في غرفة صغيرة أسفل منزل مكون من خمسة طوابق، يجلس لمدة 15 ساعة يومياً، محمد عبدالسلام البالغ من العمر 46 عاماً، خريج معهد كفاءة إنتاجية كلية الهندسة جامعة عين شمس، ضحية الخصخصة التي بسببها اتجه لأن يكون "ترزي"، في دكانة مساحتها ضئيلة جداً تحتوى على ترابيزة وماكينة خياطة ومجموعة من بكرات الخيط الملونة وكرسي للزبائن. ويروي لنا محمد حكايته مع تلك الماكينة التي تعتبر شقيقته في الكفاح، قائلاً؛ "بعد تطبيق قانون الخصخصة أصبحت بلا مأوى ولأنني بدون معارف ووسائط لم أعمل بشهادتي وبالرغم من أنني قمت بتقديم أوراقي لأكثر من جهة حتى أعمل فيها وكان أخرهم مشروع قناة السويس لكن مع الأسف لم يتم الاستجابة لمطلبي. وتابع: "ليس لدي باب رزق أخر غير محلي الصغير الذى أحصد منه في نهاية اليوم بما يعادل 100 جنية أو أقل من ذلك، مع العلم أني لدي ثلاث فتيات الأولى في الصف الثالث الجامعي، والثانية في المرحلة الثانوية والثالثة في المرحلة الإعدادية" واستكمل عبد السلام، أنه يقيم في منزل والده نظراً لعدم توافر أموالاً معه، مشيراً إلى أنه قام بالتقديم على الشقق التابعة لوزارة الإسكان لكن تم رفض أوراقه بسبب سنه، مضيفاً: "منذ أربع سنوات قمت بتقديم التماس لوزير القوى العاملة لكن لم أصل لشيء لأنني مواطن غلبان ليس لدى سلطة أو واسطة أستند عليها لأستطيع أخذ حقوقي المشروعة". واستطرد: "أطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يلتفت إلى الشباب المكبوتة المنتظرة الروتين الحكومي والمحكومة بالسن مؤكداً على أنهم لديهم طاقة يجب استخدامها حتى لا يصبح في مصر أي عاطل". واختتم عبد السلام: " كل مرشح برلماني يأتي بوعود كثيرة لأهالي الدائرة ثم يختفى مع وعوده حينما يصل للكرسي ومع الأسف كل وعودهم تتلخص في تشغيل البطالة، لافتاً إلى أن المسؤولين هم السبب في ذلك لأنهم إذا التفتوا من البداية لهؤلاء الشباب كانت أصبحت مصر دولة منتجة ومصدرة بدل ما أصبحت دولة مستوردة،لذلك أناشد الرئيس بسرعة التدخل لحل أزمة هؤلاء الشباب لأنهم قنبلة موقوتة، لأن أنا حالي مثل حال شباب كثيرة حطمت أحلامهم بسبب الروتين الحكومي والمسؤولين معدومي الضمير".