التجربة الفنلندية ■ الاستعانة بمقررات فنلندا فى الرياضة والفيزياء.. والأمر مرهون بموافقة المجلس التخصصى التابع للرئاسة لا دليل على انتكاسة التعليم فى مصر سوى أن يكون ترتيبنا فى المركز قبل الأخير فى مؤشر جودة التعليم الذى أصدره المنتدى الاقتصادى العالمى لعام 2015 / 2016، وتأتى دول مثل قطر وإسرائيل فى المقدمة. المناهج هى السبب فى تدهور أوضاع التعليم المصرى، خاصة أن أغلبها لا يواكب التطورات والمتغيرات الحالية فى سوق العمل، فضلاً عن أنها لا تنمى مهارات الفكر والإبداع لدى الطلاب، بل أغلبها يعتمد على الحفظ والتلقين. الرئيس السيسى خلال احتفالية الشباب المصرى بدار الأوبرا المصرية، بعد تدشينه للموقع الإلكترونى لبنك المعرفة، أمر بتشكيل لجنة متخصصة لتحديث المناهج التعليمية فى أقرب وقت، ما دفع وزارة التربية والتعليم لتشكيل 10 لجان لمراجعة جميع مقررات مراحل التعليم ما قبل الجامعى. اللجان التى تم تشكيلها تضم معلمين ومستشارين متخصصين فى كل مادة وأساتذة جامعات تربويين، مقسمة كالتالى خمس لجان للمرحلة الثانوية، ولجنتين للإعدادية، وثلاث للابتدائية. كل لجنة تضم 8 أعضاء، ومن المقرر أن تبدأ عملها فى أول فبراير القادم، ويعكف أعضاؤها حالياً على الاطلاع على المناهج التعليمية الأوروبية خاصة فى مجالى الرياضة والفيزياء، للاستفادة منها فى تطوير المناهج المصرية. وبحسب معلومات حصلت عليها «الفجر» من مصادر داخل الوزارة، تم الاستقرار بشكل مبدئى على الاستعانة بمناهج «فنلندا» فى مجالى العلوم والرياضيات، وستقوم اللجان المكلفة بدراسة تلك المناهج قبل البدء فى مراجعة المناهج المصرية، للوقوف على أوجه التطور الذى وصلت إليه تلك البلدان فى التعليم فى المجالات المذكورة، باعتبارهما أساس التقدم لأى دولة. المصادر أشارت إلى أنه من الممكن أن تتم الاستعانة بمناهج أخرى فى حال إذا كانت تلك المناهج لا يمكن تطبيقها فى مصر لظروف خاصة سواء تتعلق بالمدرسين الذين سيقومون بتدريس تلك المواد، أو حتى قدرة الطلاب على استيعاب تلك المقررات. التعديل فى المناهج - بحسب كلام المصادر- قد يصل إلى حد التغيير الكلى أو الجزئى أو من الممكن عدم إجراء أى تغيير، وذلك بحسب تقرير اللجنة المشكلة عن مدى جودة المناهج المصرية الموجودة التى يتم تدريسها للطلاب فى المدارس. أيضاً هناك اتجاه بعدم إجراء أى تعديلات فى مناهج التاريخ والجغرافيا، باعتبارها تشمل معلومات تمس خصوصية مصر، ولكن المصادر أشارت إلى أن اللجان المشكلة ستقوم بزيادة مقررات التنمية البشرية، خاصة أن الوزارة بدأت بالفعل ذلك من خلال تضمين دروس الراحل إبراهيم الفقى فى بعض مناهج المراحل الثانوية، مؤكدة أن الهدف من ذلك تنمية الذات عند الشباب والأطفال فى مراحل التعليم الابتدائى. الوزارة وضعت استراتيجية تحكم عمل هذه اللجان، حيث قالت المصادر: هذه اللجان لا يمكنها إجراء أى تعديلات إلا بعد عرضها على المجلس التخصصى للتعليم التابع للرئاسة برئاسة الدكتور طارق شوقى، وذلك للموافقة على ما سيتم من إجراء تعديلات أو رفضها، موضحة أن المجلس لديه تحفظات على مناهج الرياضة والفيزياء، ولذلك فهى محور الاهتمام الأساسى لدى اللجان المشكلة. وفيما يتعلق بأن عمل تلك اللجان قد يؤدى إلى تأخير بدء طباعة الكتب الدراسية للعام الدراسى المقبل 2016/2017، أكدت المصادر أن اللجان ستعقد اجتماعات دورية لمناقشة ما تم توصل إليه، تجنباً لتأخر طباعة كتب العام الدراسى والتى تبدأ فى شهر مايو من كل عام.