يبدو ان نيران الثورة تريد الاقتراب بشدة من المنوفية التي كانت اكثر محافظات مصر هدوءا وربما خمولا طوال شهور الثورة المصرية الحالية. وكما جرت الاحوال في مصر خلال شهور ما قبل الثورة من تكرار مظاهر الاضرابات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية ثم اعقبها الاشتعال الكامل في الشارع، قان الامور تجري الان علي نفس المنوال في المنوفية، حيث باتت الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات بمثابة امور طبيعية تتكرر يوميا في المحافظة التي كانت هادئة، وبالامس شهدت المنوفية ما يمكن تسميته بيوم الجمعة الدامي،
فبينما قام المئات من مواطني مدينة السادات الصناعية بمحاصرة قسم شرطة المدينة بسبب قيام مباحث القسم بالقبض علي عامل بمصنع للسيراميك بالمدينة بتهمة البلطجة وأكد شهود عيان أن مشاجرة قد نشبت عصر الجمعة22 يوليو بين مسجل خطر يدعى محمد. ك وخمسة أشخاص للخلاف على تجارة المخدرات، قام على إثرها الأول بإطلاق النيران من مسدسه الآلى عليهم مما أسفر عن مقتل مرسى ش م33 عاما، وأسماء أ ع23 عاما، وإصابة محمود م غ31 عاما، وفريد م ح 24 عاما، وأحمد م37 عاما، وجميعهم من قرية أبو الخاو بالبحيرة، فقام نحو 200 شخص من أقارب المجنى عليهم بمطاردة المتهم الذى تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الشرطة بالسادات وحجزه فى قسم الشرطة، فطلب المتظاهرون من القيادات الأمنية تسليم المتهم إلا أنهم رفضوا فقاموا بإحراق قسم الشرطة وحصلوا على المتهم وقاموا بقتله والتمثيل بجثته أمام. أكثر من 200 شخص ورددوا هتافات ضد الشرطة مطالبين بإستبعاد المأمور ورئيس المباحث وبعض أفراد الشرطة السريين
أما في قرية شما التابعة لمركز اشمون فقد قام الآلاف من أبناء القرية بتنظيم مسيرات جابت شوارع القرية للتنديد بتقاعس قسم شرطة اشمون عن فرض الأمن بالقرية بعد انسحاب قوات الجيش التي كانت قد ظلت متواجدة بالقرية منذ عشرين يوما لفرض حظر التجول بالقرية في ظل التوتر الرهيب الذي ساد بالقرية علي خلفية المعركة الرهيبة التي نشبت بين أسرتين كبيرتين بالقرية الأولي هي أسرة الحرايري المشهورة بالاتجار في المخدرات والتي يقول أهالي القرية أنها علي علاقة برجال شرطة فاسدين بالمحافظة والثانية هي أسرة قناوي
ومن جهة أخرى واصل المئات من أهالى قرية شما بالمنوفية اعتصامهم أمام نقطة شرطة القرية احتجاجا على قيام مديرية أمن المنوفية بسحب قوات الأمن المركزي وكذلك قيام الجيش بسحب مدرعاته مطالبين قوات الشرطة بسرعة القبض على المتهمين في الأحداث الدموية التي شهدتها القرية مطلع الشهر الجاري.
وأكد الأهالي أن البلطجية مازالوا متواجدين في القرية وفي القري المجاورة وأنهم قاموا بالإبلاغ عن أماكن البلطجية أكثر من مرة، إلا أن مباحث أشمون لم تتخذ أي إجراء وهتف الأهالي "ياعيسوي فين الشرطة دول طلعوا رجالة أونطة"، " مش هنمشي ودم الشهداء مش هيروح".
وأكد عدد من قيادات الاعتصام الحفاظ على سلمية الاحتجاجات حيث إن هناك أعدادا من المتظاهرين الذين هددوا بتصعيد الاحتجاج بقطع خط سكة الحديد "القاهرةطنطا" والمار بمدينة منوف.
كانت قرية شما قد شهدت أحداثاً مؤسفة بنشوب مشاجرة بين عائلتين بالأسلحة النارية يوم الاحد 4 يوليو وكان سببها تشاجر بين مسعود أبو حريرة وشقيقة سامح ( طرف أول ) و محمد مرزوق قناوى ( طرف ثانى ) أطلق فيها سامح النيران على الطرف الثانى الذى لقى مصرعه فى الحال وبعد تشييع جنازته أشعل بعض أفراد عائلة قناوى النيران فى منازل عائلة أبوجريرة إنتقاماً لمقتل إبنهم ودارت معركة بين الطرفين اسفرت عن مصرع سادات فراج الليثى – 30 سنة – و عبد السلام محمد إبراهيم – 39 سنة – و بسيونية جابر محمد – 40 سنة – وإصابة محمود محمد إبراهيم و هانى فؤاد عبد المنعم و كمال إبراهيم محمد ومايسه محمد الصراف و أمل على أبو حريرة و شقيقتها حنان بطلقات نارية وإصابة 6 أفراد من الأمن المركزى وعلي اثر هذه الاحداث قام الجيش بفرض حظر التجول علي القرية وسيطرت قوة من الشرطة العسكرية علي شوارع القرية واستمر الحال الي يوم الخميس 21 يوليو حين قرر الجيش سحب قواته من القرية وهو ما ادي الي تجدد الصراعات بين العائلتين المذكورتين