهم يحاولون افتعال مذابح كذريعة لزيادة القمع بحق المحتجين.. نحن ثائرون لإنقاذ شعبنا وليس لقتله!». وتمسكا بإسقاط نظام الأسد، ونصرة للمدن المحاصرة، بدأ فى المدن والبلدات السورية أمس إضراب عام، تلبية لدعوة أطلقها نشطاء على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد»، على موقع «فيس بوك». وشدد المعارض السورى على أن «هذا الإضراب هو جزء من العصيان المدنى المتصاعد حتى إنهاء حكم أسرة الأسد القائم منذ أكثر من 40 عاما، وقد نصحنا (المعارضة) تنسيقيات الثورة فى المدن باتخاذ التدابير المعيشية، من توفير الاحتياجات الغذائية والدوائية وغيرها، قبل البدء فى الإضرابات».